علوم

دماء الدببة السوداء تحتوي على عامل يقي عضلات الإنسان من الضمور

24 تموز 2022 15:42

ثمة أمر غريب في دماء الدببة السوداء يسمح لها بالسبات لمدة سبعة أشهر في السنة مع الحفاظ على لياقتها وصحتها، وظلّت ماهية هذا الشيء غامضة في نظر العلماء، إلى أن ظهرت دراسة جديدة ساعدت في الاقتراب من كشف اللغز.

إذا حاولنا نحن البشر النوم في سبات طويل مثل الدب الأسود، ستبدأ عضلاتنا في الهزال وينخفض نشاطنا البدني بدرجة كبيرة. ولكن عندما يخرج الدب من جحره في بداية الربيع، فإنه يخرج بجسم قوي خال من الدهون.

دماء الدببة تقي من العضلات البشرية من الضمور

ويحافظ الدب على كتلة عضلاته وقوتها إلى حد كبير منذ العام السابق، على الرغم من قلة الحركة أو انعدامها، ومن دون الشرب أو الأكل أو التبرز أو التبول.

وحاول العلماء لسنوات معرفة طريقة عمل هذه القوة المدهشة، وتشير دراسة جديدة إلى أن المواد المنحلة في دماء الدب هي المفتاح، ويمكنها منع ضمور العضلات لدى البشر.

قد يبدو هذا جنوناً في البداية، ولكن عندما أخذ باحثون في اليابان مصلاً من دم سبعة دببة في فترة السبات، وأضافوه مباشرة إلى مزارع الأنسجة المكونة من خلايا عضلات بشرية، لاحظوا زيادة في محتوى البروتين في الخلايا في غضون 24 ساعة.

في الوقت نفسه، انخفض إنتاج البروتين التنظيمي الذي يؤدي دوراً مهماً في التخلص من العضلات غير المستخدمة.

لكن لم تظهر هذه التغييرات الخلوية إلا عند إضافة دم الدببة في فترة السبات. وعندما أخذ الدم من الدببة السوداء النشطة في الصيف، لم يوقف المصل العملية الطبيعية لتدهور البروتين في خلايا العضلات البشرية.

إعادة تأهيل البشر المصابين بالضمور العضلي

وخلص عالم الفسيولوجيا ميتسونوري ميازاكي من جامعة هيروشيما إلى أن "بعض العوامل الموجودة في مصل دم الدب عند السبات قد تنظم عملية التمثيل الغذائي للبروتين في خلايا العضلات البشرية المستنبتة، وتساهم في الحفاظ على الكتلة العضلية. لكن هذا العامل لم يُحدد بعد".

أجريت دراسات مماثلة على مصل الدب الأسود في الماضي، لكن لم ينجح أي منها في تحديد "العامل" الدقيق الكامن وراء هذه القدرة المذهلة. ففي عام 2018، أنتج مصل دماء الدببة عند السبات انخفاضاً في معدل دوران البروتين في الأنسجة العضلية البشرية. كما ظهر تأثير مماثل في أنسجة العضلات لدى الفئران.

وفي الوقت الحالي، هذا كل ما نعرفه، لكن ميازاكي مصمم على مواصلة البحث عن إجابات "من خلال تحديد هذا العامل في مصل دماء الدب عند السبات وتوضيح الآلية غير المكتشفة وراء العضلات التي لا تضعف حتى بدون استخدامها لدى الحيوانات التي تمارس السبات الشتوي، ومن الممكن تطوير استراتيجيات إعادة تأهيل فعالة لدى البشر ووقايتهم من أن يصبحوا طريحي الفراش في المستقبل".

sciencealert