مرصد ناسا يلتقط كسوفاً مذهلاً للشمس من الفضاء

يراقب مرصد ديناميكا الشمس التابع لوكالة ناسا الشمس على مدار أربع وعشرين ساعة كل يوم. وعلى الأقل أنه راقب الشمس على هذا المنوال خلال الأسبوع الماضي، عندما أدى انقطاع الطاقة الأرضية إلى توقف المرصد لبضعة أيام. مع ذلك، فقد أعيد تشغيله في 28 حزيران (يونيو)، في الوقت المناسب تماماً لرصد حركة القمر أثناء مروره بين المرصد والشمس في 29 حزيران (يونيو) ليشكل كسوفاً جزئياً أخّاذاً.

وفي ذروة الكسوف، غطى القمر 67٪ من سطح الشمس، وكانت "جباله تشع بفعل نيران الشمس"، كما وصفها موقع Spaceweather.com بأسلوب شاعري.

ورصد مرصد ديناميكا الشمس (SDO) الكسوف من موقعه الفريد في الفضاء، إذ لم يكن الكسوف مرئياً من الأرض. ومع ذلك، سوف نشهد كسوفاً في 25 تشرين الأول (أكتوبر) من المتوقع أن يًرى من معظم أنحاء أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط والأجزاء الغربية من آسيا. (لا تقلق عزيزي القارئ، سنخطرك بذلك عندما يحين الوقت).

ويدرس مرصد ديناميكا الشمس (SDO) حالياً الطريقة التي يؤثر بها النشاط الشمسي على مناخ الفضاء وكيف يسيّره، على سبيل المثال، كيف يمكن للانبعاث الكتلي الإكليلي أن يخلق عواصف شمسية على الأرض، وهو الذي يتسبب بظهور الشفق القطبي الجميل وانقطاع التيار الكهربائي في بعض الأحيان، علماً أن الانبعاث الكتلي الإكليلي هو نوع من التوهج الشمسي، وهو طرد ضخم للبلازما من الطبقة الخارجية للشمس، تسمى الهالة (أو الإكليل).

ولا يزال أمام الشمس ثلاث سنوات لتبلغ ذروة نشاط هذه الدورة الشمسية، التي يتوقع أن تصل الشمس إليها في تموز (يوليو) 2025. لكن هذه الدورة الشمسية الآن نشطة على غير العادة وفي وقت مبكر، ويحدث خلالها عدد قليل من التوهجات العنيفة والبقع الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، وحتى ظهور منطقة التفاعل المتناوب النادرة مؤخراً، ما يعني أننا حصلنا على بعض الصور الرائعة لمناخ الفضاء لنستمتع بها وكلنا أمل ألا ينقطع التيار الكهربائي بسببها.