الظروف القاسية التي يتحملها دب الماء
تنبع صلابة دب الماء من تكيفه مع بيئته، وهو أمر قد يبدو مفاجئاً، لأنه يعيش في أماكن تبدو مريحة، مثل أجمات الطحالب الباردة الرطبة التي تنتشر على جدران الحدائق. ونظراً لعيشه في مثل هذه المواطن، إلى جانب جسده القصير والبدين، يسمي بعض الناس دببة الماء بالخنانيص الطحلبية.
مقاومة دب الماء للجفاف
ولكن اتضح أن موطن دب الماء الرطب قد يجف عدة مرات كل عام. ويمثل هذا الجفاف كارثة كبيرة لدى معظم الكائنات الحية، إذ إنه يدمر الخلايا بالطرق نفسها التي يدمرها التجمد والفراغ والإشعاع.
إذ يؤدي الجفاف من جهة إلى مستويات عالية من البيروكسيدات وأنواع الأكسجين التفاعلية الأخرى. وتعمل هذه الجزيئات السامة على تقطيع الحمض النووي للخلية إلى أجزاء قصيرة - كما يفعل الإشعاع تماماً. كما يؤدي الجفاف أيضاً إلى تجعد أغشية الخلايا وتشققها. وقد يؤدي إلى فضّ البروتينات الدقيقة، ما يجعلها عديمة الفائدة. لكن دب الماء وضع استراتيجيات خاصة للتعامل مع هذه الأنواع من العوامل المؤذية.
أعلاه: عندما يجف دب الماء، تصنع خلاياه بروتينات طويلة ومتقاطعة (كما هو موضح) تعمل على حماية أغشية الخلايا وتحميها.
كيف لدب الماء أن يوصلنا إلى النجوم
ويمكن لمحاكاة دب الماء أن تساعد البشر يوماً ما في استعمار الفضاء الخارجي. كما يمكن هندسة محاصيل غذائية وخميرة وحشرات لإنتاج بروتينات دب الماء، ما يسمح لهذه الكائنات بالنمو بكفاءة أكبر على المركبات الفضائية حيث ترتفع مستويات الإشعاع مقارنة بالأرض.
ويذكر أن العلماء أدخلوا في وقت سابق جين "مانع الضرر" في الخلايا البشرية في المختبر، فنجت العديد من هذه الخلايا المعدلة من مستويات الأشعة السينية أو المواد الكيميائية البيروكسيدية التي تقتل الخلايا العادية. وعند إدخاله في نباتات التبغ - وهو نموذج تجريبي للمحاصيل الغذائية - بدا أن الجين يصون النباتات من التعرض لمادة كيميائية ضارة بالحمض النووي تسمى إثييل سلفونات الميثان (ethyl methanesulfonate). ونمت النباتات ذات الجين المضاف بسرعة أكبر من النباتات التي لا تمتلكه. كما أن النباتات التي تحتوي على هذا البروتين قت نسبة تلف الحمض النووي لديها عند تعرضه للأشعة فوق البنفسجية.
أعلاه: قد تتحمل بطيئات الخطو المجهرية البرودة الشديدة والجفاف والمستويات القصوى من الإشعاع بفضل التكيفات الجزيئية الفريدة.