أصيب أليكس مورفي بجروح قاتلة في فيلم الشرطي الآلي عام 1987 وتم دمج جسده مع عناصر ميكانيكية لإنشاء الشرطي الآلي، والذي يهدف إلى أن يكون تجسيداً مثالياً لقوات تطبيق القانون مع إعطاء الأولوية لحماية الأبرياء، وكان الفيلم ناجحاً بدرجة كافية لدرجة أنه أنتج فيلمين روائيين ومسلسل تلفزيوني.
بينما كان مواطنو المستقبل الخيالي في ديترويت مفتونين بالشرطي الآلي، لا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كان الوجود الآلي للشرطة لن يثير بعض الارتياب المبرر في العالم الحقيقي، وإذا تمكنا فقط من إخراج صفحة من كتاب قواعد اللعبة وتغطية الروبوتات الخاصة بنا بجلد الإنسان، والآن، وبمساعدة بحث جديد، يمكننا ذلك.
الروبوتات المستقبلية قد ترتدي بدلات مصنوعة من الجلد البشري
إصبح آلي بجلد إنسان
طور شوجي تاكيوتشي وزملاؤه من قسم المعلوماتية الميكانيكية وكلية الدراسات العليا لعلوم وتكنولوجيا المعلومات بجامعة طوكيو طريقة لطلاء إصبع آلي بجلد الإنسان الحي، وتم نشر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة "ماتر"، حيث يعتقد العلماء أن فئة جديدة من الروبوتات المغطاة بالجلد يمكن أن تتفاعل بشكل أكثر فاعلية مع نظيراتها من البشر.
فوائد استخدام المواد الحية لطلاء الروبوتات
وقال تاكيوتشي: "هناك ثلاث فوائد لاستخدام الخلايا الحية كمواد طلاء للروبوتات، أولاً، باستخدام نفس مادة الجلد التي يستخدمها البشر، يمكن تحقيق مظهر أكثر شبهاً بالإنسان، وثانياً، يمكن استخدام الخصائص البيولوجية للخلايا لتزويد جلد الإنسان بقدرات استشعار متعددة الوسائط ومتعددة القنوات، وقدرات الإصلاح الذاتي، وقدرات التمثيل الغذائي التي يصعب تحقيقها باستخدام المواد الاصطناعية وحدها، وثالثاً، باستخدام المواد البيولوجية، يمكن جعل الروبوتات أكثر صداقة للبيئة".
طريقة إكساء روبوت بجلد الإنسان
لوضع الجلد على الزائدة الروبوتية، قام العلماء بغمره في مزيج من الكولاجين وخلايا الجلد البشرية، وبمرور الوقت، يتعلق الخليط بالإصبع مكوناً طبقة أولى من الجلد، وتم بعد ذلك وضع سائل آخر يحتوي على خلايا كيراتينية، وهي الخلايا السائدة الموجودة في البشرة، مكونة الطبقة الخارجية، وبعد أسبوعين، أصبح للإصبع الآلي جلد يمكن مقارنته بجلدنا، نمّت الدراسات السابقة هياكل تشبه الجلد بشكل منفصل ثم طبقتها لاحقاً على سطح اصطناعي، لكن هذه الإستراتيجية الجديدة لها فوائد مقارنة بالطرق السابقة، من حيث أنها تسمح بوضع الجلد على الأسطح غير المستوية.
وقال تاكيوتشي: "وجدنا أنه يمكننا تكييف الجلد مع شكل السطح المنحني ثلاثي الأبعاد عن طريق زراعته في الموقع، بدلاً من تنميته في مكان آخر وربطه بالسطح، من خلال تركيب هيكل مناسب، يمكنه تغطية السطح بالكامل".
مواصفات الجلد الموجود على الروبوتات
في الوقت الحالي، لا يقدم الجلد أي معلومات حسية إلى الروبوت، لكن الفريق يعمل على دمج الجهاز العصبي لهذا الغرض فقط، كما لا يحتوي الجلد أيضاً على أي جهاز للدورة الدموية لتوصيل العناصر الغذائية إلى الأنسجة، ونتيجة لذلك، احتاجت إلى مساعدة خارجية للحصول على المغذيات وللتخلص من النفايات، وهذا يعني أنه يجب أن يقضي جزءاً كبيراً من وقته في حمام من السكريات والأحماض الأمينية.
وقال تاكيوتشي: "نحن نضع استراتيجيات لبناء أنظمة الدورة الدموية داخل الجلد، إن التحدي الآخر هو تطوير جلد أكثر تعقيداً بوظائف خاصة بالجلد عن طريق إعادة إنتاج أعضاء مختلفة في الجلد مثل الخلايا العصبية الحسية وبصيلات الشعر والأظافر والغدد العرقية".
هذا لا يعني أن الجلد ليس مثيراً للإعجاب كما هو موجود اليوم، فقد كان الإصدار الحالي قادراً على التمدد بالإصبع أثناء ثنيه أو تقويمه وحتى شفاء نفسه بعد الإصابة، حيث قام الباحثون بعمل قطع صغير على سطح الإصبع ثم وضعوا ضمادة من الكولاجين، ثم تم توصيل خلايا الجلد بالضمادة ودمجها في الجلد، والتئم الجرح.
بالطبع، ستحتاج العملية إلى توسيع نطاقها إذا كان الباحثون يأملون في تغطية روبوت بشري كامل بجلد الإنسان، قد يكون الإنسان الآلي ذو الأجزاء المنفصلة من الجلد أكثر إحافة لمعارفه من البشر أكثر من إنسان بلا جلد على الإطلاق، ولكن هذا سيكون كابوساً سيئاً من الأفضل تركه لخيالاتنا.