موجة غضب واستغراب بعد تصريحات نائب وضابط لبناني سابق عن الكيان الإسرائيلي وحزب الله

أخبار لبنان

تصريحات النائب السابق وهبة قاطيشا دافع فيها عن الكيان الإسرائيلي وهاجم حزب الله تثير موجة غضب واسعة

19 تموز 2022 11:26

يشهد لبنان انقساما كبيرا تتموضع فيه القوى السياسية حول أجندات متباينة، إلا أن الثابت الوحيد الذي مازال قائما حتى اللحظة على الأقل، هو العداء الرسمي للكيان الإسرائيلي.

ورغم كل ما مر على هذا البلد من ويلات وحروب جلبها لهم هذا الكيان الذي احتل جيشه العاصمة بيروت في وقت من الأوقات، وبقي جنوبه تحت احتلال القوات الإسرائيلية زمنا طويلا، وما يزال يتربص للانقضاض عليه واستغلال أزمته لنهب ثرواته في البر والبحر، يخرج بعض اللبنانيين بأفكار تمجد هذا الجيش الذي نشأ على القتل والسلب والاحتلال، وتوجه سهامها نحو مقاومة وقفت بوجه هذا الكيان وأذلت جيشه، وحررت بدماء شبابها أرض لبنان، وتعهدت بحماية ثرواته.

فقد لاقت تصريحات النائب السابق في القوات اللبنانية، الجنرال المتقاعد في الجيش اللبناني وهبة قاطيشا، حول الكيان الإسرائيلي وجيشه، وعن حزب الله، استنكارا واسعا، عبر عنه اللبنانيون بتعليقات شنوا من خلالها هجومهم الممزوج بالاستغراب من هذا المنطق الذي اقترب فيه نائب لبناني سابق وضابط متقاعد في الجيش اللبناني من الرؤية الإسرائيلية لحد التماهي، وفاق بتحريضه كل وصف بالعمالة والخيانة.

حيث خرج النائب السابق وهبة قاطيشا ضمن حلقة في "إنترفيو أون" عبر موقع يوتيوب، بتصريحات خطيرة هاجم فيها حزب الله وبيئته، وحرض على المواجهة العسكرية بين الجيش اللبناني والحزب قبل انحلال الدولة التي لا يعتبرها موجودة وفق زعمه، وتضمن كلامه كيل المديح للكيان الإسرائيلي وجيشه.

وقال في المقابلة بأنه يتمنى أن تقع مواجهة عسكرية بين حزب الله والدولة اللبنانية والجيش اللبناني، ممهدا لفكرة نشوء إدارات ذاتية في المناطق اللبنانية بحجة رفضها لمشروع حزب الله وفق وصفه.

وعن تأكيد السيد حسن نصر الله بأن رسالة المسيرات التي أطلقتها المقاومة إلى حقل كاريش قد وصلت إلى العدو، وحديث الإعلام العبري عن خشية إسرائيلية من تصعيد عسكري، قال بأن "دولة إسرائيل" ورغم أنها عدوة إلا أن فيها حرية وديموقراطية، ساخرا من قوة حزب الله وزعم أن الحزب في إطلاقه المسيرات يحاول مقارنة نفسه مع الترسانة العسكرية الإسرائيلية التي تمتلك طائرات ودبابات وصواريخ وأيضا 75 قنبلة ذرية وفق تعبيره.

واستغرب قاطيشا في لهجة ملؤها الاستسلام و الضعف والهوان والإشادة بقوة العدو، سعي حزب الله لإنشاء التوازن مع قوة كبيرة كإسرائيل لا يمكن تلقي ضرباتها بحسب تعبيره.

وبرر في دفاع ومديح مستغرب، مخاوف إسرائيل من اندلاع حرب على الجبهة الشمالية رغم امتلاكها كل هذا القوة بالقول بأن هذه الدول في إشارة للكيان الإسرائيلي، "لا يحبون الحروب بل يحبون السلام والأمن والاستقرار"، فهم يخشون من المناوشات على الحدود الشمالية مثلا لأن لها تكلفة مالية، فالخشية من التصعيد لا تعني أنهم يتأثرون ويهتمون، بل يخافون فقط أن يخسروا مليار أو مليارين دولار لأجل حرب هم في غنى عنها.

ولفت قاصدا القوات الإسرائيلية إلى أن الإنسان الشجاع يكره الحرب لكنه شجاع بالحرب والمعارك، إلا أن الحرب لا يحبها أحد.

ولم يكتف بمهاجمة حزب الله ومدح العدو وقواته بل هاجم بيئة الحزب ومنهجه الديني مركزا حتى على اللباس الذي ترتديه المرأة، دون التفات إلى حرية المعتقد، رغم أن حزب الله لم ينتقد يوما لباس شركائه في الوطن ولم يفرض معتقداته على أحد.

وردا على هذه التصريحات استغرب أحد اللبنانيين في تغريدة على تويتر تصريحات النائب وهبة قاطيشا ومنطقه العلني متهما إياه بتجاوز عملاء إسرائيل في لبنان، وتساءل عن جدية الطلب من حزب الله تسليم سلاحه إلى هذه الدولة التي يوجد فيها هؤلاء ممن سماهم بالصهاينة.

واعتبر آخر بأن ما قاله قاطيشا يعبر عن خياله الواسع، مستغربا تصريحه بأن هذا الكيان الإسرائيلي لا يحب الحرب وكل تاريخه قائم على الحروب، وفسر هذه التصريحات بأن الإسرائيليين مرعوبين من الحرب وطلبوا من وهبة قاطيشا أن يتحدث بأي كذبة يمكن أن ترفع من شأنهم.

وتساءل أحدهم عن سبب عدم تحرك القضاء والقوى الأمنية المختصة، مشيرا إلى أن العمالة أصبحت وجهة نظر.

وخاطب متابع النائب وهبة قاطيشا بالقول: "شلحت ثياب الكرامة ولبست ثياب الذل"، فيما أطلق الكثيرون في تعليقاتهم على قاطيشا وأمثاله وصف المتصهين، ويهود الداخل، وبأنه خائن البدلة العسكرية، وذكره آخرون بمجازر الاحتلال الإسرائيلي وحروبه التي شن منذ تأسيسه على أرض فلسطين.