منوعات

دراسة مهمة: ممارسة جميع التمارين الرياضية خلال العطلة الأسبوعية لا يضر بالصحة

7 تموز 2022 19:59

نعرف كثيراً عن التمارين الرياضية وآثارها الإيجابية على الصحة بفضل العلماء الذين يجمعون ويحللون كميات هائلة من البيانات.

ونعلم أيضاً أموراً مثل الوقت الأمثل من اليوم لممارسة الرياضة، وعدد المرات التي يجب أن تمارس فيها التمارين الرياضية، والشدة المستهدفة.

طبعاً، العديد من هذه الأمور مجرد توصيات ونصائح، لكنها تستند إلى بيانات مجمعة ومسجلة من آلاف المشاركين، وتبين نجاحها عند معظم الناس.

على سبيل المثال، قد تشير هذه النصائح إلى حقائق مشوقة ومفيدة، مثل مقدار التمارين المطلوبة للتعويض عن مضار الجلوس طوال اليوم، أو أفضل طريقة للحفاظ على الوزن، وكيف بإمكان تمرين واحد فقط أن يفيد الصحة.

تملك كل هذه الدراسات رؤى يمكننا التعلم منها ومحاولة تطبيقها في حياتنا. لكنك إذا كنت مثل معظم الناس، تتمثل إحدى أكبر المشاكل المتعلقة بالتمرينات أمامك بإيجاد الوقت لممارستها فعلياً خلال الأسبوع.

دراسة دولية جديدة

وفي دراسة دولية جديدة، حلل الباحثون بيانات صحية لأكثر من 350 ألف شخص في الولايات المتحدة، جُمعت من خلال بين عامي 1997 و2013.

وعبر الاطلاع على البيانات، واجه الفريقُ - بقيادة المؤلف الأول للورقة البحثية ماوريسيو دوس سانتوس، وهو باحث في فسيولوجيا التمارين الرياضية من الجامعة الفيدرالية في ساو باولو في البرازيل - سؤالاً واحداً أرادوا إجابة عنه.

ببسيط العبارة، وبشرط أن تقوم بتمارين بدنية كافية لتلبية المستويات الموصى بها كل أسبوع، هل يهم ممارسة التمارين في جلسة واحدة أم جلستين فقط (يسمى من يتبع هذا النظام بمحاربي العطلة الأسبوعية)، أم من الأفضل توزيع النشاط البدني على ثلاث جلسات منتظمة أو أكثر خلال الأسبوع؟

في الوقت الحالي، تنص إرشادات منظمة الصحة العالمية WHO لعام 2020 بشأن النشاط البدني والخمول على أنه يجب على البالغين ممارسة 150-300 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الشدة كل أسبوع، أو 75-150 دقيقة من التمارين الشديدة كل أسبوع (أو مزيج مكافئ بين هذا وذاك).

وفي حين نظرت الدراسات سابقاً في الفوائد الصحية لكونك من "محاربي العطلة الأسبوعية"، لا يزال من غير الواضح كيف أن القيام بجلسة أو جلستين فقط من التمارين أسبوعياً يقارن بالقيام بجلسات أكثر تواتراً من النشاط البدني، خاصة فيما يتعلق بتقليل مخاطر الوفاة.

الإجابة لدى دوس سانتوس وزملائه:

بعد مقارنة الأشخاص في فئة من قام بالمستوى الموصى به من النشاط البدني المعتدل إلى الشديد كل أسبوع، وجد الباحثون فرقاً بسيطاً جداً بين محاربي العطلة الأسبوعية والمشاركين الذين يمارسون الرياضة بشكل أكثر انتظاماً، من حيث تقليل مخاطر جميع الأسباب المؤدية إلى الوفاة، أو على وجه التحديد أمراض القلب والأوعية الدموية.

وأهم الاستنتاجات هي التأكد من الوصول إلى مستويات النشاط البدني الموصى بها كل أسبوع، بدل القلق بشأن عدد المرات أو الوقت الذي يجب أن تمارس فيه الرياضة.

وتوفي على مدار 10.4 سنوات (متوسط الفترة الزمنية التي شارك فيها المشاركون في الاستطلاع) نحو 22000 شخص من المشاركين في المسح الوطني للصحة في الولايات المتحدة. وكان الاحتمال الإحصائي للوفاة بين جميع المشاركين لأسباب مختلفة بشكل عام أقل بشكل ملحوظ إذا قاموا بالمستويات الموصى بها من النشاط البدني.

وأوضح الفريق أنه "مقارنة بالمشاركين غير النشطين بدنياً، كانت نسب الوفاة لجميع الأسباب 0.92 لمحاربي العطلة الأسبوعية و0.85 للمشاركين الذين يمارسون النشاط البدني بانتظام، في حين كانت نتائج الوفاة جراء أحد الأسباب متشابهة".

ولاحظ الباحثون بعض أوجه القصور في تحليلهم، بينها أن بيانات المسح الأولية جاءت من استبيانات أُبلغ عنها بصورة شخصية، وتميل إلى تضمين مستوى معين من الخطأ مقارنة بالقياسات الأكثر موضوعية.

والمبشر أن النتائج تتضمن هنا مجموعة كبيرة جرت مراقبتها على مدى فترة طويلة، ما يمنحنا قدراً كبيراً من الثقة في الإحصائيات المبلغ عنها.

في النهاية، تؤكد النتائج كثيراً مما نعرفه مسبقا، وهو أن التمارين الرياضية مفيدة لك وللكثيرين منا، والقيام بما يكفي من التمارين الرياضية يمكن أن يساعدنا على العيش لفترة أطول.

ويصح هذا حتى لو كنت تعاني من ضيق الوقت، طالما تخصص وقتاً في العطلة الأسبوعية لممارسة تمرين ملائم أو تمرينين.

ويوضح الباحثون: "هذه النتائج مهمة لمن لا تتاح له إلا فرص قليلة لممارسة النشاط البدني اليومي أو المنتظم خلال أيام العمل ضمن الأسبوع".

sciencealert