أخبار لبنان

حسن نصر الله عن السفينة اليونانية: ما جرى هو اعتداء على لبنان وعلينا اتخاذ قرار واضح

9 حزيران 2022 21:07

تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء اليوم الخميس، عن ملف ترسيم الحدود البحرية وانتهاكات العدو الصهيوني، لافتاً إلى أن لبنان دخل في مرحلة جديدة بعد وصول السفينة اليونانية إلى حقل "كاريش".

وقال نصر الله: إن "لبنان دخل في مرحلة جديدة وأصبح أمام استحقاق مهم وداهم بعد وصول السفينة اليونانية التي مهمتها ليس التنقيب بل الاستخراج والإنتاج والمراحل المتبقية.. وتموضعت السفينة على مقربة من حقل كاريش الواقع على خط الـ 29 أي في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان والكيان الغاصب، والإسرائيلي يقول للبنانيين والعالم إنه خلال فترة وجيزة سيباشر باستخراج الغاز وأنه هذا حقه الطبيعي ولا نقاش أو جدال حوله".

وأشار إلى أننا "أمام مستجد جديد ومرحلة جديدة، خلاصتها أن ما جرى في الأيام الماضية هو اعتداء على لبنان واستفزاز وتجاوز ووضع لبنان أمام موقف صعب يجب أن يختار خياره بشكل نهائي وواضح".

وأضاف: "أصبح اللبنانيون الآن أمام السؤال الكبير ونشرح أكثر ماذا يعني ما أقدم عليه الصهاينة، ويتزامن هذا التطور الكبير مع ذكرى الاجــتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. في ذاك الوقت أيضاً هذا الاجتــياح وضع لبنان أمام استحقاقات خطيرة جداً.. هذه التجربة يجب أن نستفيد منها في مواجهة التحديات الجديدة، وجميعاً أصبحنا أمام مسألة أو قضية يجب أن تتحول إلى قضية وطنية كبرى تعني كل لبنان بمعزل عن أي تفصيل أو توصيف، وهذه ثروة كبيرة جداً بالنسبة للبنان والبعض يتحدث بالحد الأدنى عن 200 مليار دولار والبعض يتحدث عن أكثر من ذلك. أمامنا ثروة هائلة في هذه المياه وهي ملك كل الشعب اللبناني، وهذه الثروة الموجودة في هذه المياه هي الأمل الوحيد الكريم المتبقي لإنقاذ لبنان من الوضع الصعب والانهيار الذي أصبح في داخله والأمل الوحيد لغد أفضل".

وأكد على ضرورة "أن نضع لأنفسنا هدفاً على صعيد هذه القضية، الهدف ماذا يجب أن يكون؟ أولاً حماية هذه الثروة وهذا الكنز العظيم، وثانياً العمل على التنقيب والحفر والاستخراج وثالثاً الاستفادة القصوى عندما يتم الاستخراج".

وشدد على أن "هذه القضية تواجه مجموعة من المخاطر أولها السعي الأمريكي والإسرائيلي الدؤوب لسلخ مساحة كبيرة من هذه المنطقة عن لبنان بما تحويه من حقول وثروات، والخطر الثاني هو منع لبنان من التنقيب ومن الاستخراج، فهناك شركات منعت من أن تقدّم وحتى الشركات التي تقدّمت ممنوعة من العمل، الموضوع هو موضوع سياسي، الأمريكيون والإسرائيليون هددوا هذه الشركات، فقط لبنان وسوريا ممنوعان من التنقيب والاستخراج".

وأضاف نصر الله: "الخطر الثالث له علاقة بالوقت وهو افراغ هذه الحقول، كل هذه الدول تستخرج نفط وغاز والاسرائيلي جاء الى كاريش وبات قريبا من باقي الحقول، واذا بقي لبنان يفاوض لسنوات ولم يوجد حلا فهو لن يستخرج واذا جاء وقت الاستخراج قد نجد الفتات، ولم يعد هناك وقت، عندما يبدأ الاستخراج من كاريش ستصبح الأمور أصعب وأقصى، وأمام هذه المخاطر يجب أن يشعر الجميع بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والدينية ونحن أمام قضية لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل".

واعتبر أن "اليوم هذه القضية الوطنية الكبيرة لا تقل أهمية عن تحرير الشريط الحدودي المحتل ولا تقل المسؤولية فيها عن المسؤولية في تحرير الشريط، بل هذه القضية قد تكون فيها مميزات يجب أن تشكل حافزا لتحمل كل الشعب اللبناني والدولة اللبنانية المسؤولية بشكل أكبر، والمستفيد الأول في هذه القضية هو كل الشعب اللبناني من أقصاه الى أقصاه وهذا يجب أن يشكل دافعا قويا ليتحمل الجميع المسؤولية، وعامل الوقت ليس لمصلحة لبنان، واذا تأخر تحرير الأرض فهي موجودة كمدينة وبلدات وجبال ووديان لكن فيما نحن فيه الآن التأخير كل يوم يعني الله أعلم كم سيضيع من حق لبنان، واليوم والساعة صار لها أهمية بالغة الخطورة وهذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار".