دراسة: تجارب الطفولة الضارة مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بين النساء

علوم

دراسة: تجارب الطفولة الضارة مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بين النساء

6 نيسان 2022 15:30

قد تكون صدمة الطفولة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد في وقت لاحق من الحياة بين النساء، وفقاً للأبحاث الجديدة.

تجارب الطفولة الضارة مرتبطة بخطر الإصابة بمرض التصلب

أظهرت النتائج أن الارتباطات التي تمت ملاحظتها كانت الأقوى بالنسبة للاعتداء الجنسي ولتجربة عدة فئات من الإساءة.

تشير الدلائل إلى أن صدمة الطفولة يمكن أن تغير جهاز المناعة وقد تزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ويرتبط سوء المعاملة والإهمال والحياة المنزلية الفوضوية أيضاً بزيادة خطر الإصابة بسوء الصحة العقلية والبدنية في مرحلة البلوغ، لكن من غير المعروف ما إذا كانت هذه التجارب قد تزيد أيضاً من القابلية للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد.

وفي محاولة لمعرفة ذلك، اعتمد الباحثون على المشاركين في دراسة الأتراب النرويجية الأم والأب والطفل الممثلة على المستوى الوطني، حيث انضمت ما يقرب من 78000 امرأة حامل إلى الدراسة بين عامي 1999 و 2008، وتمت مراقبة صحتهن حتى نهاية عام 2018.

تم جمع المعلومات حول إساءة معاملة الأطفال قبل سن 18 من خلال الردود على الاستبيان، في حين تم الحصول على تأكيد لتشخيص التصلب المتعدد من بيانات السجل الصحي الوطني وسجلات المستشفى المرتبطة.

إجمالاً، قالت 14477 امرأة إنهن تعرضن للإساءة في مرحلة الطفولة بينما قالت 63520 إنها لم تتعرض لذلك، وكانت النساء اللواتي لديهن تاريخ من سوء المعاملة أكثر عرضة لأن يكونوا مدخنات حاليين أو سابقين، وهو عامل خطر معروف للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، ولزيادة الوزن وأعراض الاكتئاب.

أمراض التصلب العصبي

تم تشخيص حوالي 300 امرأة بمرض التصلب العصبي المتعدد خلال فترة المراقبة، وقالت 1 من كل 4 منهن إنهن تعرضن للإيذاء كأطفال مقارنة بحوالي 1 من كل 5 ممن لم يصبن بالمرض.

وبعد احتساب العوامل المؤثرة المحتملة، بما في ذلك التدخين والسمنة والتحصيل العلمي ودخل الأسرة، كانت النساء اللاتي تعرضن لسوء المعاملة في طفولتهن أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد.

كان الارتباط الملحوظ هو الأقوى فيما يتعلق بالاعتداء الجنسي: 65٪ خطر متزايد، يليه الإساءة العاطفية: 40٪ مخاطر متزايدة، والإيذاء الجسدي: 31٪ خطر متزايد.

وزاد خطر التعرض لفئتين من سوء المعاملة إلى 66٪ خطر متزايد، وارتفع إلى 93٪ للتعرض لجميع الفئات الثلاث، مما يشير إلى ارتباط "الجرعة والاستجابة"، كما يقترح الباحثون.

تم الحصول على نتائج مماثلة بعد أن استبعد الباحثون النساء اللاتي ربما كن في المرحلة المبكرة من مرض التصلب العصبي المتعدد عندما لم تظهر الأعراض الواضحة بعد.

واستمر الارتباط أيضاً عندما تم تضمين النساء اللاتي تم تشخيصهن بالفعل بمرض التصلب العصبي المتعدد في بداية الدراسة.

هذه دراسة قائمة على الملاحظة، وعلى هذا النحو، لا يمكنها إثبات السبب، واعترف الباحثون بأن العوامل البيئية الأخرى، مثل النظام الغذائي والتغذية ومستويات النشاط البدني وتدخين الوالدين، والتي لم يتم أخذها في الحسبان، قد تكون جميعها مهمة بشكل مستقل.

كما أنهم يفتقرون إلى بعض المعلومات التي يحتمل أن تكون مهمة حول المدة التي استمرت فيها الإساءة، أو العمر الذي بدأت فيه، أو ما هي مستويات الدعم العاطفي الذي يمكن أن يعتمد عليه أولئك الذين تعرضوا لسوء المعاملة.

لكن قد تكون هناك تفسيرات بيولوجية معقولة للنتائج التي تم العثور عليها، كما يقول الباحثون، حيث يمكن أن تؤدي إساءة معاملة الأطفال إلى تعطيل إشارات الدماغ والغدة، ما يسمى المحور الوطائي - النخامي - الكظري، مما يؤدي إلى حالة مسببة للالتهابات، كما يقولون.

وخلصوا إلى أن "الفهم الأفضل لعوامل الخطر وتوقيت التعرض للمخاطر قد يفتح أبواباً للوقاية ويعطي مزيداً من التبصر لآليات المرض".

المصدر: News Medical Life Science