مخطط مناخ يكشف عن ارتباط ثوران البراكين النشطة بالأمطار الغزيرة الناجمة عن الاحتباس الحراري

الأمطار الغزيرة تتسبب بثوران البراكين

وأظهرت الأبحاث السابقة أن أحداث هطول الأمطار، لا سيما الغزيرة منها، قد تؤدي إلى خلق ظروف خطيرة حول البراكين النشطة أو بالقرب منها، إذ قد تتسرب مياه الأمطار إلى فوهة البركان وتؤدي إلى تكوين بخار يُراكم الضغط حتى يحدث ينفجر. كما بإمكان مياه الأمطار أيضاً أن تجعل الأرض المحيطة بالفوهة غير مستقرة فتتسبب بانهيارات وحلية.

ولاحظ الباحثان في هذا البحث الجديد أن الأبحاث السابقة أشارت إلى احتمال أن يتسبب الاحتباس الحراري بمزيد من أحداث الأمطار الغزيرة حول العالم، وتساءلا عن إمكانية حدوثها فوق البراكين النشطة أو بالقرب منها. وأشارا إلى أن هذه الأحداث تمثل تهديداً آخر من تهديدات الاحتباس الحراري، تهديدٌ لم يتعامل البشر معه بعد.

سيناريوهات التنبؤ بأحداث الأمطار الغزيرة

ولمعرفة إمكانية أن تتأثر البراكين النشطة بالزيادة في أحداث هطول الأمطار الغزيرة في المستقبل، رسم الباحثان أولاً خريطة لجميع البراكين النشطة المعروفة. ثم أعدا مخطط مناخ قياسي استخدماه في التنبؤ بتغيرات الطقس في السنوات القادمة، وحددا بدقة مواقع حصول الزيادات في أحداث هطول الأمطار الغزيرة في المستقبل. ومن ثمَّ قارنا خرائط البراكين بالمواقع التي حددها المخطط.

ثم أعد الباحثان مخططاً يخضع لتسعة سيناريوهات تقابل تقديرات مختلفة لدرجة الحرارة وانبعاثات الغازات الدفيئة. وأظهر المخطط في أسوأ السيناريوهات مزيداً من أحداث هطول الأمطار الغزيرة تحصل في أكثر من 716 بركاناً نشطاً، معظمها يقع في منطقة الحزام الناري سيئة السمعة، وفي الصدع الأفريقي والعديد من سلاسل الجزر في المحيط المتجمد الجنوبي والمحيط الهادئ. وكان الرقم بحسب السيناريو المتوسط الخطورة 506 بركاناً نشطاً. وأشارا أيضاً إلى أن نحو 100 بركان سيشهد عدداً أقل من هذه الأحداث.

واقترح الباحثان على المسؤولين في المناطق المحتمل تأثرها، وفقاً للنتائج التي توصلا إليها، ضرورة أن يأخذوا في الاعتبار الزيادة المحتملة في الأحداث الخطرة ضمن نطاق سلطاتهم.