البصمات الجينية للهجرات القديمة الموجودة في الإمارات العربية المتحدة

منوعات

البصمات الجينية للهجرات القديمة الموجودة في الإمارات العربية المتحدة

23 شباط 2022 20:00

يتمتع السكان الأصليون في الإمارات العربية المتحدة بتاريخ ديموغرافي وثقافي فريد، وكان الإماراتيون والشعوب المجاورة في الشرق الأوسط ممثلة تمثيلاً ناقصاً في أدبيات علم الوراثة السكانية، حيث غطت دراسات قليلة التاريخ الجيني الأوسع لشبه الجزيرة العربية.

البصمات الجينية في الإمارات العربية المتحدة

وجد فريق البحث من جامعة أكسفورد ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في أبو ظبي بصمات جينية لما يقرب من 1200 شخص من الإمارات العربية المتحدة، وبعد تحليل البنية الجينية الدقيقة والأصل، اكتشفوا الآثار الجينية للاختلاط السكاني الممتد لآلاف السنين.

وفقاً للعلماء، فإن هذه الآثار الجينية توضح حركة الناس في الشرق الأوسط بعد التحولات الثقافية الكبرى، مثل اختراع الزراعة والتصحر في المنطقة في 6000 سنة الماضية.

وقال البروفيسور هومان أشرفيان من قسم الطب في جامعة أكسفورد: "التاريخ العائلي الفريد داخل دولة الإمارات العربية المتحدة سيجعل من السهل اكتشاف المتغيرات الجينية النادرة المرتبطة بأمراض مثل مرض السكري من النوع 2".

"يمكن لعلماء الوراثة استخدام هذه المجموعة كعالم مصغر لإيجاد وفهم الجينات التي يصعب العثور عليها ذات الصلة بأمراض التمثيل الغذائي"، ومن أجل ذلك، قارن العلماء جينات عيّنتهم بتلك الخاصة بأشخاص من أفريقيا جنوب الصحراء، والشرق الأوسط الأوسع، وأوروبا، والقوقاز، وجنوب آسيا، ووجدوا أن المزيج الجيني لعينتهم الإماراتية يعكس موقعها العابر للقارات بين إفريقيا وأوروبا وآسيا.

وعندما حلل الفريق التركيب الجيني لكروموسوم Y والميتوكوندريا، وجدوا أن الخلائط الجينية تتوافق مع أحداث الهجرة المعروفة سابقاً.

وقالت الكاتبة الأولى للدراسة، الدكتورة كيت إليوت، من قسم الطب بجامعة أكسفورد: "نحن نعلم أن الثقافة القبلية مهمة جداً للإماراتيين، وقد رأينا هذه الأنماط القبلية في جيناتهم، حيث كان للإمارات المختلفة تواقيع وراثية مميزة تطابق الموقع الجغرافي للإمارات في جميع أنحاء الدولة، ومن خلال التعاون مع العديد من الخبراء، ولا سيما مجموعة الدكتور مارك هابر في جامعة برمنغهام، تمكنا من تقديم مثل هذه المساهمة المهمة في هذا المجال".

أول تحليل جيني دقيق للسكان الإماراتيين

وقال البروفيسور هومان أشرفيان من جامعة أكسفورد: "هذا هو أول تحليل جيني دقيق للسكان الإماراتيين، بالإضافة إلى العثور على آثار جينية توحي بأحداث هجرة منذ آلاف السنين، نعتقد أن هذه مجموعة سكانية مفيدة للعثور على الجينات الوراثية، مثل المتغيرات المرتبطة بداء السكري من النوع 2، والذي كان من الصعب اكتشافه في أي مجموعة سكانية أخرى".

"الشرق الأوسط غير مكتمل نسبياً عندما يتعلق الأمر بالدراسات الجينية السكانية، على الرغم من كونه موطناً لأكثر من 460 مليون شخص، ويجعل التاريخ السكاني الفريد دولة الإمارات العربية المتحدة موقعاً جيداً لفهم علم الوراثة في هذه المنطقة، مما يساعد على تقليل الفوارق الصحية وتعزيز الطب الدقيق الذي يحركه علم الجينوم من خلال فهم أعمق للاختلافات الجينية الخاصة بالسكان".

المصدر: Tech Explorist