عالم الحيوان

دراسة تقدم أملاً لحماية الأنواع المهددة بالانقراض

24 تموز 2022 14:15

يشير باحثون إلى أن نتائج دراسة جديدة تبحث في كيفية إصابة الطيور برهاب الأشياء الجديدة قد تؤدي دوراً هاماً في إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض. ودرس البحث، الذي نُشر في مجلة "رويال ساينس أوبن سوسايتي"، سلوك طائر نادر يسمى بالي مينا [Bali myna]، والذي باتت أعداده أقل من 50 طيراً يعيش في البرية.

استراتيجيات جديدة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض

قاد الدراسة د. راشيل ميلر من جامعة أنجليا روسكين، إلى جانب زملاء من جامعة كامبريدج وجامعة سنغافورة الوطنية، وفحصت الدراسة كيف استجاب 22 طائراً من طيور بالي مينا لوجود أشياء وأنواع جديدة من الطعام، بالإضافة إلى مدى حسن تعاملها مع مهام بسيطة لحل المشكلات.

ويرى الباحثون أن جمع هذا النوع من البيانات السلوكية قد يساعد في وضع استراتيجيات حماية جديدة، إذ تعد المرونة السلوكية أمراً ضرورياً لتكيف الحيوان وبقائه على قيد الحياة، ولذا فإن التدريب المسبق وتحديد طيور معينة قبل تحريرها قد يساعد في إعادة الأنواع المهددة بالانقراض، مثل بالي مينا، إلى البرية بنجاح.

أجريت الدراسة على مدار ستة أسابيع، ووجد الباحثون عموماً أن الطيور ترددت كثيراً في لمس الطعام المألوف عند وجود عنصر جديد فيه أو بجانبه.

وكان عمر الطير عاملاً رئيسياً في السلوك المعروض، إذ تبين أن الرهاب لدى الطيور البالغة أكبر من الطيور الفتية. واكتشف الباحثون أيضاً أن الطيور التي تلمس الطعام المألوف سريعاً الموضوع بجانب كائن جديد كانت الأسرع أيضاً في حل المشكلات.

علاج رهاب الأشياء الجديدة لدى الأنواع المهددة بالانقراض

وتشكل هذه الدراسة الجديدة جزءاً من مشروع أكبر بقيادة د. ميلر يهدف إلى الجمع بين حس الإدراك لدى الطيور وبحوث سلوكها وبين إجراءات الحماية المطلوبة لمساعدة الأنواع المهددة. قالت ميلر: "قد يكون رهاب الأشياء الجديد مفيداً لأنه قد يساعد الطيور في تجنب الأخطار غير المألوفة، ولكنه قد يؤثر أيضاً في تكيفها مع البيئات الجديدة، من خلال الإحجام المتزايد عن تناول الأطعمة الجديدة مثلاً.

وأضافت: "إن فهم المرونة السلوكية، وتحديداً كيفية استجابة الأنواع والأفراد داخل تلك الأنواع للأشياء الجديدة والتعامل مع المشكلات الجديدة، أمر حيوي للحفاظ على النوع، لا سيما مع تزايد تحضر العالم. لذا تحتاج العديد من الأنواع إلى التكيف مع التغيرات البيئية التي يولدها الإنسان".

ولفتت إلى أن الفريق اختار "طائر بالي مينا لهذه الدراسة على وجه التحديد لأنه موشك على الانقراض، إذ إن أعداده أقل من 50 طيراً بالغاً تعيش في البرية في إندونيسيا، ولكن هناك برنامج لاستيلاد الحيوانات الأسيرة لنحو 1000 طائر في حدائق الحيوان حول العالم.

وتابعت: "وكجزء من عملية الحفاظ على طائر مينا بالي، يجب إطلاق سراح الطيور باستمرار لمحاولة زيادة أعداد الحيوانات البرية الصغيرة. ولدينا اليوم بيانات عن المرونة السلوكية لهذه الطيور، وهذا قد يساعد في معرفة الطيور الأنسب لإعادة توطينها في البرية. وحددت دراستنا بالفعل أن إطلاق سراح طيور بالي مينا الصغيرة قد يكون أكثر نجاحاً من إطلاق الطيور البالغة، على الأقل من حيث القدرة على التكيف مع البيئات الجديدة".

وأوضحت ميلر أن البيانات "قد تساعد أيضاً في تطوير عملية التدريب قبل التحرير، حيث تتعلم الطيور الأسيرة زيادة استجابات الخوف للفخاخ أو الأناس، إذا وضعت في المناطق التي يحدث فيها الصيد الجائر، أو لتقليل رهاب الأشياء الجديدة من خلال التعرض لمصادر طعام آمنة غير مألوفة في المناطق ذات الموارد المنخفضة. ونأمل أن تساعد النتائج الإجمالية للمشروع طيور بالي مينا إلى جانب العديد من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض".

eurekalert