العثور على حفرية لزواحف "الإكثيوصورات" البحرية في الولايات المتحدة

منوعات

العثور على حفرية لزواحف "الإكثيوصورات" البحرية في الولايات المتحدة

24 كانون الأول 2021 18:20

كشف العثور على جمجمة لإحدى الزواحف البحرية العملاقة في الولايات المتحدة عن نظريات جديدة حول سرعة التطور ومدى السرعة التي يمكن أن تنتج بها العملية التنوع.

حفرية الإكثيوصورات العملاقة 


تم العثور على ، التي يبلغ طول جمجمتها حوالي مترين، ويقدر طول الجسم بأكثر من 17 متر، ووزنها 45 طن، في ولاية نيفادا.


الإكثيوصورات هي زواحف بحرية كبيرة منقرضة كانت تهيمن على البحر منذ أكثر من 200 مليون سنة، حيث كشف تحليل جمجمة أحفورة الإكثيوصورات عن نوع جديد: وهو سيمبوسبونديلوس يونغورام. 


الفرق بين الإكثيوصورات والحيتان


كان تحليل الجمجمة جزءاً من جهد بحثي أكبر قام به فريق دولي من أجل فهم مدى سرعة تطور حجم الجسم في الإكثيوصورات بالمقارنة مع تطور حجم جسم الحيتان، وهي مجموعة أخرى من الفقاريات الأرضية ذات الأرجل الأربعة التي عادت إلى الحياة في البحر، تماماً مثل الإكثيوصور.


وقال لارس شميتز، أستاذ مشارك في علم الأحياء في كليرمونت، كاليفورنيا، في بيان صحفي: "بلغت الإكثيوصورات حجم الجسم العملاق في فترة زمنية قصيرة جداً من الناحية التطورية، في حوالي 3 ملايين سنة فقط، وبالمقارنة، استغرقت الحيتان حوالي 45 مليون سنة لتصل إلى أكبر أحجام لأجسامها". 


الاستقرار البيئي


"ما يُظهره هذا الاكتشاف الأحفوري هو أنه إذا كانت الظروف البيئية صحيحة تماماً وكان هناك قدر معين من الاستقرار البيئي، فيمكن للتطور أن يتقدم بسرعة ملحوظة". 


عمل شميتز مع فريق من الباحثين الدوليين لتحليل الحفرية، وتحديد الإكثيوصور كنوع جديد، وإنشاء شجرة نسالة، وهي رسم بياني يوضح العلاقات التطورية بين الأنواع البيولوجية المختلفة، ثم قاد تحليلاً حسابياً يقارن السرعة و نوع تطور حجم الجسم في الإكثيوصورات إلى تلك الموجودة في الحيتان.


العصر الترياسي 


كانت سيمبوسبونديلوس يونغورام جزءاً من مجموعة من الزواحف التي عادت إلى المحيط خلال العصر الترياسي، وهو بداية عصر الديناصورات، وتكيفت تماماً مع الحياة البحرية، حيث يصفها شميتز بأنها "سحلية سمكية".


تم اكتشاف أحفورة الإكثيوصورات الموجودة في ولاية نيفادا، والتي تتضمن جمجمة وكتف وذراع مشابه للزعنفة، في الصخور التي حافظت على مقطع عرضي من الحيوان الذي كان موجوداً بعد حوالي خمسة ملايين عام من "الموت العظيم". حدث ذلك منذ حوالي 252 مليون سنة، عندما انقرض 81٪ من الحياة البحرية في العالم.


وعندما تم اكتشاف الجمجمة، كان فريق البحث في البداية غير متأكد من كيفية تطور حيوان كبير مثل هذا الحيوان ونجاته بعد فترة وجيزة من أخطر حدث انقراض على الأرض. 


المحيطات القديمة


وأوضح شميتز أن "محيطات تلك الفترة كانت مختلفة تماماً عن محيطاتنا الحديثة، حيث تتكون النظم البيئية البحرية الحديثة التي تغذي حيتان اليوم من عوالق كبيرة الحجم للغاية، والتي لم تكن موجودة عندما كان سيمبوسبونديلوس يونغورام موجوداً، لقد وجدنا إكثيوصور عملاق عاش في عصر كانت فيه المحيطات غير قادرة على الحفاظ على هذا الحجم من الحيوانات". 


وقد أتاح هذا الاكتشاف لشميتز وفريق البحث رؤية جديدة حول مدى السرعة التي يمكن أن يحدث بها التطور ويؤدي إلى التنوع.


وقال شميتز: "هذه الأحفورة هي مثال على مدى سرعة التطور في إنتاج التنوع، يمكنك الانتقال من صفر إلى 100 في بضعة ملايين من السنين، وهذا سريع جداً من الناحية التطورية". 



المصدر: CNN