الدببة القطبية تتكيف مع تغير المناخ من خلال الصيد على جليد المياه العذبة

تأثير الاحتباس الحراري على وجود الدببة القطبية

تكيفت مجموعة من الدببة القطبية في جنوب شرق غرينلاند للصيد عبر كتل من جليد المياه العذبة من الأنهار الجليدية عندما يتراجع الجليد البحري في الأشهر الأكثر دفئاً، ويشير هذا إلى أن الحيوانات قد تكون أكثر مقاومة لتغير المناخ مما كنا نظن، على الرغم من أن فقدان الجليد البحري لا يزال يمثل أكبر تهديد لبقائها على قيد الحياة.

الدببة والجليد البحري

غالباً ما تصطاد الدببة القطبية الفقمات بالانتظار بالقرب من الثقوب الموجودة في كتل الجليد العائم حيث تأتي فريستها للتنفس، وتكون الفقمات أيضاً أبطأ على الجليد منها في الماء، مما يعطي الدببة القطبية ميزة، لكن هذا يهدده تغير المناخ وما ينتج عنه من فقدان الجليد البحري، ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ينخفض عدد هذه الحيوانات بنسبة 30 في المائة على مدى الأجيال الثلاثة القادمة من الدببة القطبية، أي في حوالي 35 عام.

دببة قطبية تتكيف للصيد من دون وجودالجليد

تقول كريستين ليدر من جامعة واشنطن في سياتل: "نحن نقدم دليلاً على وجود مجموعة سكانية فرعية معزولة للغاية وغير موثقة سابقاً من الدببة القطبية على الساحل الجنوبي الشرقي لغرينلاند، والتي تعيش بطريقة خاصة، إنهم يعيشون في المضايق البحرية الخالية من الجليد البحري لأكثر من ثمانية أشهر في السنة لأن لديهم إمكانية الوصول إلى الجليد الجليدي الذي يمكنهم الصيد فيه

قامت ليدر وزملاؤها بتحليل العينات الجينية من الدببة القطبية التي تعقبوها من 2015 إلى 2019، والتي جمعوها مع بيانات من دراسات سابقة، وفي اكتشافهم الأول، وجدوا أن بضع مئات من الدببة القطبية في جنوب شرق غرينلاند هي الأكثر عزلة وراثياً من نوعها.

وأثناء تتبع هذه الحيوانات، اكتشف الفريق أيضاً أن هذه المجموعة المعزولة وراثياً تصطاد عبر كتل عائمة من جليد المياه العذبة، المنفصلة عن الأنهار الجليدية، لنحو 250 يوم في السنة، وعندما يذوب الجليد البحري، من المحتمل أن يمكّن هذا الدببة من العيش في المنطقة، التي لا تحتوي على جليد بحري لفترة أطول بكثير من موائل الدببة القطبية الأخرى.


الدببة القطبية أكثر مرونة

وفي حين أن هذا يشير إلى أن جميع الدببة القطبية أكثر مرونة مما كنا نعتقد سابقاً، فإن الجليد الجليدي يقتصر إلى حد كبير على الحيوانات حول غرينلاند وسفالبارد.

وتقول ليدر: "قد يساعد الجليد الجليدي أعداداً صغيرة من الدببة القطبية على البقاء على قيد الحياة لفترات أطول في ظل ارتفاع درجة حرارة المناخ، وقد يكون مهماً لمنع الانقراض، لكنه غير متاح للغالبية العظمى من الدببة القطبية".

تأثير الاحتباس الحراري على وجود الدببة القطبية 

"إن العمل المناخي هو أهم شيء بالنسبة لمستقبل الدببة القطبية.د، حيث تعتمد معظم الدببة القطبية في القطب الشمالي على الجليد البحري".

ووفقاً لتود أتوود من هيئة المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة، فإن النتائج "تقدم بصيص أمل في أن الموائل الأخرى قد تكون متاحة للدببة القطبية لاستخدامها، بحيث يمكن أن تستمر حتى يتم تخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى حد كبير واستعادة موطن الجليد البحري".

لكن ضمان استمرار وجود الدببة القطبية على المدى الطويل يعتمد في النهاية على الحفاظ على موطنها الجليدي البحري، وسيتطلب ذلك تخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".

الدببة المعزولة وراثيا والتغير المناخي

ربما تكيفت الدببة المعزولة وراثياً للصيد عن طريق جليد المياه العذبة، لكن هذا لا يجعلها محصنة ضد آثار تغير المناخ.

ويقول أندرو ديروتشر، من جامعة ألبرتا في كندا: "أظن أن نقطة الضعف لهذه المجموعة من الدببة سيكون أن ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر يؤثر سلباً على أعداد الفقمة الحلقية في المنطقة، فإذا لم يكن لدى الفقمة الحلقية موطن تكاثر، فقد تختفي الفريسة الرئيسية لهذه الدببة".


المصدر: New Scientist