غالباً ما يؤثر هذا المرض التنكسي العصبي على ذاكرة الفرد، ولكن يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى مشاكل في اللغة والارتباك وتقلبات المزاج بالإضافة إلى إهمال الذات، ويُعتقد أن هناك أكثر من 50 مليون مصاب في جميع أنحاء العالم، معظمهم تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
علاج مرض الزهايمر عن طريق الأمعاء
على مدى عقود، كان العلماء يحاولون إيجاد طريقة لإبطاء تكوين رواسب غير طبيعية من البروتين في الدماغ من أجل إيقاف مرض الزهايمر، لكن دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كينغز لندن، تشير إلى أن القناة الهضمية وليس الدماغ هو ما يحتاج العلماء إلى التركيز عليه.
فحصت الدراسة ميكروبات الأمعاء للمرضى الذين يعانون من هذا المرض، ويقول الباحثون أن الاختبارات أظهرت أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر لديهم ميكروبيوم مميز بالإضافة إلى المزيد من علامات الالتهاب، وأكد العلماء أن التفاصيل الأخيرة كانت بالغة الأهمية.
وقالت الدكتورة إيدينا سيلاجيتش، عالمة الأعصاب من كينغز كوليدج لندن، التي تشارك في تحليل عينات من مرضى الزهايمر: "يمكن أن تؤثر بكتيريا الأمعاء لدينا على مستوى الالتهاب في أجسامنا، ونحن نعلم أن الالتهاب هو أحد العوامل الرئيسية المساهمة في مرض الزهايمر، ويتفاجأ معظم الناس من أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن يكون لها أي تأثير على صحة أدمغتهم، ولكن الأدلة تتزايد، إننا نبني فهماً لكيفية حدوث ذلك"، مضيفة أن" الالتهاب المرتبط ببكتيريا الأمعاء يمكن أن يؤثر على الدماغ عن طريق الدم".
في اختبارات المتابعة، عالج العلماء الخلايا الجذعية لمخ الفئران بدم من مرضى الزهايمر ووجدوا أن القوارض كانت أقل قدرة على تكوين الخلايا العصبية، وفي اختبار آخر، زرع الباحثون عينات من البراز من أشخاص مصابين بالمرض وغير مصابين في الفئران.
وقالت إيفون نولان، عالمة أعصاب أخرى من كينغز كوليدج لندن: "وجدنا أن الفئران المصابة ببكتيريا الأمعاء من مرضى الزهايمر كان أداؤها أسوأ في اختبارات الذاكرة".
ما السبب الرئيسي لإصابة بداء الزهايمر
ويقول العلماء أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للبناء على النتائج التي توصلوا إليها، لكنهم يشكون في أن داء الزهايمر يمكن أن يكون ناتجاً عن تشوهات في الجهاز الهضمي.
أصبح مرض الزهايمر بالفعل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً، ويعيش أكثر من 40 مليون شخص حول العالم مع المرض الآن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير في العقود المقبلة مع زيادة متوسط العمر المتوقع، ويقول الأطباء أن التمتع بحياة صحية يساعد في منع الإصابة بمرض الزهايمر.
وأضافت نولان: "تشير الأدلة الحالية إلى أننا يجب أن نحافظ على لياقتنا البدنية، وأن نتناول نظاماً غذائياً متوازناً، ونحافظ على وزن صحي، وعدم التدخين، ونشرب فقط ضمن الحدود الموصى بها، ونحافظ على ضغط الدم والكوليسترول تحت السيطرة".
المصدر: سبوتنيك إنترناشونال