كانت دراسات السرطان والعوامل التي تحكم انتشاره تتعلق بأبحاث السرطان منذ اكتشاف المرض، والآن، وجدت دراسة جديدة أن الإجهاد الميكانيكي يتسبب في تحور الخلايا السرطانية وزيادة حجمها دون حسيب ولا رقيب، وذلك وفقاً للنتائج المنشورة في مجلة تسمى "إي لايف"، حيث تصبح الخلايا السرطانية أكثر عدوانية وتتفادى موت الخلايا عندما تضغط في مساحات ضيقة، وهذا يجعل الخلايا تنتشر بلا هوادة.
تمحور الخلايا السرطانية
يعتبر الورم الخبيث هو سبب معظم الوفيات الناجمة عن القلق، ومع هذا الاكتشاف الجديد، سيحاول العلماء إيجاد حل لانتشار الخلايا السرطانية باتباع نهج جديد، وبضغط شديد، يمكن للخلايا السرطانية أن تهرب من الورم وتدخل الشعيرات الدموية وتنتشر في الجسم، وفي هذه العملية، تغير الخلايا السرطانية شكلها وتتفادى جهاز المناعة، مما يجعلها أقوى، وهذه العملية تسمى الهجرة المحصورة.
دراسة: الخلايا السرطانية تنتشر بقوة وتصبح أكثر تحدياً للموت أثناء الهجرة عبر الأماكن الضيقة
تشرح المؤلفة الأولى للدراسة، ديبورا فانفون، باحثة في مركز أبحاث السرطان في ليون بفرنسا أن الإجهاد الميكانيكي يتسبب في تحور الخلايا السرطانية وزيادة عدد الخلايا مع غزو أكبر للأنسجة، وتهدف الدراسة إلى معرفة ما إذا كان الإجهاد الميكانيكي يزيد من فرص الخلايا في الإصابة بالورم الخبيث وكيف يحدث ذلك.
من أجل الدراسة، أجبر الباحثون خلايا سرطان الثدي البشرية من خلال غشاء به فتحات صغيرة بحجم ثلاثة ميكرومتر لتحفيز بيئة الهجرة المحصورة، ووجدت فانفون وزملاؤها أنه بعد المرور عبر الغشاء مرة واحدة فقط، أصبحت الخلايا أكثر قدرة على الحركة ومقاومة للموت الخلوي المبرمج الذي يحدث عندما تنفصل الخلايا عن شبكة البروتينات المحيطة والجزيئات الأخرى التي تدعمها، حيث نجت الخلايا من تدمير الخلايا القاتلة الطبيعية المناعية.
وعلاوة على ذلك، زاد التعبير عن البروتينات المثبطة لموت الخلايا المبرمج من مقاومة الخلايا السرطانية لموت الخلايا، وعند معالجة الخلايا السرطانية بمحاكاة "سماك"، انخفض التعبير عن البروتينات المثبطة لموت الخلايا المبرمج، مما أدى إلى إزالة الحماية.
قام الفريق بعد ذلك بتعريض الفئران المثبطة للمناعة بخلايا سرطان الثدي التي خضعت لهجرة محدودة ووجدوا أن الفئران طورت نقائل رئوية أكثر من الفئران التي تم إعطاؤها خلايا سرطان الثدي التي لم تتعرض للهجرة المحصورة.
خلايا الإجهاد الميكانيكي
ويقول المؤلف الرئيسي غابريل إيشيم، الذي يقود فريق موت الخلايا السرطانية في مركز أبحاث السرطان في ليون، أن الدراسة أظهرت كيف أن الإجهاد الميكانيكي أو الهجرة المحصورة يعزز البقاء في الخلايا السرطانية ويجعلها أكثر عرضة للورم الخبيث.
هذا وخلص المؤلف إلى أن هذه النتائج ستؤدي إلى دراسات إضافية حول كيفية علاج النقائل بشكل فعال من خلال التحكم في خلايا الإجهاد الميكانيكية التي تخضع لها، مثل العلاج الذي يخفف الأورام وما إلى ذلك، ووجدت الدراسة أيضاً أن محاكاة سماك تخضع حالياً لتجارب سريرية كنهج علاجي جديد محتمل.
المصدر: فايننشال إكسبريس