سمير جعجع يهاجم حزب الله: حديث نصر الله مليء بالمغالطات والمجازفات ويهدف إلى طمر الشعب اللبناني

سمير جعجع يهاجم حزب الله: حديث نصر الله مليء بالمغالطات والمجازفات ويهدف إلى طمر الشعب اللبناني

قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، خلال مقابلة متلفزة اليوم الأربعاء: "من السهل جداً شرح ما يحصُل في لبنان لجهة العلاقة مع الدول العربية والخليجية، حيث انطلاقاً من المصلحة الوطنية نتعجب مما يحدث اليوم في لبنان، لكن إن وضعنا أنفسنا في عقل من يصرّح ومن يتخذ المواقف تتبلور الصورة أمامنا، فمقياس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وحزبه لم يكن يوماً المصلحة اللبنانية العليا بل مصلحة ولاية الفقيه ومصلحة الأمة التي يحكمها الفقيه".

وتساءل جعجع: "هل يُعقل أَن يكون الشعب اللبناني في وَضعٍ أكثر مِن مُزرٍ، إذ لم أتصور يوماً، منذ طفولتي إلى الآن، أن أشهد اجتماع كل دول العالم بغية جمع المساعدات الخاصة باللبنانيين، من مساعدات غذائية، وبعض من المساعدات الطبية، وتصورت سيناريوهات عِدَّة إلّا ما وصلنا إليه، فعندما، كنا نشاهد على شاشات التلفزة كيف تتصرف الدول المنكوبة، وكيفية مساعدة العالم لها، بإعطائها الحصص الغذائية والأدوية كنت أتساءل ماذا يحصل مع تلك الدول؟ هل توقع أم تصور أحدٌ أن يصل لبنان إلى هكذا وضع؟ نعم للأسف هذا هو وضع لبنان اليوم".

وأكد أنه "في ظل الوضع المزري الذي يعيشه اللبنانيون يشن السيد نصر الله هجوماً ليس من بعده هجوم، على أمريكا من جهة، وعلى السعودية من جهة أخرى، وأنا بكل بساطة، ومن دون التطرق إلى صوابية أَو عَدَم صوابية كلام نصر الله غير الصحيح، ثمة سؤال أطرحه: هل مثل هكذا كلام يساعد الشعب اللبناني في ظل هذه الظروف الصعبة؟".

ولفت جعجع إلى أن "سبب التصعيد اللبناني على الخليج العربي واضح، ولكن لنفسر هدف هذا كلام بالاستراتيجية، أَي نصر الله يريد أن يطمر الشعب اللبناني أكثر فأكثر، أي إنه يدفعه أكثر نحو جهنم التي وضعه فيها حزب الله وحليفه، التيار الوطني الحرّ، الذي يغرق أكثر فأكثر من خلال الموقف السياسي الذي يتخذه، والذي بدوره يكرس عزلة لبنان أكثر فأكثر، ويقطع عنه بعض المساعدات التي لا تَزال تصل إلى بيروت، في الوقت الذي لا بدائل لنصر الله عن الحروب والحروب ومن ثم الحروب، فقد شن نصر الله هجوماً على أمريكا والسعودية، بإطار الصراع القائم بين العالم الغربي ككل والسعودية ودول الخليج من جهة وبين إيران من جهة أخرى على خلفية مفاوضات جنيف التي وصلت إلى خواتمها، وبالتالي المواقف إلى تصعيد، وإيران ليست واثقة بأن أمريكا ستعطيها ما تريد، من هنا ستزيد ضغطها عليها لتحصل على أكثر ما يمكن أن تتخذه من المؤتمر، ومن هنا يمكننا أن نفهم تصعيد نصر الله منذ يومين".

ورأى أن الهجوم على السعودية هو "لأنها تشكل رأس حربة في مواجهة النفوذ الإيراني المتمدد في المنطقة، فهجوم نصر الله هو من منطلق محاولة كسر رأس الحربة الذي يواجه التمدد الإيراني في المنطقة، لا أكثر ولا أقل، والسعودية رأس حربة في العالم العربي، إذ إنها تضع الأخير بمواجهة إيران وهكذا يفسر سبب كلام نصر الله، الذي كان حديثه مليئاً بالمغالطات والمجازفات للواقع، لكي لا نقول إنها أكاذيب، فالثورة السورية التي كلنا نتذكرها كيف انطلقت، وكيف السعودية والإمارات وقطر وكل الدول الخليجية كانوا يؤيدونها علناً، بقيت تتصاعد بمساعدة كل دول العالم، إلى أن ظهر في الساحة تنظيم داعش، الذي أصبح ركناً مما يجري في الثورة السورية، فكيف ظهر داعش، يمكنني من خلال معاهد الدراسات السياسية الغربية والعربية التي تثبت أن كل الإسلاميين المتطرفين أطلق سراحهم من سجون الأسد في وقت سابق، وعندما وجد الأسد أن الثورة السورية باتت أقوى منه، تم في حينها إطلاق سراح كل الإسلاميين المتطرفين من سجون نور المالكي في العراق، وبمجرد ظهور انتشار داعش في الساحة السورية انسحبت دول الخليج وخسرت الثورة السورية وبقي بشار الأسد، فمن كان خلف داعش هم من أطلق سراحهم من السجون وبالأخص سجون بشار الأسد ونور المالكي".

