الأجسام المضادة الشاذة قد تسبب جلطات دموية عند الإصابة بفيروس كورونا

علوم

الأجسام المضادة الشاذة قد تسبب جلطات دموية عند الإصابة بفيروس كورونا

18 شباط 2022 16:41

وجدت دراسة نشرت يوم الخميس أن "الأجسام المضادة الشاذة" المرتبطة بالإصابة بعدوى كوفيد-19 الشديدة قد تكون وراء تجلط الدم الذي يصيب بعض الأشخاص بعد الإصابة بالفيروس.

الأجسام المضادة الشاذة

وأظهرت البيانات أن المرضى الذين يعانون من مرض كوفيد -19 الحاد والذين أصيبوا بجلطات دموية مهددة للحياة بسبب الفيروس لديهم مستويات أعلى من ما يسمى بالأجسام المضادة للفوسفوليد، مثل الغلوبولين المناعي جي، في دمائهم مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا للجلطات.

وقال باحثون من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم أن هذه الأجسام المضادة شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة، على الرغم من أنه يمكن أيضاً تنشيطها استجابة للعدوى الفيروسية وتنشيط الاستجابات المناعية الأخرى.

الأجسام المضادة هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي لمحاربة الفيروسات.

كتبت الباحثة ريسيا بريتوريوس في مقال رأي نُشر في صحيفة الغارديان في كانون الثاني أن "كوفيد -19 ليس مرضاً رئوياً فحسب، بل إنه يؤثر بشكل كبير على تدفق الدم وأنظمة تخثر الدم"، وعلى الرغم من أنها لم تكن جزءاً من دراسة المعهد القومي للقلب والرئة والدم، إلا أن بريتوريوس وزملاؤها وجدوا في أبحاثهم "تكون جلطة دقيقة في دم كل من مرضى كوفيد-19 الحاد ومرضى كوفيد-19 الطويل".

وقالت بريتوريوس، أستاذة العلوم الفيزيولوجية بجامعة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا، أن وجود هذه الجلطات الدقيقة، أو جلطات الدم الصغيرة، يمكن استخدامه لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 الطويل.

تم وصف إصابة فيروس كوفيد-19 طويل المدى، على أنه أعراض مرتبطة بالفيروس تستمر لأشهر، بعد فترة طويلة من تعافي الشخص المصاب من مرضه الأولي.

وتمت مقارنته بمتلازمة التعب المزمن، على الرغم من أن المصابين يعانون من تلف في القلب والأعضاء الأخرى.

تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى نصف الأشخاص المصابين بالفيروس تظهر عليهم أعراض طويلة الأمد، بينما يصاب واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بفيروس كوفيد-19 بجلطات دموية، وفقاً للباحثين في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو.

كما تم الاستشهاد بجلطات الدم كأثر جانبي نادر لبعض اللقاحات المتاحة ضد فيروس كوفيد-19، وبالنسبة لدراسة المعهد القومي للقلب والرئة والدم، قام الباحثون بقيادة الدكتور يوجين كانثي، الأستاذ المساعد في طب القلب والأوعية الدموية بجامعة ميتشيغان في آن أربور، بتحليل عينات الدم التي تم جمعها من 244 مريضاً تم نقلهم إلى المستشفى بسبب فيروس كوفيد-19.

وقارنوا عينات الدم المأخوذة من مرضى مصابين بتلك الموجودة في عناصر تحكم صحية، ووجدوا أن عينات فيروس كوفيد-19 تحتوي على مستويات أعلى من الغلوبولين المناعي G المضاد للفوسفوليد، والذي يعمل مع الخلايا المناعية الأخرى للاستجابة للفيروسات.

وقال الباحثون أن المرضى الذين يعانون من مستويات أعلى من الغلوبولين المناعي G يميلون إلى الإصابة بأمراض أكثر خطورة من فيروس كوفيد-19، وغالباً ما يحتاجون إلى مساعدة في التنفس.

كما أفاد الباحثون أن الغلوبولين المناعي G يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على مسببات الأمراض الخطيرة مثل الفيروسات والاستجابة لها وتذكرها، وقالوا أن هذه الخصائص تساعد في العادة على حماية الجسم من المرض والعدوى.

سبب تأثير فيروس كورونا على القلب والرئتين

ومع ذلك، وفي بعض الحالات، يمكن أن تصبح هذه الاستجابة مفرطة التمدد أو شاذة وتؤدي إلى تفاقم المرض، على حد قول الباحثين، وقالوا أنهم عندما أزالوا الغلوبولين المناعي G من عينات الدم التي تم جمعها في مرضى كوفيد-19، انخفضت مؤشرات "لزوجة الأوعية الدموية".

وعلى العكس من ذلك، عندما أضافوا نفس الأجسام المضادة للغلوبولين المناعي G إلى عينات الدم التي تم جمعها من مجموعة الضوابط الصحية، رأوا استجابة التهابية في الأوعية الدموية يمكن أن تؤدي إلى التخثر.

وقال الباحثون، أنه لأن كل عضو يحتوي على أوعية دموية، فإن العوامل المتداولة التي تؤدي إلى "لزوجة" الأوعية الدموية السليمة في كوفيد-19 قد تساعد في تفسير سبب تأثير الفيروس على العديد من الأعضاء، بما في ذلك القلب والرئتين والدماغ.

المصدر: UPI