بعث مارك زوكربيرغ رسالة لموظفي ميتا في اجتماع داخلي، عقد الخميس الماضي عبر الفيديو، قائلاً فيها: اربطوا الأحزمة فأمامنا أوقات صعبة.
وقال زوكربيرغ، المدير التنفيذي لشركة Meta، إن شركة Silicon Valley واجهت أحد "أسوأ فترات الانكماش التي شهدناها في التاريخ الحديث". وطلب من العاملين في ميتا، البالغ عددهم 77800 عامل، أن يستعدوا لمزيد من العمل بموارد أقل، مشيراً إلى أن أدائهم سيُقيّم بحدة أشدّ من السابق.
وأضاف إن الشركة – المالكة لفيسبوك وإنستغرام وتطبيقات أخرى - كانت تخفض من مستوى التوظيف، لافتاً إلى أن ميتا تخطط الآن لجلب ما بين 6000 إلى 7000 مهندس جديد هذا العام، وهو عدد أقل من مستوى التوظيف السابق البالغ نحو 10000، علماً أن التوظيف سيتوقف كلياً في بعض المجالات، خاصة للمهندسين المبتدئين، على الرغم من أن عدد الموظفين سيزداد في أقسام أخرى.
وتابع: "أظن أن بعضكم قد يقرر أن القسم الذي يعمل فيه لا يصلح له، وأنه لا يمانع أن يختار القسم الذي يناسبه، لكن الواقع يقول إن هناك مجموعة من الأشخاص لا ينبغي أن يعملوا في الشركة".
تعكس تعليقات المدير التنفيذي الحادة حجم المصاعب التي تواجهها شركة Meta في أعمالها. إذ إن الشركة التي تمتعت بنمو قوي في بدايات الجائحة، باتت تكافح مؤخراً الاضطرابات المتأتية من تدهور الاقتصاد العالمي وارتفاع التضخم وأسعار الفائدة.
ويذكر أن زوكربيرغ أعلن العام الماضي أن شركته، التي غير اسمها من فيسبوك إلى ميتا Meta، وضعت رهاناً طويل المدى لبناء عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد يدعى ميتافيرس، وأنفقت عليه مليارات الدولارات، ما أدى إلى انخفاض أرباحها.
كما تلقت الشركة أيضاً ضربة في أعمالها الإعلانية بعد أن أجرت شركة Apple تغييرات في الخصوصية على نظام تشغيل أجهزتها المحمولة تحد من كمية البيانات التي يمكن أن يجمعها تطبيقا Facebook وInstagram عن مستخدميها.
نتيجة لذلك، سجلت ميتا Meta انخفاضات متتالية في الأرباح هذا العام، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ أكثر من عقد. ففي شباط (فبراير) الماضي، انخفض سهم ميتا Meta بنسبة 26% وانخفضت قيمته السوقية بأكثر من 230 مليار دولار فيما كان أكبر خسارة للشركة خلال يوم واحد. وفي آذار (مارس) الماضي، أبلغت الشركة موظفيها بأنها ستقلل أو تلغي الخدمات المجانية مثل الغسيل والتنظيف الجاف.
وفي مذكرة للموظفين يوم الخميس، كرر كبير مسؤولي المنتجات في Meta كريس كوكس مشاعر زوكربيرغ حين قال إن الشركة تمر بـ "أوقات خطيرة" وإن "الأوضاع الاقتصادية غير المواتية شرسة".
وجاء في المذكرة: "علينا تنفيذ العمل بصورة لا تشوبها شائبة في بيئة يتباطأ فيها النمو، ويجب ألا تتوقع الفرق تدفقات هائلة من المهندسين والميزانيات الجديدة. وعلينا أن نحدد الأولويات بشكل أكثر قسوة، والتفكير في قياس الأمور التي تترك أثراً وفهمها، والاستثمار في كفاءة وسرعة المطورين داخل الشركة، وتشغيل مديرين تنفيذيين أكفأ وأكثر مرونة وأكثر حزماً".
وبدت تعليقات زوكربيرغ في الاجتماع الداخلي وكأنها ناجمة عن إحباط، وفقاً لأحد الموظفين الذين شاهدوا مكالمة الفيديو. وبعد أن سأل أحدهم إذا كانت الإجازات المدفوعة ما تزال متاحة للموظفين في عام 2022، تردد زوكربيرغ في الإجابة مؤقتاً وفكر بصوت مسموع حول طريقة الإجابة على السؤال بشكل مناسب، بحسب الموظف، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه لم يُصرح له بالتحدث.
ثم أجاب زوكربيرغ بأن الشركة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة والعمل بجدية أكبر مما كانت عليه، وعلينا "زيادة الضغط" لتحقيق الأهداف والمقاييس الداخلية المستخدمة لتقييم أداء الموظفين. وقال إنه يتوقع درجة معينة من التغير من جانب الموظفين الذين لم يحققوا تلك الأهداف وأن بعضهم قد يترك الشركة نتيجة للوتيرة المكثفة.
لكن زوكربيرغ أشار إلى أنه لا يعارض إنفاق مبالغ كبيرة على مشاريع مهمة على المدى الطويل ولا يركز فقط على الأرباح. واستشهد بالجهود المبذولة لبناء عالم ميتافيرس metaverse باستخدام منتجات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على مدى السنوات العشر القادمة أو أكثر.
وأفاد مطّلعان على خطط الشركة، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، بأنه لا توجد خطط حالية لتسريح الموظفين.
نيويورك تايمز