علوم

بعد تناول مئات أضعاف الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين (د) ستصاحبك أعراض التسمم لأشهر

8 تموز 2022 15:12

حذر الأطباء من أن تناول جرعة زائدة من فيتامين (د) لا يجوز أبداً، حتى إنه خطير للغاية، وذلك بعد أن أُدخل رجل في المملكة المتحدة إلى المستشفى نتيجة تناول ما يقرب من 400 ضعف الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين (د).

وفي حين أشارت دراسات كثيرة إلى فوائد المستويات الصحية لفيتامين (د) طوال فترة الجائحة، إلا أن "فرط تناول فيتامين (د)"، أو التسمم بفيتامين (د)، آخذ في الازدياد. ولا يجب الاستخفاف بذلك أبداً.

وكتب مؤلفو دراسة الحالة الجديدة في موقع BMJ Case Reports: "تتزايد حالات فرط تناول فيتامين (د) عالمياً، وهي حالة سريرية تتميز بارتفاع مستويات فيتامين (د3) في الدم".

وأضافوا: "نظراً لبطء دورانها (نصف عمر دورتها نحو الشهرين)، تظهر خلال هذه الفترة أعراض سمية فيتامين (د)، وقد تستمر لعدة أسابيع".

جرعات زائدة

وفي أحدث دراسة لهذه الحالة، درس الأطباء كهلاً في المملكة المتحدة نُقل إلى المستشفى بعد أن ذهب إلى طبيبه بسبب القيء المتكرر والغثيان وتشنجات الساق وطنين الأذن وآلام البطن وجفاف الفم وزيادة العطش والإسهال.

استمرت أعراضه لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، وكان قد فقد 12.7 كجم في الوقت الذي فُحص فيه.

وبدأت الأعراض بعد نحو شهر واحد من بدء هذا الرجل نظاماً مكثفاً من الفيتامينات بناءً على نصيحة أخصائي تغذية.

وكان المريض يبحث عن علاج إضافي بعد أن عانى سابقاً من مشاكل صحية متعددة، من ضمنها السل وتراكم السوائل في المخ والتهاب الجيوب الأنفية المزمن والتهاب السحايا الجرثومي وأورام الأذن الداخلية.

وبناءً على نصيحة أخصائي التغذية، بدأ بتناول أكثر من 20 نوعاً من المكملات الغذائية المتاحة من دون وصفة طبية والتي تحتوي على مزيج من الجزيئات الفعالة.

وفيما يلي القائمة اليومية للمكملات التي كان يتناولها:

- فيتامين (د) 150.000 وحدة دولية (الحاجة اليومية 400 وحدة دولية)

- فيتامين (ك) 2100 ميكروغرام (الحاجة اليومي 100-300 ميكروغرام)

- فيتامين (سي)

- فيتامين (ب9) (حمض الفوليك) 1000 ميكروغرام (الحاجة اليومية 400 ميكروغرام)

- فيتامين ب 2 (ريبوفلافين)

- فيتامين ب 6

- أوميغا-3 2000 مجم مرتين يومياً (الحاجة اليومية 200-500 مجم)

- ومزيج من الفيتامينات والمعادن والبروبيوتيك الأخرى إلى جانب مسحوق البوراكس وكلوريد الصوديوم.

وعندما بدأت أعراضه في الظهور، توقف عن تناول الخليط، لكن الأعراض استمرت.

وكشفت فحوصات الدم التي أجراها طبيبه أنه يعاني من مستويات عالية من الكالسيوم، والمعروفة باسم فرط كالسيوم الدم - وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة للجرعة الزائدة من فيتامين (د) - ومستويات المغنيسيوم مرتفعة قليلاً، ومستويات فيتامين (د) أكبر بسبع مرات عن الكمية المطلوبة.

كما كشفت الفحوصات أيضاً أن كليتيه لم تكن تعملان كما يجب (وهو أمر متوقع نظراً للتركيزات العالية للمعادن والفيتامينات التي كان يتناولها).

ودخل الرجل المستشفى لمدة ثمانية أيام، وعولج بالسوائل الوريدية لتنظيف جهاز الدوران، إلى جانب أدوية بيسفوسفونيت، وهي أدوية تساعد على خفض مستويات الكالسيوم في الدم، لكن حتى بعد شهرين من خروجه من المستشفى، ظلت مستويات فيتامين (د) مرتفعة.

نتائج ونصائح

وعليه، خلص الباحثون إلى أن "تقرير الحالة هذا يسلط الضوء على السمية المحتملة للمكملات التي تعتبر آمنة جداً إلا عندما يجري تناولها بكميات غير مأمونة أو في خليط غير آمن".

وكتب الباحثون أن من الممكن عادة الحصول على كميات فيتامين (د) الموصى بها من خلال اتباع نظام غذائي متنوع، ومن خلال التعرض لأشعة الشمس أيضاً.

لحسن الحظ، يعتبر التسمم بفيتامين (د) نادراً نسبياً. ولكن مع زيادة عدد الذين تناولوا المكملات في السنوات الأخيرة، وخاصة النساء والأطفال، حث المؤلفون الناس على أن يكونوا على دراية بالأعراض - التي تتنوع ولكنها تحدث في الغالب بسبب تراكم الكالسيوم الزائد في الدم.

ويمكن أن تشمل الأعراض النعاس والقيء والإمساك والقرحة الهضمية وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وأمراض العين الالتهابية وتيبس المفاصل ومشاكل الكلى.

ودعوا أيضاً إلى مزيد من الوعي بسوء استخدام المكملات التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي يمكن أن تتفاعل مع الأدوية التي تستلزم وصفة طبية، وقد تسبب الكثير من الضرر إذا جرى تناولها بصورة خاطئة.

sciencealert