يضيف كوكب نبتون المتجمد والبعيد، وهو الكوكب الخارجي لنظامنا الشمسي، إلى سمعته كعالم غامض، حيث حير علماء الفلك من الانخفاض المفاجئ في درجات حرارة الغلاف الجوي خلال العقدين الماضيين.
درجات الحرارة على كوكب نبتون
وبالتركيز على طبقة الستراتوسفير لنبتون، وهي المنطقة الجوية المستقرة نسبياً فوق طبقة الطقس المضطربة، توقع الباحثون أن يجدوا ارتفاعاً في درجات الحرارة في الجزء المرئي من الكوكب من الأرض مع بداية صيف نصف الكرة الجنوبي، وهو موسم يستمر أربعة عقود، وبدلاً من ذلك، وجدوا درجات الحرارة تنخفض بشكل كبير.
توقعات الطقس على كوكب نبتون باردة وتزداد برودة
استندت الدراسة إلى أكثر من 95 صورة حرارية بالأشعة تحت الحمراء، وهي كل الصور التي التقطت على الإطلاق، تمتد من 2003 إلى 2020 باستخدام تلسكوبات أرضية في هاواي وتشيلي، ومعظمها تلسكوب كبير جداً في المرصد الأوروبي الجنوبي، إنه التقييم الأكثر شمولاً حتى الآن لدرجات حرارة الغلاف الجوي لنبتون.
وقال مايكل رومان، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ليستر في إنكلترا والمؤلف الرئيسي لدراسة نشرت يوم الاثنين في مجلة العلوم والكواكب: "انخفضت درجة حرارة الستراتوسفير لنبتون بمقدار 8 درجات مئوية إلى ناقص 117 درجة مئوية، على مدار 17 عاماً تمت دراستها، وفي المقابل، لم تظهر درجات الحرارة في طبقة التروبوسفير في نبتون، طبقة الطقس الأكثر برودة، تغيراً كبيراً بينما وصلت إلى ناقص 223 درجة مئوية".
نبتون هو الأقل استكشافاً بين الكواكب الثمانية في النظام الشمسي، نظراً لأن المسافة الكبيرة تجعل من الصعب دراسته من الأرض، والمركبة الفضائية فوييغر 2 التابعة لناسا هي المركبة الفضائية الوحيدة التي قامت بزيارته عن قرب، حيث حلقت بالقرب من نبتون في عام 1989.
وقال رومان: "أعتقد أن نبتون مثير للاهتمام للكثيرين منا لأننا ما زلنا نعرف القليل عنه".
كانت التغيرات في درجات الحرارة موزعة بشكل غير متساو مع الاختلافات الإقليمية، حيث بردت المناطق المدارية الجنوبية، ثم ارتفعت درجة حرارتها، ثم بردت مرة أخرى، وظلت درجات الحرارة في خطوط العرض الوسطى ثابتة في البداية قبل أن تنخفض تدريجياً، كما انخفضت درجات الحرارة في القطب الجنوبي في البداية بشكل طفيف فقط قبل ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير بين عامي 2018 و 2020.
وقال رومان: "أظن أن الانخفاض العام في درجة الحرارة ربما يرجع على الأرجح إلى التغيرات في كيمياء الغلاف الجوي، والتي تستجيب لأشعة الشمس الموسمية المتغيرة، وبالتالي تغير مدى فعالية تبريد الغلاف الجوي".
يبلغ متوسط قطر نبتون حوالي 49250 كم، مما يجعله أكبر بأربعة أضعاف من الأرض، ويدور حول الشمس بمدار أكبر من مدار الأرض بأكثر من 30 ضعف على مسافة متوسطة تبلغ حوالي 4.5 مليار كيلومتر، ويحتاج إلى حوالي 165 سنة أرضية لإكمال دورة واحدة حول الشمس، وهي سنة نبتون.
الكواكب الجيليدية
ويدور الكوكب القزم بلوتو في معظم الأوقات على مسافة أبعد، لكن مداره البيضاوي الشكل يجعله أحيانًا أقرب إلى الشمس من نبتون.
يُصنف نبتون وأورانوس المجاور على أنهما عمالقة جليدية، على عكس عمالقة الغاز كوكب المشتري وزحل، ونبتون، مثل تلك الكواكب الأخرى التي تفتقر إلى سطح صلب، يمتلك جو ديناميكي للغاية يتكون بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم، مع كمية صغيرة من الميثان، فوق عباءة معظمها من الأمونيا الذائبة والماء ونواة صلبة، ويتميز نبتون بأقوى رياح من أي كوكب آخر.
