النشاء المقاوم يقي من بعض أنواع السرطان

علوم

النشا المقاوم يقلل من خطر الإصابة بالسرطان وراثياً بنسبة 60٪

27 تموز 2022 16:42

وجدت تجربة امتدت لأكثر من 20 عاماً وضمت نحو 1000 مشارك في جميع أنحاء العالم نتيجة مهمة، تتمثل في تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان بأكثر من 60% عند الذين تكون فرصة إصابتهم أكبر، وذلك عن طريق إضافة أحد المكملات غذائية لأنظمتهم الغذائية.

وكانت النتائج مقنعة للغاية في خفض مخاطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي العلوي على وجه التحديد، حتى إن الباحثين يتطلعون الآن إلى تكرارها لضمان ألا يفوتهم شيء.

وصرح الباحث الرئيسي وخبير التغذية جون ماذرز من جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة بالقول: "وجدنا أن النشا المقاوم يقلل من مجموعة من أنواع السرطان بأكثر من 60 في المائة. وكان التأثير أكثر وضوحاً في الجزء العلوي من الأمعاء". علماً أن سرطان الجهاز الهضمي العلوي تشمل سرطانات المريء والمعدة والبنكرياس.

وأضاف تيم بيشوب، أحد الباحثين، وهو عالم في الأمراض الجينية من جامعة ليدز: "النتائج مثيرة، لكن حجم التأثير الوقائي في الجهاز الهضمي العلوي كان غير متوقع، لذا يلزم إجراء مزيد من البحث لتكرار هذه النتائج".

النشا المقاوم

النشا المقاوم هو نوع من النشا يمر عبر الأمعاء الدقيقة ثم يتخمر في الأمعاء الغليظة، حيث يغذي بكتيريا الأمعاء المفيدة. ويمكن شراؤه كمكمل غذائي يشبه الألياف، وهو موجود بصورة طبيعية في مجموعة من الأطعمة، مثل الموز الأخضر قليلاً والشوفان والمعكرونة المطبوخة والمبردة والأرز والبازلاء والفول.

متلازمة لينش

وأجريت التجربة بين عامي 1999 و2005، وضمت 918 شخصاً يعانون من حالة تعرف باسم متلازمة لينش، وهي إحدى أكثر الاستعدادات الجينية المعروفة شيوعاً للإصابة بالسرطان، حيث يقدر أن واحداً من كل 300 شخص يحمل الجين المرتبط بها.

ومن يرث جين متلازمة لينش يزيد خطر إصابته بسرطان القولون والمستقيم بشكل كبير، وكذلك سرطان المعدة وبطانة الرحم والمبيض والبنكرياس والبروستات والمسالك البولية والكلى والقناة الصفراوية والأمعاء الدقيقة وسرطان الدماغ.

كيف يقلل النشا المقاوم من خطر الإصابة بالسرطان

ولمعرفة طريقة تقليل النشا المقاوم هذا الخطر، قسم المشاركون عشوائياً إلى مجموعتين، مع إعطاء 463 منهم من دون أن يعلموا جرعة يومية قدرها 30 غراماً من النشا المقاوم على شكل مسحوق لمدة عامين.

وتناول 455 شخصاً آخر بصورة يومية دواءً وهمياً يشبه مسحوق النشا ولكن لا يحتوي على مكونات فعالة. وراقب الباحثون المجموعتين بعد 10 سنوات.

في فترة المتابعة، نشأت 5 حالات جديدة فقط من سرطانات الجهاز الهضمي العلوي من بين 463 شخصاً تناولوا النشا المقاوم، بالمقارنة مع 21 حالة بين 455 شخصاً في مجموعة الدواء الوهمي - وهو انخفاض ملحوظ جداً.

الأسبرين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

ومع ذلك، لم يُحدث النشا المقاوم فرقاً كبيراً في معدل الإصابة بسرطان الأمعاء. لذا يجب بذل مزيد من العمل لمعرفة ما يحدث هنا بالضبط.

قال ماذرز: "نظن أن النشا المقاوم قد يقلل من تطور السرطان عن طريق تغيير التمثيل الغذائي البكتيري للأحماض الصفراوية وتقليل تلك الأنواع من الأحماض الصفراوية التي قد تدمر الحمض النووي لدينا وتسبب السرطان في النهاية... لكن هذا يحتاج إلى مزيد من البحث".

وفي حين أن النشا المقاوم لم يبد أثراً في معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لا، لا داعي للقلق، فقد قدمت الدراسة أخبار سارة على هذا الصعيد أيضاً.

نظرت التجربة أيضاً في احتمال أن يقلل تناول الأسبرين يومياً من خطر الإصابة بالسرطان. وفي عام 2020، نشر الفريق نتائج تظهر أن الأسبرين يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة لدى مرضى متلازمة لينش بنسبة 50%.

وقال عالم الوراثة بجامعة نيوكاسل جون بيرنز الذي أدار التجربة مع ماذرز: "إن المصابين بمتلازمة لينش معرضون لخطر كبير لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، لذا فإن اكتشاف أن بإمكان الأسبرين أن يقلل من خطر الإصابة بسرطانات الأمعاء الغليظة، وأن بإمكان النشا المقاوم أن يقلل من خطر الإصابة بأنواع السرطان الأخرى إلى النصف هو أمر بالغ الأهمية".

وأضاف: "بناءً على تجربتنا، يوصي المعهد الوطني البريطاني لتحسين الرعاية الصحية الآن المعرضينَ ورائياً للإصابة بالسرطان بتناول الأسبرين، فالفوائد واضحة - في الأسبرين والنشا المقاوم".

Cancer Prevention Research