العلماء يكشفون عن وسيلة منع حمل غير هرمونية للرجال

حبوب منع الحمل للرجال

سيقدم الباحثون نتائجهم اليوم في اجتماع الربيع للجمعية الكيميائية الأمريكية، حيث يُعد اجتماع الجمعية الكيميائية الأمريكية 2022 اجتماعاً مختلطاً يُعقد افتراضياً وشخصياً في الفترة من 20 إلى 24 آذار، مع إتاحة الوصول عند الطلب في الفترة من 21 آذار إلى 8 نيسان، ويضم الاجتماع أكثر من 12000 عرض تقديمي حول مجموعة واسعة من الموضوعات العلمية.

حالياً، لدى الرجال خياران فعَّالان فقط لتحديد النسل: الواقي الذكري وقطع القناة الدافقة، ومع ذلك، فإن الواقي الذكري يستخدم مرة واحدة فقط وعرضة للفشل، وفي المقابل، يعتبر قطع القناة الدافقة، وهو إجراء جراحي، شكلاً دائماً من أشكال تعقيم الذكور، على الرغم من إمكانية عكس قطع القناة الدافقة في بعض الأحيان، إلا أن جراحة الانعكاس باهظة الثمن وليست ناجحة دائماً، لذلك، يحتاج الرجال إلى موانع حمل فعالة وطويلة الأمد ولكن يمكن عكسها، على غرار حبوب منع الحمل للنساء.

العلماء يكشفون عن وسيلة منع حمل غير هرمونية للرجال

ويقول محمد عبد الله النعمان، الذي يقدم العمل في الاجتماع: "حاول العلماء منذ عقود تطوير وسيلة فعالة لمنع الحمل عن طريق الفم، لكن لا توجد حتى الآن حبوب معتمدة في السوق". تستهدف معظم المركبات التي تخضع حالياً للتجارب السريرية هرمون التستوستيرون الذكري، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل زيادة الوزن والاكتئاب وزيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة المعروف باسم LDL. أراد العلماء تطوير وسيلة منع حمل غير هرمونية للذكور لتجنب هذه الآثار الجانبية، ولتطوير موانع الحمل غير الهرمونية للذكور، استهدف الباحثون بروتين يسمى مستقبلات حمض الريتينويك ألفا، وهذا البروتين هو واحد من عائلة من ثلاثة مستقبلات نووية تربط حمض الريتينويك، وهو شكل من أشكال فيتامين أ الذي يلعب أدواراً مهمة في نمو الخلايا، والتمايز، بما في ذلك تكوين الحيوانات المنوية، والتطور الجنيني، إن القضاء على جين مستقبلات حمض الريتينويك ألفا في ذكور الفئران يجعلها عقيمة، دون أي آثار جانبية واضحة، كما طور علماء آخرون مركب فموي يثبط جميع أفراد عائلة هذه البروتينات الثلاثة ويسبب عقم قابل للعكس في ذكور الفئران، لكن فريق الباحثين والمتعاونين في البيولوجيا الإنجابية أرادوا العثور على عقار خاص بمستقبلات حمض الريتينويك ألفا وبالتالي فهو أقل عرضة للتسبب في آثار جانبية.

لذلك فحص الباحثون عن كثب الهياكل البلورية لـ مستقبلات حمض الريتينويك ألفا المرتبطة بحمض الريتينويك، وحددوا الاختلافات الهيكلية في الطرق التي ترتبط بها المستقبلات الثلاثة بالرابط المشترك، وباستخدام هذه المعلومات، قاموا بتصميم وتركيب ما يقرب من 100 مركب وتقييم قدرتها على تثبيط مستقبلات حمض الريتينويك ألفا بشكل انتقائي في الخلايا، وحددوا مركباً، يُدعى YCT529 ، يثبط فعالية مستقبلات حمض الريتينويك ألفا بنحو 500 مرة أكثر مما فعل غيره عند تناوله عن طريق الفم للذكور الفئران لمدة 4 أسابيع، حيث قلل YCT529 بشكل كبير من عدد الحيوانات المنوية وكان فعالاً بنسبة 99 ٪ في منع الحمل، دون أي آثار جانبية ملحوظة، ويمكن للفئران أن تنجب صغاراً مرة أخرى بعد 4-6 أسابيع من توقفها عن تلقي المركب.

موانع الحمل الذكورية غير الهرمونية

سيبدأ اختبار YCT529 في التجارب السريرية البشرية في الربع الثالث أو الرابع من عام 2022، ونظراً لأنه قد يكون من الصعب التنبؤ بما إذا كان المركب الذي يبدو جيداً في الدراسات على الحيوانات سينجح أيضاً في التجارب البشرية، يجب استكشاف مركبات أخرى، ولتحديد مركبات الجيل التالي، يقوم الباحثون بتعديل المركب الحالي واختبار الهياكل الجديدة، إنهم يأملون في أن تؤدي جهودهم أخيراً إلى أن تؤتي موانع الحمل الذكورية المراوغة عن طريق الفم ثمارها.