أخبار

نهاد غنام توضح عبر قناة المحطة مؤشرات إجراء الانتخابات النيابية بموعدها أو تأجيلها بعد اعتزال سعد الحريري

2 شباط 2022 19:34

سلطت الصحفية اللبنانية نهاد غنام الضوء على مؤشرات تأجيل الانتخابات النيابية أو إجرائها، بعد قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تعليق العمل السياسي وطلبه من تياره عدم تقديم ترشيحات في الانتخابات المقبلة.

حيث اعتبرت غنام عبر قناة المحطة على يوتيوب بأن تأجيل الانتخابات النيابية أو إجرائها مرهون بالمعطى اليومي، مشيرة إلى أن تعليق الحريري مع تياره مشاركته بالانتخابات بأمر سعودي، أدى إلى تراجع احتمالات حصول الانتخابات النيابية بموعدها المحدد في أيار المقبل.

ولفتت إلى أنه بعد يومين من قرار الحريري وبعد التحرك الذي قام به مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، واللقاءات مع المسؤولين السياسيين وما نتج عن هذه اللقاءات، تراجعت احتمالية التأجيل.

وأوضحت غنام بأن خيارات تأجيل الانتخابات أو إجرائها لها مؤشرات، مبينة بأن مؤشرات التأجيل تتلخص بأن عدم حصول الانتخابات بموعدها هو سيناريو ما زال متوقعا وواردا رغم كل التصريحات المحلية والإقليمية والدولية الداعية لضرورة إجراء الانتخابات بموعدها، وكأن هذه الانتخابات أمر حتمي لا بد من حصوله، مستدلة بتصريح الناطقة باسم الخارجية الفرنسية تعقيبا على قرار الحريري بالتأكيد بأن هذا الأمر لا يجب أن يؤثر على الانتخابات، وهذا الموقف الفرنسي جاء متناغما مع الموقف الدولي الذي تبلور الشهر الماضي بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيرش تحت عنوان ضرورة إجراء الانتخابات بموعدها، كما أن المواقف الدولية جاءت بالتوازي مع مواقف المسؤولين في الداخل وأبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الراعي، إلا أن التسائل الأبرز يكمن في المدى الذي تعكس فيه المواقف الخارجية والداخلية الإرادة الحقيقية لمطلقيها.

وبينت غنام بأن السبب الأول لتأجيل الانتخابات أو عدم حصولها بموعدها هو الميثاقية كسبب مباشر سيتلطى خلفه المطالبين بالتأجيل، وخاصة بعد أن جاء قرار الحريري بعد إعلام تمام سلام عدم ترشحه للانتخابات وتحفظ الرئيس نجيب ميقاتي حتى الساعة عن الترشح، مشيرة إلى أن من المتوقع ألا يحيد الرئيس ميقاتي عن القرار السعودي بهذا الشأن إلا إذا تلقى طلبا فرنسيا أمريكيا مباشرا، لترسي أجواء الانسحابات فراغا في المشهد الانتخابي، مذكرة بأن المقصود من انسحاب الحريري ليس هو كشخص إنما كل فريق ونواب تيار المستقبل وزعاماته كالنائبة بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة لن يترشحوا، مما يجعل من هذا الأمر ذريعة للمطالبة بالتأجيل لغياب الميثاقية، مبينة بأن أغلب القوى السياسية تتمنى التأجيل إلا أنه لا أحد تحلى بالجرأة لطرح هذه المبادرة.

ووفق غنام فيكمن السبب الثاني للتأجيل في خوف بعض القوى وخاصة التيار الوطني الحر من نتائج الانتخابات والاستثمار فيها لمحاربة هذه القوى في الاستحقاقات القادمة، أما السبب الثالث فهو عدم ثقة أمريكا وأوروبا بالجهات والشخصيات التي تراهن عليها لإحداث تغيير، مشيرة إلى أن السفيرة الأمريكية والفرنسية وممثلي الاتحاد الأوروبي ينظرون لهذه الشخصيات والجهات والقوى التي تعمل بإمرتهم أو الجمعيات والمنظمات التي تنفذ السياسة الأمريكية في لبنان بأنهم مجموعة من الفاسدين والأهم مجموعة من الفاشلين مما يمكن أن يلجم حماس أمريكا وأوروبا للانتخابت، والسبب الرابع هو أن انسحاب الحريري رفع من إمكانية إجراء تحالف بين قوى 8 آذار و التيار الوطني الحر لخوض معركة الحصول على الأكثرية النيابية من جديد.

وانتقلت الصحفية غنام إلى ذكر مؤشرات حصول هذه الانتخابات بموعدها، التي تتمحور في الدرجة الأولى تجديد الشرعية، فبعض القوى السياسية تنظر لهذه الانتخابات كفرصة لتعويض ما أصاب صورتها الشعبية، للقول بأن كل الأصوات المرتفعة من 17 تشرين 2019حتى اليوم والتي طعنت بتمثيلها الشعبي وشرعيتها، بأن هذه الأصوات لا تمثل حقيقة القاعدة الشعبية، مشيرة إلى أن هذه القوى وعلى رأسها حزب الله تريد من الانتخابات تجديد شرعيتها، أما السبب الثاني لحصول الانتخابات بموعدها، هي الضغوط الأمريكية والأوروبية، ناقلة عن الرئيس بري تأكيده بأن "الضغوط الخارجية لإجراء الانتخابات كبيرة جدا"، معتبرة بأن هذه الضغوط تأتي رغم عدم ثقة أمريكا وأوروبا بالشخصيات المحسوبة عليها إلا أنه ليس مطلوبا من هذه الشخصيات سوى أن تكون بيضة القبان داخل المجلس، لأن أحد السيناريوهات عن نتائج الانتخابات هو أن لا يتمكن تحالف 8 آذار والتيار الوطني الحر، ولا تحالف 14 آذار من الحصول على نصف +1 من مقاعد المجلس النيابي لتأتي هذا الشخصيات المعول عليها أمريكيا لتلعب دور الرافع وستقف هذا الشخصيات مع قوى 14 آذار التقليدية في مواجهة حزب الله.

وأشارت غنام إلى أنه في العام 2013 كان من المفترض حصول انتخابات نيابية إلا أن مجلس النواب مدد لنفسه ثلاث مرات متتالية بذريعة منع الفراغ والحفاظ على الميثاقية، مبينة بأنه في ذاك الوقت لم تكن هناك انسحابات من المشهد الانتخابي ولم تكن الدولة قد أعلنت إفلاسها ولم نكن نعيش الانهيار ولم تكن كل المسببات والمبررات مقنعة لحصول التأجيل ومع ذلك تم التأجيل ثلاث مرات، لتعتبر غنام بأنه وأمام كل الظروف التي تمر في لبنان فإن منطقية طرح التأجيل مرتفعة أكثر من كل السنوات السابقة.

وختمت غنام بأنه في دولة مثل لبنان فلا شيئ مضمون وبأن البلد مفتوح لكل الاحتمالات، وواحد منها عدم حصول الانتخابات بموعدها أو تأجيلها، وفي وقتها ليس مستبعدا أن يتحول الموقف الدولي والأمريكي والأوروبي من ضرورة إجراء الانتخابات بموعدها إلى "نحن مع ما يراه اللبنانيون مناسبا".