استهلاك اللحوم حقائق كثيرة وخرافات أكثر

استهلاك اللحوم حقائق كثيرة وخرافات أكثر
بعد عشرات الأبحاث والدراسات التي تناولت تأثير استهلاك اللحوم على صحة الإنسان، والتي قدمت معلومات متناقضة، بين من شجع على استمرار تناولها باعتبار أنها لا تؤثر سلبياً على صحة الإنسان، وبين من دعا تجنب ا

بعد عشرات الأبحاث والدراسات التي تناولت تأثير استهلاك اللحوم على صحة الإنسان، والتي قدمت معلومات متناقضة، بين من شجع على استمرار تناولها باعتبار أنها لا تؤثر سلبياً على صحة الإنسان، وبين من دعا تجنب استهلاك هذه الأطعمة التي تعتمد على الحيوانات للحفاظ على صحة و حماية كوكب الأرض.

موقع "medicaldaily" الذي يهتم بالشؤون الطبية، قدم مقالاً حاول من خلاله التمييز ما بين الخرافات والحقائق المرتبطة باستهلاك اللحوم، ووجدت المقالة أن من بين الخرافات هو الاعتقاد بأن تناول لحم البقر الذي يتغذى على الأعشاب هو الأفضل دائماً، إذ تشير الدراسات إلى أن هناك اختلافاتٍ طفيفة للغاية بين الماشية التي يتم تغذيتها بالأعشاب و الماشية التي تتغذى على الأعلاف الصناعية ، إضافة إلى أن بعض الماشية التي تتغذى على العشب لا تأكل العلف أو العشب فحسب ، بل تتناول الخضروات و البقوليات أيضاً.

الخرافة الثانية حول استهلاك اللحوم هو الاعتقاد بأن اللحوم النباتية خيارٌ صحي، حيث قدم المصنعون منتجات اللحوم ذات الأصل النباتي، وذلك لمساعدة الناس على تقليل أو تجنب تناول اللحوم الحقيقية، و مع ذلك ، قد يكون لعملية صنع مثل هذه المنتجات بعض الآثار السلبية أيضاً، فهذه المنتجات أيضاً تحتوي على حزمةٍ كبيرة من الملح، ومثل العديد من الأطعمة الأخرى فائقة التجهيز ، فقد تؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية و زيادة الوزن ".

خرافة أخرى وهي أن تناول اللحوم الخالية من الدهن مهمةٌ للصحة، فمن المعروف أن اللحوم الخالية من الدهون تحتوي على نسبةٍ منخفضة من الدهون و الدهون المشبعة و الكوليسترول، ومع ذلك ، لا توجد صلةٌ قوية بين هذه العناصر الغذائية و النوبات القلبية أو السرطان أو الحالات الصحية الأخرى .

أما آخر الخرافات وهي الأكثر انتشاراً فهي الاعتقاد بأن تناول اللحوم الحمراء تعزز الصحة، إذ لا يوجد دليلٌ يدعم الادعاء بأن تناول اللحوم يمكن أن يساعد الناس على تحسين صحتهم أيضاً.

بالنسبة للحقائق المرتبطة باستهلاك اللحوم فيأتي على رأسها حقيقة أن اللحوم المصنعة هي خياراتٌ غذائيةٌ سيئة، وهذا الاستنتاج المهم يعتبر من أكثر النتائج المتفق عليها على مدى السنوات الماضية، حيث يمكن أن يسهم الاستهلاك الكبير للحوم المصنعة في مشاكل صحية خطيرة بسبب المكونات المضافة أو المواد الحافظة التي تحفظ تلك المنتجات لسنواتٍ طويلة.

فاللحوم المصنعة تحتوي على كمياتٍ عالية من الصوديوم و النتريت و الملونات الصناعية و غيرها من المواد المسببة للسرطان، كما أن بعض المركبات المرتبطة بالسرطان الموجودة في هذه المنتجات، تأتي من عملية التصنيع التي تنطوي على الفحم أو التدخين أو القلي أو الشواء بدرجة حرارةٍ عالية و غير صحية .

حقيقة أخرى ينبغي الالتفات إليها وهو أن تقليل استهلاك اللحوم أو مقاطعتها ليس أمراً صحياً، إذ ترتبط العديد من الأمراض فعلياً بالأنظمة الغذائية و المنتجات التي لا تحتوي على لحوم ، مثل الأطعمة المحلاة و المنتجات فائقة التجهيز .