انخفاض هرمون التستوستيرون قد يكون مرتبطاً بالخرف ومرض الزهايمر

علوم

انخفاض هرمون التستوستيرون قد يكون مرتبطاً بالخرف ومرض الزهايمر

29 كانون الثاني 2022 20:48

اقترحت دراسة كبيرة شملت ما يقرب من 160.000 شخص أن انخفاض هرمون التستوستيرون لدى كبار السن من الرجال له صلة بالخرف ومرض الزهايمر، ولم يجد الباحثون رابطاً سببياً، لذا فإن طبيعة هذه العلاقة غير معروفة، لكن الورقة البحثية هي واحدة من أقوى الأدلة التي سلطت الضوء على هذا الارتباط حتى الآن.

هرمون التستوستيرون والزهايمر

نُشر البحث مؤخراً في مجلة الزهايمر والخرف، حيث قام العلماء بقيادة جامعة أستراليا الغربية في بيرث بفحص البيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو قاعدة بيانات طبية حيوية مفتوحة الوصول تحتوي على معلومات وراثية وصحية متعمقة من نصف مليون شخص في المملكة المتحدة، ومن مستودع البيانات هذا، نظروا إلى 159411 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 50 و 73 عاماً، وقد أصيب 826 منهم بالخرف، بما في ذلك 288 مصاباً بمرض الزهايمر.

وبعد ضبط المتغيرات الأخرى، وجدوا أن الرجال الأكبر سناً الذين يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.

التستوستيرون هو هرمون الذكورة المرتبط بالدافع الجنسي والعضلات والعدوان وإنتاج الحيوانات المنوية، وتنتج النساء أيضاً هرمون التستوستيرون، ولكن بمستويات أقل بكثير من الرجال.

يبقى السؤال، هل هذا الارتباط بالخرف مجرد مصادفة، هل يحمي هرمون التستوستيرون من الخرف، أم أنه عامل آخر يلعب دوره؟ الباحثون غير متأكدين، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على رابط، فقد سلط عدد كبير من الدراسات الضوء على هذه العلاقة في السنوات الأخيرة، وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن غالبية الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر من النساء، مما يشير أيضاً إلى أن هرمون التستوستيرون قد يكون له نوع من التأثير الوقائي.

ومن ناحية أخرى، قال بعض الباحثين سابقاً أن نتائج هذه الدراسات أثبتت عدم اتساقها ولا توجد بيانات كافية لاستخلاص استنتاجات الدراسة حتى الآن، كما نظر تحقيق في عام 2017 لمعرفة ما إذا كان علاج التستوستيرون يحسن الذاكرة والوظائف الإدراكية لكبار السن من الرجال الذين يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون، لكنهم خلصوا إلى أن تأثيره ضئيل أو معدوم.

المشاكل التي يسببها انخفاض هرمون التستوستيرون

من المؤكد أن انخفاض هرمون التستوستيرون يمكن أن يسبب مشاكل أخرى للرجال، بما في ذلك انخفاض الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، فقدان كتلة العضلات، انخفاض كتلة العظام، تدني الحالة المزاجية، ونقص الطاقة.

من الصعب معرفة مدى شيوع انخفاض هرمون التستوستيرون لأنه من الصعب جداً قياسه، ويمكن أن تختلف مستويات هرمون التستوستيرون على مدار اليوم ويمكن أن تتأثر بعوامل أخرى، مثل تعاطي الكحول والعمر والنظام الغذائي وبعض الأدوية والمرض، وتشير إحدى التقديرات إلى أن ما مجموعه 2 في المائة من الرجال لديهم هرمون تستوستيرون منخفض، لكنه قد يؤثر على ما يصل إلى 40 في المائة من الرجال الذين تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو أكبر.

ومن المثير للقلق أن انخفاض هرمون التستوستيرون يبدو أيضاً في ارتفاع بين الشباب، حيث وجدت دراسة مهمة أجريت عام 2007 انخفاضاً "أساسياً" في مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال في الولايات المتحدة منذ الثمانينيات، بمستويات تعادل انخفاضاً بنسبة 1 في المائة كل عام، والأسباب الكامنة وراء هذا الركود ليست واضحة، لكن يُعتقد أنه أحد أعراض أنماط الحياة الصناعية، من الوظائف التي تتطلب الكثير من الجلوس إلى النظم الغذائية السيئة.

المصدر: IFL Science