وجدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يعانون من الحول، أو العيون المتقاطعة، معرضون بنسبة تصل إلى الضعف للإصابة بمشاكل الصحة العقلية من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة، وعلى سبيل المثال، فإن خطر الإصابة باضطراب القلق، أو الشعور المستمر وغير المريح بالقلق والخوف الذي يمكن أن يؤثر على الوظائف اليومية، يكون أعلى بمرتين لدى الأطفال المصابين بالحول مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة.
الحول عند الأطفال
حللت الدراسة المقطعية البيانات من نظام الرعاية الصحية التجارية من 2007 إلى 2017 ووجدت أن الحول عند الأطفال مرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات المزاج والفصام والقلق مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من مشاكل في العين.
يعد الحول أحد أكثر أمراض العيون شيوعاً عند الأطفال، حيث يصيب ما بين 2٪ إلى 5٪ من الأطفال، وقال مؤلفو الدراسة التي ظهرت في مجلة جاما الطبية أن "الاعتراف بوجود هذه الارتباطات يجب أن يشجع فحص الأمراض العقلية وعلاج مرضى الحول".
وقال الباحثون أن الأطفال المصابون بهذه الحالة، التي تتسبب في اختلال العينين، لديهم مخاطر أعلى بنسبة 83٪ لمرض انفصام الشخصية، وخطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب بنسبة 64٪، وخطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 61٪ أعلى من أولئك الذين لا يعانون من اضطراب في العين.
وقالت الدكتورة ستايسي بينيليس من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن "الحول يسبب العديد من المشكلات الوظيفية والنفسية للأطفال بدءاً من ضعف البصر إلى وصمة العار الاجتماعية".
وصرحت بينيليس، وهي أستاذة مشاركة في طب العيون: "يميل الأطفال المصابون بالحول إلى انخفاض جودة حياتهم، والمزيد من العزلة الاجتماعية والقيود الأخرى بسبب رؤيتهم ومظهرهم، وبالنظر إلى هذه الظروف، فمن المنطقي أنهم أكثر عرضة للقلق أو الاكتئاب".
الحول والأمراض العقلية
وتقول الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أن الحالة تتطور عادة عند الرضع والأطفال الصغار، وغالباً في سن الثالثة، ويمكن علاجها بنظارات خاصة أو عدسات لاصقة، وكذلك الأدوية والجراحة.
وقالت بينيليس: "إذا كان طفلك يعاني من أي أمراض مزمنة في العين أو الحول، فتأكد من الانتباه إلى حالته العقلية واطلب المساعدة من طبيب الأطفال والمتخصصين الآخرين في الصحة العقلية إذا كنت قلقًا، وبالطبع، ينبغي دائماً أن تأخذ في الاعتبار علاج حالة العين بالعلاج الطبي أو الجراحي".
المصدر: موقع نيوز ماكس