التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة يساعد في تكوين الدماغ لمسارات عصبية جديدة

علوم

التحفيز بالضوضاء العشوائية قد يساعد الناس على التعلم بصورة أفضل

8 أيلول 2022 10:25

بم تكسر الصمت أثناء العمل أو الدراسة؟ أهو البودكاست أم موسيقى من نوع ما أم أنك تفضل الصمت التام؟ تشير الدلائل إلى أن أنواعاً معينة من الموسيقى قد تفيد عملية التعلم أو تعيقها.

لكن لربما نجد طريقة أفضل في المستقبل، إذ أكدت دراسة جديدة استعرضت أبحاثاً سابقة أن الضوضاء العشوائية المصطنعة تساعد الدماغ على التعلم بصورة أفضل.

الضوضاء العشوائية تزيد مرونة الدماغ

يظن باحثون أن الضوضاء العشوائية تفيد عملية التعلم عن طريق زيادة مرونة الدماغ، أو القدرة على اكتساب معلومات جديدة – إذ تساعد الدماغ بشكل أساسي في تكوين مسارات واتصالات جديدة. ونتحدث هنا تحديداً عن تقنية جديدة نسبياً تسمى التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة..

ويتضمن التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة وضع أقطاب كهربائية على فروة رأس الشخص، وتمرير تيارات كهربائية ضعيفة عبر أجزاء معينة من الدماغ.

وأكد طبيب الأعصاب أونو فان دير غروين، من جامعة إديث كوان في أستراليا أن "التأثير في عملية التعلم واعد، إذ باستطاعة هذه التقنية تسريع التعلم ومساعدة من يعاني من اختلالات عصبية".

وأضاف: "لذلك بإمكان من يعاني من صعوبات في التعلم استخدامها لتحسين معدل التعلم، على سبيل المثال لا الحصر. كما جُربت التقنية على من يعاني من عجز بصري، مثل العجز البصري الناجم عن سكتة دماغية وإصابات الدماغ الرضحية".

الضوضاء العشوائية تعزز الإدراك البصري

لا تتضمن الورقة المنشورة حديثاً أي بحث جديد ولكنها تلخص مجموعة من الدراسات السابقة حول التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة. وبشكل عام، قد يؤدي إضافة تحفيز الدماغ خلال فترات الدراسة إلى تحسين التعلم والمساعدة في الانتباه بعد العلاج أيضاً.

واستناداً إلى الأبحاث السابقة، قد يكون للتحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة تأثيران: تأثير "شديد" يُحسِّن التعلم أثناء استعمال التقنية، وتأثير مُنظِّم طويل الأمد حيث يمكن تحسين الأداء الإدراكي في المستقبل، حتى بعد توقف استخدام التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة.

وأفاد الباحثون بأن الدراسات أظهرت أن التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة قد يعزز الإدراك البصري، ويساعدنا على تعلم معلومات جديدة بشكل أكثر كفاءة، وتحسين قدرتنا على التركيز. ويفيد أيضاً في المناطق التي قد يتضرر فيها الدماغ أو يتعافى من التلف فيها.

لكن تشير المراجعة أيضاً إلى أن التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة ليست أداة تعمل في جميع الحالات، ولا يمكنها مواصلة رفع مستوى أدمغتنا إلى أجلٍ غير مسمى.

ففي بعض السيناريوهات وبعض الفئات العمرية، لا يبدو أن تطبيق الضوضاء الكهربائية يؤثر على الدماغ على الإطلاق.

أداة التحفيز بالضوضاء العشوائية قد تتاح للاستخدام في المنزل

قال فان دير غروين: "حاول باحثون في دراسة حالة إفرادية تعزيز المهارات الرياضية لدى عالم رياضيات نابغة. ولم يكن لذلك تأثير كبير في أدائه، ربما لأن أداءه هو الأفضل في هذا الميدان"، مضيفاً: "ولكن يمكن استخدامها إذا كنت تتعلم شيئاً جديداً".

وعلى الرغم من كل هذه التجارب السابقة، تبقى الآليات الدقيقة التي تعمل داخل الدماغ أثناء التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة غير واضحة.

ويظن الباحثون أن الضوضاء قد تساعد بعض الخلايا العصبية على التزامن بصورة أفضل، أو قد تؤثر على مستويات ناقل عصبي رئيسي يسمى حمض غاما أمينوبوتيريك - على الرغم من أن أحداً لم يتيقن من ذلك بعد.

والواضح من مراجعة هذه الدراسة هو أن هذا التحفيز العشوائي قد يكون له بعض التأثيرات الإيجابية فيما يتعلق بالتعلم لدى بعض الأشخاص، على الأقل لبعض الوقت. وهذا يعني أن البحوث المستقبلية تحمل إمكانات كثيرة.

ولدى التحفيز بالضوضاء العشوائية عبر الجمجمة ميزة أخرى، هي أنه لا يحتاج بالضرورة إلى إعداد معمل معقد للعمل، إذ قال الباحثون إنه في المستقبل، قد يكون من الممكن تطوير عدّة بإمكان الناس استخدامها بأنفسهم من دون أي مساعدة.

وقال فان دير غروين: "المفهوم بسيط نسبياً، فالجهاز يشبه البطارية: يمتد التيار من موجب إلى سالب، لكنه يمر عبر رأسك أيضاً"، وأضاف: "نعمل على دراسة إرسال المعدات إلى الناس، لينفذوا الأمر برمته بأنفسهم عن بعد. لذلك من السهل جداً استخدامها في هذا المجال".

Neuroscience & Biobehavioral Reviews