تقارير وحوارات

عبد العزيز بدر القطان: تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل هو سبب الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى

21 نيسان 2022 21:41

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأيام الأخيرة، تطورات متسارعة على خلفية تأمين قوات الاحتلال الإسرائيلي الحماية لمجموعات من المستوطنين، الذين سعوا لإقامة طقوس دينية يهودية، وذبح قرابين داخل المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي قوبل بصمود أسطوري للفلسطينيين، أدى لاندلاع مواجهات عنيفة خلفت عشرات الشهداء والجرحى.

وقد علق الكاتب والمستشار الكويتي عبد العزيز بدر القطان، على الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، مؤكدا بأن تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل والتخاذل العربي هو سبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لحرمة المسجد الأقصى.

حيث قال المستشار القطان معلقا على تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الأخير: "للأمانة، نحن مسؤولون أمام الله تبارك وتعالى، وأمام الشعب الفلسطيني عن تجاوزات الاحتلال الصهيوني المستمرة في حقه، وكما تعلمون أن الاحتلال لا يحتاج إيعازاً من أحد لكي يمارس حقده وجرائمه، لكنه شرعن ذلك بعد مسألة التطبيع مع بعض الدول العربية للأسف."

واعتبر أن المضي في هذا الأمر بمثابة ضوء أخضر لشرعنة جرائمه دون حسيب أو رقيب، وأن يمارس هذا الإجرام في شهر رمضان الكريم هي ضربة لجميع المسلمين حول العالم لذا نحن اليوم مطالبون بأن نقف ونرفع الصوت عالياً لدعم هذا الشعب المظلوم خاصة في داخل الأراضي المحتلة، ونؤازرهم ولو معنوياً وهذا أضعف الإيمان، لأن المطالبة بأخذ العدالة قانونياً، كما نرى أن المؤسسات الدولية أصبحت مسيسة بشكل فج وواضح، ولا يمكن التعويل عليها بأي شكل من الأشكال، والحرب الروسية على أوكرانيا خير دليل، وكأن الشعب الأوكراني من هذا الكوكب، والشعب الفلسطيني من كوكب آخر، مع التقدير لكل الشعوب المظلومة على هذه الأرض.

وعن رأيه في الموقف العربي وتحديداً الخليجي مما يجري في الأقصى المبارك، أوضح القطان بأن "الإجابة على هذا السؤال سيف ذو حدين، فمن جهة أنا على يقين أن كل شعوب الأرض، والشعوب المسلمة حصراً هي مع مظلومية الشعب الفلسطيني، والشعب الخليجي معروف بانتمائه الوطني للقضايا المحقة، بصرف النظر عن موقف الحكومات التي لها أسبابها في مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة بالنظر إلى الاعتقاد بأهمية التحالف ضد ما يصفونه بالمد الإيراني في المنطقة."

وأضاف المستشار القطان: "من هذا المنطلق يبدو أن لتلك الحكومات أسبابها وإن كانت بالنسبة لي غير منطقية على الأقل بما يتعلق بإصدار موقف يجرّم هذا الاحتلال، فالتعايش السلمي من وراء التطبيع يعني الإذعان بأن الاحتلال واقع موجود وعلينا القبول به، وهذا لا يمكن القبول به خاصة مع التصعيد الأخير لاحتلال بأبى أن يقر بأنه سرق أرضاً ليست له، أرضاً مباركة وتمثل رمزية لكل العالم الإسلامي."

ولفت القطان إلى أن ما يعنيه هنا هو موقف بلده الكويت، مبيناً أن "فلسطين هي في قلب كل أهل الكويت، ولله الحمد موقفنا في دولة الكويت موقف معروف للجميع، ويشكل علامة فارقة في كل الوطن العربي دون استثناء، بعيداً عن التخندق أو التحزب، إن كان في مجال الإحسان ومساعدة أهلنا في قطاع غزة وفلسطين كلها، خصوصاً في هذا الشهر الكريم من خلال تبرع السواد الأعظم من الشعب الكويتي لأهلنا في فلسطين المحتلة، ولا ننسى إصدار تعميم في جميع مساجد الكويت وخص الدعاء لأهلنا في فلسطين ورفع الكرب والمظلومية عنهم، وهذا موقف يتماشى مع الموقف الرسمي أيضاً، ونجده بتجمهر كل الكويتيين بكل أطيافهم من أجل القضية الأسمى، ففلسطين هي قضية عقدية لكل المسلمين الغيارى في الكويت وكل مكان حول العالم."

وفيما يخص رأيه بالتحرك المطلوب حاليا، بين المستشار الكويتي بأن "ما يحدث اليوم في فلسطين والقدس من انتهاكات لحرمة المسجد الأقصى المبارك وللأسف بسبب دعم بعض الدول العربية المتخاذلة حول القضية الفلسطينية، هو سبب تمرد وتصعيد الاحتلال الصهيوني، بمعنى أن التخاذل العربي هو سبب ما يحدث اليوم، فمحاولاتهم تلك هي إذلال لكل المسلمين، من خلال تهويد الأقصى والقدس وتدنيس مسرى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتخريب والحفر وغير ذلك حول المسجد الأقصى بهدف الإسقاط المعنوي والمادي لهذا الصرح الإسلامي الكبير، واستبداله بالهيكل المزعوم."

ولفت القطان إلى أن "التحرك الصهيوني يأتي في سياق تطبيق خطة متعمدة بأسلوب استفزازي فج ووقح، في ظل صمت رهيب من قبل بعض الدول الخليجية والعربية، خاصة في ظل التمدد الصهيوني الخطير في بلادنا، تجارياً من ناحية تملك أحياء ومحال وأعمال وغير ذلك."

ولفت القطان إلى أن "الموقف في الكويت، ثابت على الصعيدين الرسمي والشعبي، فصدقات الكويتيين كلها تذهب إلى الأقصى المبارك، وأهل فلسطين حباً وإيماناً وعقيدةً بفلسطين."

وخلص المستشار بدر القطان إلى أن "الحل والتحرك المطلوب اليوم، يأتي في البداية من أن يميز الشعب الفلسطيني بين من يقف معه فعلاً وألا يضعون الجميع بسلة واحدة، خاصة وأن بعض الشعوب مكبل من أنظمته، وليثقوا أن أغلب الشعب العربي من المحيط إلى الخليج مع القضية الفلسطينية وأهلنا في الخليج مع القضية الفلسطينية، ونحن مع أهلنا في فلسطين قلباً وقالباً، وأن يمدهم الله بصبره فهم المرابطون والمدافعون عن الأمة العربية والإسلامية بزنودهم ومقاومتهم التي يجب أن يخجل منها كل من باع قضيتهم وكل من تهاون بهم، وعلى الأقل يجب أن نبقى على عهدنا بأن نواصل دعمهم بما تيسر، لأن نصرهم قريب بإذنه تعالى."