وجد تحليلٌ إحصائيٌ جديد لبيانات دراسةٍ طويلة الأجل حول تدريس الرياضيات و العلوم، أن أحجام الفصول الدراسية الأصغر لا يرتبط دائماً بإنجازٍ أفضل للطلبة.
وذُكرت نتائج في ورقةٍ بحثية حول التعليم أنه يمكن أن يختلف التأثير الدقيق لأحجام الفصول الدراسية الأصغر بين البلدان، والمواد الدراسية، والسنوات، والمهارات المعرفية وغير الإدراكية المختلفة، مع وجود عواملٍ أخرى كثيرة تلعب دوراً في التأثير على تحصيل الطلبة على الأرجح.
ويُنظر إلى أحجام الفصول الصغيرة في المدارس عموماً على أنها مرغوبةٌ جداً من قبل الأهالي والمدرسين. فمع أحجامٍ أصغر للفصول الدراسية، يمكن للمدرسين التحكم بسهولةٍ أكبر وإعطاء مزيدٍ من الاهتمام لكل تلميذ . و على هذا النحو ، يحد العديد من البلدان من الحد الأقصى لحجم الفصل، وغالباً ما يكون بحوالي 30 تلميذاً للفصل الدراسي.
لكن الأبحاث حول تأثيرات حجم الفصل أثبتت بشكلٍ عام أنها غير حاسمة ودقيقة كما كانت تعتبر سابقاً، حيث وجدت بعض الدراسات فوائدً لهذا الأسلوب وبعضها لم يجد فوائداً على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، كانت هذه الدراسات في كثيرٍ من الأحيان صغيرة الحجم، وكانت تميل إلى التركيز فقط على مهارات القراءة والرياضيات، ولم تأخذ في الاعتبار تأثير حجم الفصل على المهارات غير المعرفية مثل الاهتمام والانتباه والعصف الذهني الجماعي.
ولمحاولة الحصول على صورةٍ أوضح ، قرر البروفسور سبيروس كونستانتوبولوس و البروفيسور تينغ شين من جامعة ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية تحليل البيانات التي تنتجها أبحاثٌ حول دراسة الرياضيات والعلوم الدولية.
وقد كشف التحليل أن أحجام الفصول الصغيرة ارتبط بفوائدٍ في رومانيا وليتوانيا، ولكن ليس في هنغاريا وسلوفينيا.
فقد كانت التأثيرات المفيدة أكثر تميزاً في رومانيا ، حيث ارتبطت الفصول الأصغر حجماً بتحقيق إنجازٍ أكاديميٍ أكبر في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والجغرافيا، فضلاً عن التمتع بدرجةٍ أكبر بتعلم الرياضيات.
وفي ليتوانيا ارتبطت أحجام الفصول الأصغر بشكلٍ أساسي بالتحسينات في المهارات غير المعرفية، مثل زيادة التمتع بتعلم الأحياء والكيمياء، بدلاً من التحصيل الدراسي العالي في هذه المواد. كما شوهدت الآثار المفيدة فقط في سنواتٍ معينة.
وقال البروفيسور كونستانتوبولوس : " معظم تأثيرات حجم الفصل لم تكن مختلفةً عن الصفر، مما يشير إلى أن تقليل حجم الفصل لا يضمن تحسيناتٍ في أداء الطلاب تلقائياً. فهناك العديد من العمليات وخصائص الفصل الدراسي الأخرى التي يجب أن تعمل بشكلٍ جيد لتحقيق نتائج أفضل فيما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي للطلبة ".
كما ويعتقد الباحثون أن أحجام الفصول الأصغر قد يكون لها آثارٌ مفيدة أكبر على التلاميذ في رومانيا وليتوانيا من هنغاريا وسلوفينيا ، لأن المدارس في رومانيا وليتوانيا لديها مواردٌ أقل.
حيث قال البروفيسور كونستانتوبولوس: "ربما يرجع هذا الاستنتاج إلى حقيقة أنه من المرجح أن يتم اكتشاف تأثيراتٍ إيجابية لحجم الفصل في البلدان ذات الموارد المدرسية المحدودة ، حيث تكون قدرات وخبرات المعلم أقل في المتوسط ".