تحتوي بعض محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة على أجزاء مقلدة يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة، وفقاً لتحقيق أجراه مكتب المفتش العام للجنة التنظيم النووي، ويقول التقرير الناتج الذي نُشر في التاسع من شباط أن هذه الأجزاء "تثير مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن النوويين قد يكون لها عواقب وخيمة".
محطات الطاقة النووية الامريكية
في حين أن المخاوف بشأن السلامة والنفايات النووية أزعجت صناعة الطاقة النووية لعقود من الزمن، تأتي النتائج الجديدة وسط تزايد الحماس للطاقة النووية كمصدر طاقة خالٍ من الكربون يمكن أن يساعد الدول على تحقيق أهدافها المناخية.
تم إجراء التحقيق بعد أن زعم أفراد لم يكشف عن أسمائهم أن "معظم، إن لم يكن كل" المحطات النووية في الولايات المتحدة بها أجزاء مزيفة أو معيبة، وكشف مكتب المفتش العام عن مشاكل مع قطع غيار مقلدة في عدد قليل من المصانع المختلفة كجزء من تحقيقاته، ويقول التقرير أيضاً أن وزارة الطاقة قد أبلغت بشكل منفصل عن 100 "حادثة" تتعلق بأجزاء مقلدة في العام الماضي فقط، وهذه مشكلة يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات صارمة بشأنها إذا ما مضت قدماً في خططها لتضمين الطاقة النووية في انتقالها إلى الطاقة النظيفة، ويحذر التقرير من أنه بدون رقابة أكبر في المجلس النرويجي للاجئين، قد يرتفع خطر مرور الأجزاء المقلدة دون أن يلاحظها أحد في محطات الطاقة النووية في البلاد.
وكجزء من التحقيق، بحث مكتب المفتش العام عن الأجزاء التي تم تغييرها بشكل غير قانوني لتبدو وكأنها منتجات مشروعة، وأجزاء "تم تحريفها عمداً للخداع"، وأجزاء لا تفي بمواصفات المنتج، وأخذت عينات من أربع محطات للطاقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة ووجدت أدلة على أجزاء مزيفة في أحد تلك المصانع في الغرب الأوسط، ويشير أيضاً إلى محطات الطاقة النووية في الشمال الشرقي، منفصلة عن تلك التي أخذ عينات منها، حيث وجد "مدير مكتب المفتش العام للجنة التنظيم النووي أن الأجزاء المزيفة كانت متورطة في فشل مكونين منفصلين.
كان العطل الأول الذي حدده التقرير هو عمود مضخة المياه المستخدم لخدمة الطوارئ التي انقطعت بعد فترة وجيزة من تثبيتها، وفي مصنع منفصل في الشمال الشرقي، فشلت أجهزة مراقبة درجة الحرارة في "المناطق المتعلقة بالسلامة" والتي تُستخدم لتحديد فواصل خطوط البخار فجأة "بمعدل متزايد بشكل ملحوظ"، وقبل هذا الفشل، تم إصلاح بعض الأدوات باستخدام أجزاء معيبة.
كما يحذر التقرير من أن مكتب المفتش العام للجنة التنظيم النووي قد لا يقلل من انتشار الأجزاء المقلدة، لأن الوكالة التنظيمية ليس لديها نظام قوي لتتبع الأجزاء التي بها مشاكل، ولكنه يطلب فقط الإبلاغ عن التزوير في ظروف استثنائية، مثل إذا أدت إلى إغلاق طارئ للمفاعل. كما يشير التقرير إلى أن المكتب لم يحقق بشكل شامل في جميع مزاعم التزوير، حيث كان هناك 55 محطة للطاقة النووية تعمل في الولايات المتحدة اعتباراً من أيلول 2021، وأخذ مكتب المفتش العام عينات من أربعة فقط لتقريره.
وقال سكوت بورنيل، مسؤول الشؤون العامة في مكتب المفتش العام للجنة التنظيم النووي، أنه "لا شيء في التقرير يشير إلى مخاوف أمنية فورية، حيث يقوم مكتب المدير التنفيذي للعمليات بمراجعة التقرير بدقة وسيوجه مكاتب برامج الوكالة لاتخاذ الإجراءات المناسبة".
وحددت مجموعات أخرى، بما في ذلك معهد أبحاث الطاقة الكهربائية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، الصمامات المزيفة، والمحامل، وقواطع الدائرة، ووصلات الأنابيب، والصلب الهيكلي في محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة وخارجها في السنوات الأخيرة، وهي مشكلة متنامية عبر قطاع الطاقة النووية والصناعات الأخرى في جميع أنحاء العالم، وفقاً لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2019.
الاتحاد الأوروبي
ويتصاعد الجدل حول ما إذا كان ينبغي تكثيف أو تقليص الطاقة النووية في البلدان التي قدمت تعهدات جديدة لمكافحة تغير المناخ، حيث قدم الاتحاد الأوروبي مؤخراً اقتراحاً مثيراً للجدل لتصنيف الطاقة النووية كاستثمار مستدام، مما أدى إلى تقسيم أعضاء الكتلة، فبينما تخطط ألمانيا للتقاعد من جميع مولداتها النووية المتبقية هذا العام بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، قالت فرنسا، التي تعتمد بالفعل على الطاقة النووية للحصول على المزيد من الكهرباء أكثر من أي دولة أخرى في العالم، أنها ستبني 14 مفاعل جديد.
المصدر: The Verge