"جزار الخيام" يمتحن السيادة اللبنانية ويضع المساعدات الأمريكية على المحك

فريق التحرير
سيكون على قاضية التحقيق العسكرية في قضية العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، أن تتحمل الكثير من الضغوط، بالنظر إلى الجهود الأمريكية الحثيثة لإطلاق سراحه، أو حتى لتهريبه خارج البلاد. في نهاية الأسبوع الف

سيكون على قاضية التحقيق العسكرية في قضية العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، أن تتحمل الكثير من الضغوط، بالنظر إلى الجهود الأمريكية الحثيثة لإطلاق سراحه، أو حتى لتهريبه خارج البلاد.
في نهاية الأسبوع الفائت، تقدم وكلاء "جزار الخيام" بطلبٍ ينص على اخلاء سبيله قبل نهاية الأسبوع؛ بحجة اصابته بمرض السرطان، لكن القاضية نجاة أبو شقرا، قابلت القرار بالرفض، وقد دعّم قرارها اعتراض ممثل النيابة العسكرية القاضي كلود غانم.

الأضواء التي نالها ملف عامر الفاخوري لم تبدأ يوم اعتقاله في 13 أيلول الماضي، للعميل، تاريخ يحفظه اللبنانيون جيداً، يستذكرون آمر سجن الخيام، الذي شهد عذاب الآلاف من اللبنانيين، وأمام هذا التاريخ (الحافل) سيكون من المنطقي، أن نتفهم قدر الاهتمام الذي يوليه الأمريكيون لإطلاق سراحه، ثمة هوامش أخرى لا تتعلق بالفاخوي ذاته، كون "العميل" هنا ورقة واحترقت، لكنّ هذا المحك، يقدم قراءة عملانية لمستوى التأثير الأمريكي العميق في الجيش اللبناني، وقدر انعزالية الأخير عن رغبات الجماهير والتكتلات الحزبية التي تقودها المقاومة.

هل تصمد أبو شقرا والنيابة العامة العسكرية والنيابة العامة التمييزية، ومعهم وزير الدفاع الذي يمنحه قانون القضاء العسكري صلاحيات واسعة في النيابة العامة العسكرية، في وجه الضغوط، التي كان آخرها التلويح بوقف المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش اللبناني، وصولاً إلى وضع قضيته – الفاخوري-  على جدول أعمال نائب وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، في زيارته لبيروت الأسبوع الجاري، يكرر السؤال نفسه بصيغة أخرى، هل تصمد إرادة الدولة ورغبة الجماهير في التحفظ على الفاخوري حتى محاكمته؟

لا شيء مضمون، بالمنحنى القانوني للقضية، سيعمل وكلاء الدفاع على الطعن المستمر بقرار أبو شقرا في حال رفضها اخلاء سبيله لأسباب (إنسانية)، وستحال القضية إلى محكمة التمييز العسكرية، التي يتألف عناصرها من كبار عسكريي الجيش، الذين تربطهم بالإدارة الأمريكية علاقة مميزة، الأمر الذي يزيد من امكانية اخلاء سبيله.

  
آخر تطورات القضية التي تحدثت عنها جريدة الأخبار، قالت أن السفارة الأمريكية تعمل بشكل حثيث على (تهريب) الفاخوري إلى الولايات المتحدة، إذ نجحت تلك المساعي في نقله مستشفى أوتيل ديو، بحجة اصابته بمرض السرطان، تمهيداً لتهريبه خارج البلاد، استغلالاً للظروف الراهنة.

وفي وقت سابق، كان القضاء قد وافق على نقل الفاخوري من مقر توقيفه إلى المستشفى العسكري لإجراء فحوصات طبية، لكن تلك الفحوصات امتدت لأسابيع، فيما ينظر مراقبون إلى عملية النقل، لا تعدو كونها (هدية ترف) قدمت له، للخلاص المؤقت من ظروف اعتقاله في السجن.

من الجدير ذكره أن الفاخوري الذي يحمل الجنسية الأمريكية عاد إلى بيروت، وكان فيما سبق، علماً من أعلام عصابات أنطوان لحد العميلة لإسرائيل، وعمل مسؤولاً عن معتقل الخيام، وتبين عقب عودته للبنان، أن الحكم الغيابي الصادر بحقه عن المحكمة العسكرية أُسقط بمرور الزمن، مع العلم، أن إحدى الدعاوي المقدمة ضد الفاخوري تتصل بإخفاء أحدى أسرى سجن الخيام، واسمه علي حمزة، ولم يعرف مصيره إلى اليوم.