الرصد العسكري

روسيا تعلن عن تطوير "الجيل التالي" من صواريخ كينجال الروسية الفرط صوتية

13 حزيران 2022 21:19

قال نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف لوكالة الأنباء الروسية إنترفاكس الأسبوع الماضي إن روسيا تواصل تطوير أسلحة قوية ومتقدمة تفوق سرعتها سرعة الصوت. ولديها حالياً ثلاثة صواريخ تشغيلية تفوق سرعة الصوت - Avangard وKinzhal وTsirkon أو Zircon.

وتحدث بوريسوف عن خصائص الأسلحة، مبيناً أنها ستتجاوز التطورات الحالية والمستقبلية للدول الرائدة، وقال: "يجري العمل على إنشاء جيل جديد من الصواريخ الفرط صوتية للمنصات البرية والجوية والبحرية".

وصرح بوريسوف بأن اختبارات تسليح الجيل التالي على قاذفات Tupolev Tu-22 الأسرع من الصوت قد بدأت. ومع ذلك، فقد تأخر تطوير أسلحة جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت، ولا سيما صاروخ زيركون الجديد الذي تفوق سرعته سرعة الصوت.

وفي آذار/مارس من هذا العام، أصبحت روسيا أول دولة تستخدم سلاحاً فرط صوتي في القتال عندما أطلقت صاروخها كينجال Kinzhal الفرط صوتي على منشأة عسكرية داخل أوكرانيا، إذ كشف تقرير للبنتاغون مؤخراً أن موسكو أطلقت ما لا يقل عن اثني عشر صاروخاً فوط صوتي على أوكرانيا.

وقال المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي: "رأينا الروس يستخدمون صواريخ فرط صوتية في الماضي على مدار أكثر من 75 يوماً الماضية، وكانت الغاية في معظم الأحيان ضرب المباني، وهم لم يطلقوا، حسب تقديرنا، الكثير من الصواريخ الفرط صوتية. لكن سبب استخدامهم صاروخاً فرط صوتي على أحد المباني يثير الاستغراب".

حالياً، روسيا والصين فقط لديهما صواريخ فرط صوتية عاملة، بينما لا تزال الولايات المتحدة على بعد عامين من إطلاق صاروخ خاص بها على الرغم من التركيز المعزز على البحث والتطوير واختبار الأسلحة الفرط صوتية في الأيام الأخيرة.

وأجرت الولايات المتحدة حتى الآن تجربتين ناجحتين للصواريخ في إطار برنامج مفهوم سلاح جو - جو الفرط صوتي التابع لوزارة الدفاع، وكان آخرها في وقت سابق من هذا الشهر. وأجري الاختبار الأول سراً في منتصف آذار/مارس وأشاد المسؤولون به باعتباره نجاحاً.

وأُجري الاختبار الثاني على وجه التحديد قبل يوم واحد من إصدار خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكية تقريراً عن الأسلحة الفرط صوتية في 5 آيار/مايو. واليوم، أجرى سلاح الجو الأمريكي تجربة صاروخية أخرى من قاذفة B-52.

ومع ذلك، إذا ثبتت صحة التقرير المتعلق بتطوير روسيا لبرنامج الصواريخ الفرط صوتية، فسيكون ذلك مصدر إزعاج آخر للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.

الجيل القادم من الأسلحة الروسية الفرط صوتية

وقال بوريسوف إن تركيز روسيا الأساسي ينصب على تطوير أسلحة فرط صوتية جديدة بالإضافة إلى تحسين كفاءة ومدى ودقة المنصات الحالية مثل صاروخ كينجال Kh-47M2 "Kinzhal".

وأضاف: "لا مثيل لصاروخ كينجال Kinzhal. فهو يطير بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بأكثر من 10 مرات، وفي الوقت نفسه، لديه القدرة على المناورة على طول مسار رحلته بالكامل، لذا من المستحيل أن تعترضه أنظمة الدفاع الجوي".

والصواريخ الفرط صوتية هي مقذوفات تتحرك بسرعات تفوق 5 ماخ أو خمسة أضعاف سرعة الصوت (حوالي 3800 ميل في الساعة، أو 6100 كم/ساعة، أو 1.7 كم/ ثانية). ويمكن لصاروخ يتحرك بسرعة 5 ماخ أن يصل إلى واشنطن في غضون ساعة ونصف تقريباً من موسكو وما يزيد قليلاً عن ساعة من جزيرة سخالين الروسية فوق اليابان إلى هاواي.

وتشكل سرعة وبراعة هذه الصواريخ، خاصة في الأجواء العالية، تهديداً لأنظمة الدفاع الصاروخي الحالية، وفقاً لخبراء وزارة الدفاع الأمريكية. علاوة على ذلك، يمكن للصواريخ الفرط صوتية أن تحمل رأساً نووياً وتذهب دون أن تكتشفها الرادارات.

وتنتقل الأسلحة الفرط صوتية، مثل زركون 3M22 الروسي، بسرعات تصل إلى 6 ماخ، ولها مسار باليستي منخفض في الغلاف الجوي، ما يسمح لها بتجاوز الدفاعات المعهودة المضادة للصواريخ.

ووفقاً للروس، يستخدم الصاروخ وقوداً محسناً يصل مداه إلى 1000 كيلومتر. وتتحرك بسرعة كبيرة لدرجة أن ضغط الهواء أمام السلاح يخلق سحابة بلازما تمتص الترددات الراديوية وتجعلها غير مرئية تقريباً لأنظمة الرادار النشطة.

وكون الولايات المتحدة في موقف لا يمتلك فيه الجيش الأمريكي الوسائل لاكتشاف هذه الضربات من روسيا ولا صاروخاً من الفئة نفسها لخلق ردع فعال يضع الولايات المتحدة في موقف ضعيف أمام روسيا.

وكان عرض لوسائل الإعلام المدعومة من الدولة قد هدد في وقت سابق بضربة نووية بصواريخ فرط صوتية على ثلاث عواصم أوروبية (لندن وبرلين وباريس) في غضون ثوان.

كما أن وجود قيادة روسية خارقة إلى جانب التقدم في صواريخها الفرط صوتية قد يشكل تهديداً لحلف شمال الأطلسي. والاستثمار الأمريكي في أسلحة فرط صوتية هو رد محموم على هذا التهديد الذي يلوح في الأفق.

(نشر المقال الأصل بتاريخ 17 أيار/مايو 2022)

موقع eurasiantimes