مركبة غايا الفضائية تكشف عن بقايا اصطدام كوني قديم في مجرة درب التبانة

كانت مجرة درب التبانة تتغذى على عدد من المجرات في أيامها الأولى أكثر مما اعتقد علماء الفلك.

مركبة غايا الفضائية

كشفت مركبة الفضاء غايا عن بقايا اصطدام كوني قديم في مجرتنا درب التبانة، وكشفت عن مجرة غير معروفة سابقاً، تُعرف الآن باسم "بونتوس"، امتصتها درب التبانة قبل فترة طويلة من ظهور مجرتنا بالشكل الذي تبدو عليه الآن.

وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، التي تدير غايا، في بيان يوم الخميس 17 شباط، أن بونتوس كانت مجرة ضلت طريقها بالقرب من مجرة درب التبانة و"سقطت" في جاذبية مجرتنا منذ حوالي 8 مليارات إلى 10 مليارات سنة.

تم إطلاق غايا في الفضاء منذ ما يقرب من عقد من الزمان، في عام 2013، وفي مهمة طموحة لرسم السماء بثلاثة أبعاد بدقة أكبر من أي وقت مضى، حيث ستكشف حركات النجوم والأشياء الأخرى القريبة منا بدورها رؤى حول تكوين مجرة درب التبانة وتشكيلها وتطورها، كما يقول مديرو البعثة على موقع غايا الإلكتروني.

نشأ هذا العمل الأخير حول اندماجات المجرات من دراسة لهالة درب التبانة، وهي منطقة مليئة بالعناقيد الكروية للنجوم القديمة، والنجوم ذات المعادن المنخفضة، وغيرها من الأشياء المثيرة للاهتمام، وصرحت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان صحفي حول الدراسة أن "المجرات الأجنبية" في الهالة قد تظهر في هذه المنطقة بطرق مختلفة، اعتماداً على سرعة الاصطدام.

وكالة الفضاء الأوروبية

وصرحت وكالة الفضاء الأوروبية: "عندما تسقط مجرة أجنبية في منطقتنا، فإن قوى الجاذبية الكبيرة المعروفة باسم قوى المد والجزر تفصلها عن بعضها، وإذا سارت هذه العملية ببطء، فإن النجوم من المجرة المندمجة ستشكل تياراً نجمياً واسعاً يمكن تمييزه بسهولة في الهالة، وإذا سارت العملية بسرعة، فستكون نجوم المجرة المندمجة أكثر تشتتاً في جميع أنحاء الهالة ولن يكون هناك توقيع واضح أن تكون واضحة".

ومع ذلك، فإن النجوم ليست هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها اكتشاف مجرة مدمجة، وإذا كان الدخيل يحتوي على نجوم كروية أو مجرات تابعة صغيرة، فقد تظهر أيضاً في الهالة، وركزت الدراسة الجديدة على البحث عن هذه البيانات.

أطلق العلماء على الحادثة اسم الأساطير اليونانية، التي حددت بونتوس كواحد من أول أبناء غايا، إلهة الأرض.

لاحظت وكالة الفضاء الأوروبية أن بونتوس ومعظم هذه الأحداث الأخرى حدثت في نفس الفترة الزمنية تقريباً منذ 8 مليارات إلى 10 مليارات سنة، لكن المجرات الأخرى أحدث منذ 5 مليارات إلى 6 مليارات سنة، وأضافت الوكالة أنه "نتيجة لذلك، لم تتمكن مجرة درب التبانة بعد من تعطيلها بالكامل".

هذا ونُشرت دراسة تستند إلى البحث يوم الخميس 17 شباط في مجلة الفيزياء الفلكية، بقيادة خياتي مالهان، عالم الفيزياء الفلكية في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك في هايدلبرغ، ألمانيا، واستند العمل إلى إصدار مبكر لمجموعة بيانات غايا الكبيرة الثالثة.

المصدر: Space.com