وأضاف: "بعض أفراد قوات أسامة بن لادن متواجدة في إيران، وهناك الكثير من الوثائق التي تثبت، تواجد الكثير من القيادات إلى يومنا هذا، فاذا أرادوا أوراقاً للتجول يطلبونها عبر إيران، وهذه الواقعة باتت معروفة في مراكز الاستخبارات ومراكز الدراسات في الدول الغربية وبالأخص في بعض الدول العربية، لذلك هذا اتهام مردود، أما ادعاء حزب الله بأنه خلص لبنان من داعش، فنقول له: لولا حزب الله لا وجود لداعش، فهما وجهان لعملة واحدة، دون أن ننسى بشار الأسد الذي رمى قنبلة كيمائية أدت إلى قتل اكثر من 1500 قتيلاً، ولا وجود لتنظيم داعش في لبنان، ولسنا بحاجة للحزب لكي يدافع عن لبنان بوجه داعش، وهناك الكثير من التنظيمات التي حاولت مراراً وتكراراً السيطرة على لبنان وكان واضحاً مصيرهم، وعندما يتركون الدولة اللبنانية تستقيم والأجهزة الأمنية المتمثلة بالجيش تتصرف سيزول كل خطر".

وتابع: "طالما هناك هذه الطحشة للميلشيات الإيرانية في المنطقة، فكل يوم أيضاً سيكون هناك داعش، وخلاصنا من داعِش لن يكون إلّا بسحب كل الميليشيات الإيرانية، وإعادتهم إلى إيران"، مشيراً إلى أن "نصر الله ادعى أنه على علم بالمشكلة مع السعودية، التي بحسب تعبير نصر الله تعمل على القضاء على كل من منع إقامة مشيخة وإمارة سعودية في لبنان، يا سيد حسن، في الأعوام الـ 1960 والـ 1950 والـ 1970 وما بينهم، هل كان هناك حزب الله في لبنان؟ وحينها كان الأخوان السعوديين متواجدين بمئات الآلاف، عيب هذا الكلام، باعتبار أنه تزوير للحقائق، والوقائع والتاريخ، فلم يسعَ السعودي أو الكويتي أو القطري أو العراقي يوماً أن يحولوا لبنان إلى مشيخة".

وشدد على أن السعودية لا تَزال تعتبر أن بعض الجزر في لبنان يؤمل منها خيراً خصوصاً بعودة لبنان الدولة والكيان، الذي يعرفه العرب منذ أكثر من سبعين عاماً، وهناك بعض الأمل بلبنان من خلال وجود أحزاب ومجموعات سياسية مثل القوات اللبنانية التي يؤمل خيراً بعملها للمحافظة على لبنان أمام بقية العالم، وخطة المواجهة سهلة جداً، نعم هناك خطة لكن الظروف لها أحكامها، وفي كل مرحلة يمكنك أن تقوم بشيء مختلف ومتغير في مرحلة أخرى، بعد 4 أشهر، هناك انتخابات نيابية، والشعب اللبناني أصبح على بينة من أمره".

وتوجه جعجع إلى اللبنانيين بالقول: "التغيير بيدكم أنتم، فعلى الرَّغمِ مِن ما يَحصُل في لبنان إلا أن نظامه لا يَزال ديمقراطياً، هذا التغيير لا يصح إلّا من خلال اقتراعكم داخل الصندوق، فلبنان ليس لديه تجاوزات وانتهاكات على المستوى الانتخابي على الرَّغمِ مِن بعض التجاوزات الطفيفة والتي لن تؤثر، كيفما نضع الورقة تصدر النتيجة، وعلى الرغم من كل ما حَصَلَ في لبنان أقول لحسن الحظ بات الشعب اللبناني واعياً، واكتشف التيار الوطني الحر وحزب الله، وكيف تعمل هذه الفئة السياسية، استيقظ الشعب اللبناني وايقن من هو الفاسد، وبات معلوماً عمل كل فريق سياسي، وبالتالي أغلب الظن أننا كقوات سنكون ضمن لوائح في كل المناطق اللبنانية من الطوائف كافة، ببرنامج واضح، لإنقاذ لبنان".

وأكد أن "من غير الممكن أن يكون هناك اتفاق معراب جديد على الإطلاق لإيصال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لسدة الرئاسة، فاذا تجمعت مجموعة ظروف كما تجتمع كواكب فلكية، تؤدي إلى حالات معينة كل 10 آلاف سنة، فاذا حدثت يوماً فهي ليست عادة، فكل حدث يكون لديه ظروفه ومازالت هذه هي قناعتي، ورئيس الجمهورية الذي يزحف، ويتقلب ويغير مواقفه، لا يكون رئيساً للجمهورية، وأكبر دليل ما نشهده اليوم في لبنان، والمعنى بقلب الشاعر".

وأردف: "شئنا أم أبينا، رئيس حزب القوات اللبنانية هو رئيس أكبر حزب مسيحي في الوقت الحاضر ورئيس إحدى أكبر الأحزاب اللبنانية، فمن الطبيعي أن يكون مرشحاً للانتخابات الرئاسية، لكن لن أكون يوماً مرشحاً بالمعنى التقليدي والكلاسيكي".

موقع النشرة