حصل علاج جديد على موافقة سريعة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج نوع شائع من سرطان الدم يُعرف بالورم النقوي المتعدد، والذي يُتوقع أن يُصيب أكثر من 36 ألف شخص في الولايات المتحدة هذا العام، وأن يتسبب في نحو 12 ألف حالة وفاة.
العلاج الجديد يُعرف علميا باسم لينفوسلتاماب، ويتم تسويقه تحت الاسم التجاري لينوزيفيك، وهو مُخصص للبالغين المصابين بالورم النقوي المتعدد ممن عاد إليهم المرض أو لم يستجيبوا بشكل كافٍ للعلاجات السابقة، خاصة أولئك الذين خضعوا مسبقا لأربعة أنظمة علاجية على الأقل، ويُشار إلى أن "لينوزيفيك" يُوفر خطة جرعات مرنة مُصممة خصيصًا لتناسب الاحتياجات الفردية لكل مريض.
الورم النقوي المتعدد: تحديات متصاعدة
الورم النقوي المتعدد هو نوع من سرطان الدم يبدأ في خلايا البلازما، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تُنتج الأجسام المضادة لمحاربة العدوى، في هذا المرض تبدأ خلايا البلازما في التكاثر بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج بروتين يُدعى الغلوبولين المناعي في الدم والعظام، هذا التراكم يزاحم خلايا الدم الطبيعية في نخاع العظم، مُسببا أضرارا جسيمة في العظام، وقد يؤدي لاحقا إلى تلف في العديد من الأعضاء الحيوية.
BCMA: هدف علاجي جديد
يستهدف "لينوزيفيك" بروتينا يُعرف باسم مُستضد نضج الخلايا البائية (BCMA)، وهو بروتين يوجد بمستويات عالية في خلايا الورم النقوي المتعدد، يُسهم هذا البروتين في بقاء الخلايا السرطانية ونموها، مما يجعل الورم أكثر شراسة وصعوبة في العلاج، ومن خلال استهداف BCMA، يفتح "لينوزيفيك" آفاقًا جديدة في إضعاف الخلايا الخبيثة ومنع انتشارها.
الحاجة الماسة لعلاجات مبتكرة
على الرغم من توافر العديد من خيارات العلاج للورم النقوي المتعدد، بما في ذلك العلاجات المناعية والكيميائية، إلا أن المرض غالبا ما يعود لدى المرضى بعد عدة جولات من العلاج، هذه الحقيقة تُبرز الحاجة إلى علاجات جديدة وموجهة، قادرة على تجاوز مقاومة الخلايا السرطانية، مثل ما يُوفره "لينوزيفيك".
وبهذه الموافقة الفيدرالية، يأمل الأطباء والباحثون أن يُساهم هذا الدواء في تحسين نوعية حياة المرضى المصابين بأحد أكثر أنواع سرطانات الدم تعقيدا، خاصةً لأولئك الذين استنفدوا خياراتهم العلاجية السابقة.