تشير دراسة جديدة إلى أن مصطلح "أمعاء البيرة" يعني أن شرب البيرة يومياً مفيد لبعض أنواع البكتيريا في أمعاء الرجل.
تأثير البيرة على بكتيريا الأمعاء
في تجربة سريرية لـ 19 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، وجد الباحثون أن زجاجة البيرة اليومية، الكحولية أو غير الكحولية، غيرت تكوين بكتيريا الأمعاء لدى الرجال على مدى أربعة أسابيع، وعلى وجه التحديد، عزز أي نوع من أنواع البيرة التنوع في ميكروبات الأمعاء.
بشكل عام، يعتبر التنوع الأكبر في بكتيريا الأمعاء أفضل من التنوع الأقل، ومع ذلك، حذر الخبراء من أنه من غير الواضح ما إذا كان الناس سيحصلون على أي فوائد صحية من التغيرات المعوية التي شوهدت في هذه التجربة قصيرة المدى.
وقالت لوري رايت، رئيسة قسم التغذية وعلم التغذية في جامعة نورث فلوريدا في جاكسونفيل: "بقي لدينا الكثير لنتعلمه حول ما يحدد التوازن الصحي لبكتيريا الأمعاء".
النظام الغذائي الشامل هو المهم
لم تشارك رايت، المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، في الدراسة، لكنها قالت أنه من المفيد دائماً إجراء بحث يحاول مراقبة تأثيرات الطعام على جسم الإنسان.
ولكن في العالم الحقيقي، النظام الغذائي الشامل هو المهم، وقالت رايت أن أي طعام أو شراب له تأثير أكبر على ميكروبات الأمعاء، وأوصت بالتركيز على جودة النظام الغذائي العام بدلاً من ذلك: الحد من المنتجات عالية المعالجة والحصول على الكثير من الأطعمة الكاملة الغنية بالمغذيات، بما في ذلك الفواكه والخضروات، بدلاً من البيرة اليومية.
الدراسة، التي نُشرت في 15 حزيران في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية، هي واحدة من أحدث الدراسات التي تتناول موضوعاً ساخناً يتعلق بميكروبيوم الأمعاء.
أهمية ميكروبات الأمعاء
يشير المصطلح إلى مجموعة واسعة من البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي تعيش بشكل طبيعي في القناة الهضمية، حيث كشفت الأبحاث في السنوات الأخيرة عن مدى أهمية هذه الميكروبات لعمليات الجسم الطبيعية، من التمثيل الغذائي إلى الدفاعات المناعية إلى وظائف المخ.
يتأثر تكوين ميكروبيوم الأمعاء بالعديد من العوامل، بما في ذلك الجينات والظروف الصحية والتوتر واستخدام الأدوية، وخاصة المضادات الحيوية، لكن الأبحاث تظهر أن النظام الغذائي هو لاعب رئيسي.
أطعمة تعزز ميكروبات الأمعاء
وجدت الدراسات السابقة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات والفاصولياء والحبوب والمكسرات والأسماك، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط الشهيرة، قد تعزز تنوع الميكروبات في الأمعاء، وهناك أيضاً أدلة على أن الأطعمة المخمرة مثل اللبن، يمكن أن تفعل الشيء نفسه.
في التجربة الجديدة، أراد الباحثون البرتغاليون اختبار تأثيرات البيرة، وهي عبارة عن مستخلص مخمر من حبوب الشعير المملحة.
اختبار تأثيرات البيرة على الأمعاء
تحتوي البيرة أيضاً على العديد من المركبات النباتية، التي تسمى بوليفينول، والتي قد تؤثر على ميكروبات الأمعاء، وفقاً للباحثين الذين قادتهم آنا فاريا من جامعة نوفا لشبونة.
قام فريق فاريا بتجنيد 19 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة ممن يشربون الكحول باعتدال، وقاموا بتعيينهم عشوائياً في واحدة من مجموعتين، مجموعة شربت زجاجة من البيرة مع العشاء كل ليلة لمدة أربعة أسابيع، والأخرى تشرب بيرة غير كحولية، وتم توجيه كلا المجموعتين للحفاظ على عاداتهم الغذائية الطبيعية وممارسة الرياضة.
وقبل وبعد فترة الأربعة أسابيع هذه، قدم الرجال عينات من البراز لتحليل بكتيريا الأمعاء.
بشكل عام، وجد الباحثون أن كلا المجموعتين أظهرت زيادة في تنوع الميكروبات، جنباً إلى جنب مع نشاط تسريع في الفوسفاتيز القلوي البرازي، وقال الباحثون أن هذا يمكن أن يكون مؤشراً على وظيفة الأمعاء بشكل أفضل.
لكن خبيراً في الميكروبيوم لم يشارك في الدراسة قال أن النتائج "ليست مقنعة للغاية".
قال الدكتور إيميران ماير من مركز جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "هذه دراسة صغيرة تبحث في تكوين ميكروبات الأمعاء على مستوى الجنس"، وأضاف أنها لم تبحث في مقاييس وظيفة الميكروبيوم.