رأت صحيفة "الديار" أن ملف الحدود البحرية الجنوبية والثروة النفطية والغازية يقفز مرة جديدة إلى الواجهة، على وقع الحركة الاستفزازية للعدو الإسرائيلي بتحريك السفينة اليونانية تمهيداً للبدء باستخراج الغاز من حقل "كاريش" الموجود في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان والكيان الصهيوني.
وأكد المرجع أن الجهات الرسمية المعنية تأخذ بعين الاعتبار كل التحديات وتتمسك في الوقت نفسه بحق لبنان كاملاً، كما عبّرت عن مدى المفاوضات غير المباشرة التي جرت حتى الآن أو في جولات المحادثات مع الموفدين الأمريكيين منذ البداية وحتى الآن.
وفي ضوء تسارع التطورات وارتفاع وتيرة التوتر، يعود الوسيط الأمريكي كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة السفير عاموس هوكشتين إلى بيروت غداً الاثنين بعد طول غياب، في مهمة وصفتها الخارجية الأمريكية بانها "لتأكيد أمل واشنطن في أن يتمكن لبنان و"إسرائيل" من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية".
وعشية وصول هوكشتين إلى بيروت، عقد في قصر بعبدا أمس، اجتماع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث عرضا على مدى ساعة وربع الساعة الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة، وتطرق البحث إلى عرض الموقف اللبناني من موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عشية زيارة الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة السفير هوكشتين المقررة يومي غد وبعد الغد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في بعبدا، لم تُفصح عما دار خلال الاجتماع، قولها إن الرئيسين عون وميقاتي عرضا المعطيات المتعلقة بهذا الملف ومسار التفاوض غير المباشر حول الحدود البحرية الجنوبية منذ بدئه وحتى اليوم. كما تطرق الحديث إلى ما كان عرضه هوكشتين في زيارته السابقة والموقف اللبناني من كل النقاط المطروحة في هذا الشأن.
وحسب المصادر، وضع خلال الاجتماع نوع من النقاط التي ينتظر أن تكون موضع بحث مع الوسيط الأمريكي استناداً إلى الموقف اللبناني من هذا الموضوع.
كما نفلت "الديار" عن مصدر مطلع أن هناك تفاهماً بين الرؤساء الثلاثة حول الموقف اللبناني، مشيرا إلى أن اتصالات جرت وستجري بينهم قبيل وصول هوكشتين يوم غد الاثنين.
وعلمت "الديار" من مصادر موثوقة أن هوكشتين أجرى اتصالات ومشاورات في اليومين الماضيين مع المسؤولين "الإسرائيليين"، وأنه في صدد استكمال هذه المشاورات قبل وصوله إلى بيروت غداً. وأضافت إنه يحمل معه أفكاراً ومقترحات سيناقشها مع المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى ما كان طرحه في زيارته السابقة.
وقال مصدر بارز يتابع هذا الملف للصحيفة: إن هناك تطورات متسارعة تسابق طاولة التفاوض، أكان على صعيد المحادثات التي سيجريها هوكشتين أم على صعيد إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة حول الحدود البحرية.
وأشار المصدر إلى أن لبنان أكثر تمسكاً بحقوقه كاملة في المنطقة الخاصة البحرية، متوقعاً أن يحمل الوسيط الأمريكي معه أفكاراً ومقترحات حول الحقوق الذي يرفعها لبنان، مضيفاً: إن لبنان سيقابله بموقف موحد متفق عليه بين الرؤساء الثلاثة منذ آذار الماضي، وإن لبنان لن يضيّع البوصلة والمبادئ التي تحفظ كامل حقوقه في مياهه وثروته النفطية والغازية، والتي جاء هوكشتين في وقت سابق لتطبيقها على أثر إنجاز اتفاق الإطار مع سلفه.
كما لفت المصدر إلى أن هوكشتين في زيارته السابقة للبنان، أبلغ القيادات اللبنانية أنه سيعمل على تبريد الأجواء وتهيئة الظروف للعودة إلى طاولة التفاوض غير المباشر في الناقورة، وأن لبنان ينتظر هذا الأمر، لكنه في الوقت نفسه لن يرضى باي حاجب يحجبه عن حقوقه كاملة.
وعلّقت مصادر مطلعة على عدم انضمام الرئيس بري إلى اجتماع الرئيسين عون وميقاتي بالقول: إن عدم مشاركته لا تعني وجود خلاف حول ملف الحدود البحرية، لافتة إلى أن هناك تفاهماً مسبقاً في هذا الشأن، وأن التواصل مستمر بين الرؤساء الثلاثة في هذا الشأن.
وأضافت إنه في اتصال سابق بين الرئيسين عون وبري جرى التأكيد على ما كان اتفق عليه في مرحلة سابقة وفق مبادئ الإطار الذي حصل قبل تولي هوكشتين مهمته خلفاً للوسيط الأمريكي السابق.
