دراسة: أشعة الشمس قد تقلل من مخاطر الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد إلى النصف

علوم

دراسة: أشعة الشمس قد تقلل من مخاطر الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد إلى النصف

10 كانون الأول 2021 18:30

توصلت دراسة صغيرة إلى أن الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالتصلب المتعدد قد يجدون بعض الحماية من المرض من خلال قضاء المزيد من الوقت في الشمس.



التصلب العصبي المتعدد


وعلى الرغم من أن مرض التصلب العصبي المتعدد نادر الحدوث لدى الأطفال والشباب، فإن أولئك الذين لديهم أقارب مصابين بهذه الحالة تزيد احتمالات إصابتهم بالمرض مبكراً، ويقول الباحثون أن التعرض لأشعة الشمس قد يقلل من هذه المخاطر إلى النصف.


وقالت المؤلفة الرئيسية، الدكتور إيمانويل ووبانت، طبيبة الأعصاب ومديرة المركز الإقليمي لمرض التصلب العصبي المتعدد لدى الأطفال في جامعة كاليفورنيا: "في العائلات التي يوجد بها العديد من حالات الإصابة بالتصلب المتعدد، فإننا نعلم أن هناك خطر أكبر على الأفراد في تلك العائلة".


أشعة الشمس والتصلب المتعدد


وشددت على أن هذه الدراسة لا تثبت أن أشعة الشمس تقلل من خطر الإصابة بالتصلب المتعدد، ولكن فقط أنه قد يكون هناك صلة.


وقالت ووبانت: "إذا كان لديك أشقاء مصابون بالتصلب المتعدد أو والداك مصابان بمرض التصلب العصبي المتعدد، فربما يساعد التأكد من قضاء المزيد من الوقت في الشمس بانتظام في تقليل مخاطر الإصابة بالمرض".


إن مرض التصلب العصبي المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب أعراضاً لا يمكن التنبؤ بها مثل التنميل والوخز وتغيرات الحالة المزاجية والعمى أو الشلل، ووفقاً لجمعية التصلب المتعدد الوطنية، يتم تشخيص غالبية المرضى عندما تتراوح أعمارهم بين 20 و 50 عاماً. 


وقالت ووبانت: "يبدو أن هناك شيئاً غريباً جداً حول مرض التصلب العصبي المتعدد والأطفال، فلماذا يصاب الطفل بمرض يبدأ عادةً بعد 20 أو 30 عاماً؟".


ما سبب مرض التصلب المتعدد؟ 


يعتقد الباحثون أن السبب ربما يكون بسبب تعرضهم بشكل أكبر لعوامل الخطر، أو ربما عدداً أكبر من الجينات التي قد تسبب المرض.


تم ربط زيادة فيتامين D بانخفاض خطر الإصابة بالتصلب المتعدد وقد يفسر تأثير أشعة الشمس الذي وجده الباحثون، تشتبه ووبانت في أن الجمع بين أشعة الشمس وزيادة فيتامين D وتنشيط الخلايا المناعية في الجلد هو عامل وقائي.


فيتامين D


وقالت: "نعتقد أنه لا يمكن أن يكون فيتامين D فقط، ولكن أيضاً حقيقة وجود خلايا مناعية في الجلد، ويتم تحفيز هذه الخلايا المناعية عن طريق التعرض لأشعة الشمس، وهذا لا علاقة له بفيتامين D، إن هذه الخلايا المناعية هي في الواقع خلايا مناعية جيدة، فهي تساعد في تخفيف الالتهاب."


ومن أجل الدراسة، درس فريق ووبانت أكثر من 300 طفل وشاب مصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد وأكثر من 500 غير مصابين بالمرض. تراوحت أعمار المشاركين بين 3 و 22 عام، وأجاب آباؤهم على أسئلة حول مقدار الوقت الذي يقضيه طفلهم في الشمس في الصيف قبل الدراسة.


وبالإجمال، قضى 19٪ من المصابين بالتصلب المتعدد أقل من 30 دقيقة يومياً في الهواء الطلق، مقارنة بـ 6٪ ممن لا يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد، كما أن 18٪ ممن يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد يقضون ساعة إلى ساعتين يومياً في الهواء الطلق، مقارنةً بنسبة 25٪ ممن لا يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد.


قضاء الوقت في الهواء الطلب 


وحسب فريق ووبانت أن أولئك الذين يقضون 30 إلى 60 دقيقة يومياً في الهواء الطلق لديهم خطر أقل بنسبة 52٪ للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، مقارنةً بأولئك الذين يقضون أقل من نصف ساعة يومياً في الهواء الطلق.


ومقارنة بالمشاركين الذين قضوا في الهواء الطلق أقل من نصف ساعة في اليوم، وجد الباحثون أن أولئك الذين يقضون ساعة إلى ساعتين في اليوم لديهم خطر أقل بنسبة 81٪ للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، وأشارت ووبانت إلى أن ساعات أكثر من ذلك في الهواء الطلق لم تقلل من المخاطر بشكل أكبر.


كما أدى التعرض لأشعة الشمس في السنة الأولى من العمر إلى خفض احتمالات الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد.


انخفاض خطر التصلب المتعددة


هذا ولم يكن أحد الخبراء الذين راجعوا النتيجة مقتنعاً بأن انخفاض خطر التصلب المتعدد الذي حدده الباحثون كان فقط بسبب التعرض لأشعة الشمس.


وقال الدكتور عساف هاريل، مدير مركز التصلب المتعدد في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك: "لقد تحكمت الدراسة في مجموعة متنوعة من المتغيرات، مثل النشاط البدني، وممارسة الرياضة، فهل يعتبر التعرض لأشعة الشمس أو النشاط البدني أمراً وقائياً؟". 



المصدر: موقع نيوز ماكس