التقط أقوى تلسكوب شمسي في العالم صورة مذهلة للشمس بعد تشغيل أحدث أجهزته، حيث تظهر مجموعة من البقع الشمسية على سطح الشمس، وهي علامات غالبا ما تشير إلى احتمال حدوث توهجات شمسية قوية وانبعاثات إكليلية جماعية.
اختبار المرشح الضوئي القابل للضبط (VTF)
صمم هذا الجهاز وتم بناؤه بواسطة معهد فيزياء الشمس (KIS) في فرايبورغ بألمانيا، وهو أكبر جهاز تصوير طيفي استقطابي في العالم يقوم الجهاز بالتقاط صور للشمس بأطوال موجية مختلفة، مما يتيح للعلماء مراقبة مجموعة متنوعة من الظواهر والعمليات على سطح الشمس، بحيث تعكس الأطوال الموجية المختلفة ألوانا متباينة، ويستخدم الجهاز ترتيبا خاصا من الألواح الزجاجية يعرف باسم الإيتالون لتمكين العلماء من تصفية الألوان المختلفة، تلتقط كاميرات الجهاز الثلاث مئات الصور في بضع ثوان ثم تدمج هذه الصور لإنشاء رؤية ثلاثية الأبعاد لهياكل الشمس.
التحضير للعمل العلمي الكامل
قام علماء المرصد الشمسي الوطني (NSO) التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية (NSF)، والمسؤول عن تشغيل التلسكوب، بمعايرة الجهاز وتنسيقه منذ تركيبه ومن المتوقع أن يبدأ العمل العلمي الكامل بحلول عام 2026، وصرح المرصد في بيان له: إن هذه الملاحظات الناجحة تؤكد الجودة والكفاءة الفريدة للجهاز، مما يمهد الطريق لاكتشافات مثيرة في فيزياء الشمس خلال العقود القادمة.
ومن جانبه قال الدكتور توماس كينتسشر الباحث الرئيسي المشارك في المعهد والمصمم البصري للجهاز:
بعد سنوات من العمل يعد هذا الجهاز نجاحا كبيرا بالنسبة لي، وآمل أن يصبح أداة قوية للعلماء للإجابة عن الأسئلة العالقة في فيزياء الشمس.
وأضاف الدكتور ماتياس شوبرت عالم مشروع الجهاز في المعهد: إن الإنجاز التكنولوجي لهذا الجهاز يجعل منه بمثابة قلب التلسكوب الشمسي، وهو ينبض أخيرا في موقعه الدائم.
دراسة الشمس لحماية كوكبنا
إن للشمس تأثيرا هائلا على كوكبنا فبالإضافة إلى إمداد الأرض بالضوء والدفء، مما سمح بظهور وتنوع هائل في الكائنات الحية، فإن لها تأثيرا قويا على كوكبنا بطرق متعددة، فالرياح الشمسية القوية تضرب غلافنا الجوي مسببة ظاهرة الشفق القطبي بينما يمكن للتوهجات الشمسية والانبعاثات الإكليلية أن تؤثر على شبكات الاتصالات على الأرض، وقد تتطور أحيانا إلى عواصف شمسية هائلة تعرف باسم أحداث كارينغتون، ويعرف تأثير الشمس على النظام الشمسي باسم الطقس الفضائي وفهمه بشكل أفضل لا يساعد العلماء فقط على استكشاف آلية عمل النجوم بشكل عام، بل أيضا على تحسين التنبؤ بالعواصف الشمسية التي قد تؤثر على حياتنا اليومية.
حيث قالت كاري بلاك مديرة البرامج في المرصد الشمسي الوطني: عندما تضرب العواصف الشمسية القوية الأرض، فإنها تؤثر على البنية التحتية الحيوية عبر العالم وفي الفضاء، لذا فإن الملاحظات عالية الدقة للشمس ضرورية لتحسين التنبؤ بهذه العواصف المدمرة.