أصبحت دلهي مغطاة بالضباب الدخاني في الأسبوعين الماضيين، حيث انخفضت جودة الهواء في المدينة إلى مستويات تنذر بالخطر، وتم إغلاق المدارس، وأوقفت محطات توليد الكهرباء وغيرها من الصناعات عملياتها، ووصفت المحكمة العليا حالة العاصمة بأنها "أزمة"،
وكانت هناك العديد من الدراسات حول مشاكل الصحة الجسدية، على سبيل المثال، تطور أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية الناجمة عن تلوث الهواء، لكن غالباً ما يتم التغاضي عن تأثيره الضار على الصحة العقلية، وكشفت دراسة جديدة الآن أن "تلوث الهواء يغير تركيب الجينات التي تؤدي بدورها إلى الاكتئاب".
تلوث الهواء والاكتئاب
كانت هناك العديد من الدراسات في الماضي لمراقبة كيفية ارتباط تلوث الهواء بالاكتئاب، لكن هذه الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم هي الأولى التي تُظهر سبباً عصبياً مباشراً لهذا الارتباط.
القابلية الوراثية للاكتئاب
لاحظت الدراسة وجود 352 ساكن من بكين، وهي مدينة ذات مستويات عالية من التلوث، وكجزء من الدراسة، حلل الباحثون قابليتهم الوراثية للاكتئاب، ولوحظ أن أولئك الذين لديهم استعداد وراثي لمرض معين لديهم احتمالية متزايدة لتطوير هذه الحالة اعتماداً على عوامل بيئية معينة.
درس الباحثون آثار التعرض للجسيمات الدقيقة PM 2.5 ، "التي تحتوي على جزيئات قابلة للاستنشاق أصغر من 2.5 ميكرون"، بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي للاكتئاب، على شبكات الدماغ المرتبطة بالضغط الاجتماعي.
قشرة الفص الجبهي الظهراني
وطُلب من المشاركين إجراء اختبار معرفي يتضمن السبب وحل المشكلات، ووجد الباحثون أنه أثناء الاختبار، تغير النشاط في قشرة الفص الجبهي الظهراني، وهي منطقة دماغية تشارك في الوظائف الإدراكية مثل اختيار الاستجابة والذاكرة العاملة، لدى الأفراد الذين تعرضوا لـ PM2.5 بدرجة أعلى ولديهم استعداد وراثي للاكتئاب.
المخاطر الجينية للاكتئاب وتلوث الهواء
أراد الباحثون كذلك دراسة التفاعل بين المخاطر الجينية للاكتئاب وتلوث الهواء، ولذلك قاموا برسم خرائط مناطق الدماغ في الموضوعات التي تعبر عن مستويات عالية من الجينات المرتبطة بالاكتئاب، وساعدت قاعدة بيانات "أطلس ألين" للدماغ، وهي قاعدة بيانات على الإنترنت، الباحثين في تحديد مناطق الدماغ التي من المفترض أن تظهر تعبير مرتبط بالجينات المرتبطة بالاكتئاب.
الآثار الضارة لتلوث الهواء
تم اكتشاف أن النمط المشتق باستخدام أطلس وأنماط اتصال الدماغ التي لوحظت أثناء المهمة المعرفية لدى أولئك الذين يتعرضون بشكل أكبر لتلوث الهواء وأصحاب الاستعداد الوراثي العالي للاكتئاب، متشابه، وكان هذا الارتباط أضعف لدى أولئك الذين تعرضوا لمستويات منخفضة من PM2.5، مما يشير إلى أن الأفراد الذين لديهم قابلية وراثية للاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة للآثار الضارة لتلوث الهواء.
هذا وتظهر الدراسة أن أولئك الذين يعانون من الاكتئاب، والذين لديهم استعداد وراثي مرتفع للاكتئاب، يجب أن يأخذوا عناية إضافية مع ارتفاع مستوى التلوث.