أخبار لبنان

الأخبار: عودة صراع النوايا قبيل المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة

6 حزيران 2022 09:42

نقلت جريدة "الأخبار" اليوم عن مصادر مطلعة وجود تريث من جانب كل الأطراف في معركة اللجان النيابية، التي لم يتّضح بعد ما إذا كانت ستشهد معارك شرسة في ضوء التركيبة الجديدة لمجلس النواب. وربطت هذا بأن الحكومة ستكون "محط اشتباك كبير لجهة هويّتها وتوازناتها. فهي ليست حكومة "عادية" يجري تقاسم الحصص فيها، بل حكومة "تقاسم النفوذ" الذي يريده كل طرف في مرحلة لاحقة، في ضوء المؤشرات التي ترجّح عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما يعني أن هذه الحكومة ستكون هي الحاكم الفعلي في ظل الفراغ".

وتبعاً للجريدة، رجحت المصادر أن الخلاف حول رئيس الحكومة وشكلها سيكون متعدّد الاتجاهات، من جهة بين الرئيسين نبيه بري وميشال عون، واستطراداً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ومن جهة أخرى مع القوى المُعارضة كالقوات اللبنانية والكتائب والمستقلّين الذين يرفضون حكومة "وحدة وطنية" كما صرّح بعضهم، فيما البعض الآخر "لا يزال يشاور نفسه".

وأشارت إلى أن أوساطاً سياسية مطّلعة على الاتصالات "التحضيرية" أفادت بأنه "ستكون هناك صعوبة كبيرة في الاتفاق على رئيس جديد للحكومة، فيما هناك قوى أساسية ترى أن المدة المتبقية لانتهاء العهد لا تسـتأهل تأليف حكومة جديدة، ويُمكن الإبقاء على الحكومة الحالية لتصريف الأعمال"، وأن "هذا هو الخيار الراجح".

وقالت المصادر إن دعوة الرئيس عون إلى الاستشارات المُلزمة في قصر بعبدا "لن تحصل قبل إجراء مشاورات جانبية لترتيب الأجواء السياسية". في الأثناء، تواصلت المشاورات المتعلقة بإنجاز المطبخ التشريعي الذي سيكتمل في جلسة الغد.

وبحسب مصادر نيابية، هناك شبه توافق على الإبقاء على مذهبية اللجان وحصص القوى الرئيسية كما هي الآن، أي أن تكون لجنة المال والموازنة مع التيار الوطني الحر، الإدارة والعدل مع القوات، الاتصالات مع حزب الله، على أن تؤول لجنة الأشغال إلى النائب سجيع عطية والخارجية إلى حركة أمل، والصحة إلى الحزب الاشتراكي.

في هذا الإطار، أشارت مصادر التيار الوطني الحر إلى أن "المفاوضات مع كل الكتل السياسية من حلفاء وخصوم تجري بسلاسة للوصول إلى توافق قبيل جلسة انتخاب أعضاء اللجان النيابية يوم غد". وبحسب المصادر، فإن التيار تواصل مع القوات ومع رئيس المجلس النيابي لأن "الكل بحاجة إلى الكل، وهذا العمل لا يدخل ضمن مبدأ المحاصصة، بل تسهيلاً لتشكيل اللجان للبدء بالعمل التشريعي".

ولفتت "الأخبار" إلى أن التيار يسعى إلى التمثل في مختلف اللجان وإلى ضمان رئاسة ثلاث لجان عبر ثلاثة نواب: إبراهيم كنعان على رأس لجنة المال والموازنة، فريد بستاني للجنة الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، وسيمون أبي رميا لرئاسة الشباب والرياضة. ويؤكد التيار عدم معارضته تمثّل كتلة نواب المعارضة في كل اللجان، مؤكداً أن "لا نيّة بإقصائهم، ولكن إن أصرّوا على رفض التفاهم فعندها سنذهب إلى الانتخابات".

من جهة أخرى، قالت الصحيفة إن حزب القوات يفضل إرساء تفاهم مع كل الكتل لأن "الذهاب إلى جلسات مطولة للانتخاب ليس سوى مضيعة للوقت، وخصوصاً أن ثمة مساحة للجميع للمشاركة". ووفقاً للمعلومات، لم يخلص اجتماع نهاية الأسبوع لنواب القوات إلى صورة واضحة حول توجههم يوم غد، على أن تتخذ معراب قرارها في الساعات المقبلة وتبلغه إلى الكتلة. لكن المؤكد أن رئيس الحزب متمسك بعضوية نوابه في كل اللجان، من دون أن يحسم قراره برئاسة لجان أو لا، رغم أن ثمة لجنة واحدة هي الأهم بالنسبة إلى القوات وهي لجنة الإدارة والعدل التي كان يرأسها جورج عدوان.

وعلمت "الأخبار" أن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر هو من يتفاوض مع "قوى الاعتراض"، وأكد عليهم ضرورة التعاون لأن الذهاب إلى معركة لن يعود بالمنفعة عليهم. ونقلت عن النائبة بولا يعقوبيان قولها: إن "الكتلة سبق أن اجتمعت واتخذت قرارها بالمشاركة في كل اللجان نظراً إلى أهمية الوجود فيها وللمراقبة والمشاركة الفعالة". مضيفة: إن "الكتلة تفضّل العمل بحسب القانون والنظام الداخلي، وأرسلت الأسماء إلى أمانة سرّ مجلس النواب من دون التواصل مع أي جهة سياسية على مستوى الكتلة، وقد طرح اسمها في عضوية لجنتين: الإعلام والاتصالات، والدفاع والداخلية والبلديات".

ومن جهة ثانية، أعلن حزب "تقدّم" في وقت سابق عن ترشيح النائب نجاة صليبا لعضوية لجنتي البيئة والتربية والتعليم العالي والثقافة، وترشيح النائب مارك ضو لعضوية لجنتي المال والاقتصاد. ورأى ضو أن "المسؤولية تقتضي المشاركة في كل اللجان وسنتمثل بها عبر شخصيات ذات كفاءة تراعي اختصاص كل فرد. فقضيتنا إيصال أصحاب الاختصاص كنجاة عون إلى البيئة وإبراهيم منيمنة إلى لجنة الأشغال وملحم خلف إلى لجنة الإدارة والعدل".

من ناحية ثالثة، قال أحد النواب المستقلين إن "الكتلة بانتظار رد أمانة سرّ المجلس على ما تقدّمت به، لدراسة اقتراح الأمانة في ما بينهم، ثم اتخاذ القرار بالموافقة على الطرح المقدّم من الرئيس بري أو رفضه"، ومؤكداً أنهم ليسوا "في صدد الذهاب إلى معركة ويفترضون النية الحسنة بالقبول بتمثيلهم، وخصوصاً أن عدد اللجان كبير وهي تتّسع للجميع".


جريدة الأخبار