مومياء ماربوغ التي كشف التصوير المقطعي الثلاثي الأبعاد عن وحشية القتل الذي تعرضت له

منوعات

تشريح مقطعي ثلاثي الأبعاد لمومياوتين في أمريكا الجنوبية يكشف القتل الهمجي الذي تعرضتا له

9 أيلول 2022 11:17

نسمع كثيراً عن جرائم ما زال التحقيق فيها معلقاً إلى حين اكتشاف دليل جديد، وبعض الجرائم تطوى في صفحات التاريخ، وهذا حال مومياوتين في أمريكا الجنوبية قُتلت منذ 740 و1120 عاماً. وبالرغم من أن أسباب وفاتهم قد لا تهم أحفادهم الآن، إلا أنها تشكل في نظر العلماء المحققين تحدياً مثيراً ومشوقاً.

وفي دراسة جديدة نُشرت في موقع "Frontiers In Medicine"، تمكن الباحثون من إجراء تشريح مقطعي ثلاثي الأبعاد على بقايا المومياوتين، وقد تذهلك التفاصيل الباقية بعد أكثر من 1000 عام.

المومياوتان تعرضتا لإصابات قاتلة

وعثر باحثون في دراسة حديثة أخرى على إصابات ناجمة عن عنف لدى 21% من الذكور ضمن عينة من بقايا تعود إلى الحقبة التي تسبق حقبة كريستوفر كولومبوس، لذلك ليس مستغرباً العثور على دليل مماثل لدى هاتين العينتين الجديدتين الأقدم عمراً.

أولها مومياء ماربورغ، التي تنحدر من مجتمع صيادي أسماك في حضارة أريكا التي سكنت فيما يعرف الآن بتشيلي.

والأخرى، مومياء ديليمونت (التي عثر عليها بجانب أنثى)، التي جاءت من إقليم أريكويبا في بيرو اليوم، ودُفنت بطريقة غير عادية في ذلك الوقت، إذ كان الوجه لأعلى.

التصوير المقطعي يبين العنف الذي تعرضت له المومياوتان

وأجرى الباحثون في الدراسة الجديدة للمومياوتين تصويراً مقطعياً ثلاثي الأبعاد لفحص البقايا والبحث عن علامات الرضوض الناجمة عن التعرض للعنف، ووجدوا أن هذين الذكرين ماتا نتيجة تعرضهما لعنف شديد ومتعمد.

ويظن الباحثون أن مومياء ماربورغ قُتلت بإحدى طريقتين، الأولى: "ضرب أحد المعتدين الضحية بقوة كبيرة على رأسه، وطعن معتدٍ ثانٍ الضحية (التي كانت لا تزال واقفة أو راكعة) في ظهره". والثانية: "ضرب المعتدي الذي كان يقف على يمين الضحية، أو ربما معتدٍ آخر، رأس الضحية ثم استدار نحو ظهره وطعنه".

ولم تكن مومياء ديليمونت أحسن حظاً، إذ أظهرت جثة الذكر "إصابة كبيرة في فقرات العنق، وربما هي التي أدت إلى الوفاة، إذ إن خلع فقرات العنق مميت بحد ذاته، ولربما توفيت الضحية على الفور". وهذه نهاية سيئة، ولكن ربما كانت سريعة ورحيمة في ذلك الزمان، وهي التي مكنت العلماء من إجراء تحقيق بطرق لم تكن متاحة في العينات القديمة المماثلة.

وقال الدكتور أندرياس جي نيرليش، الأستاذ في قسم علم الأمراض في عيادة ميونيخ بوغنهاوزن في ألمانيا وأحد مؤلفي الورقة البحثية، في بيان: "نرى هنا إصابة قاتلة لدى اثنتين من ثلاث مومياوات في أمريكا الجنوبية، تأكدنا منها باستخدام التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد. ولم يكن ممكناً اكتشاف أنواع الإصابات التي وجدناها لو كانت هذه البقايا البشرية مجرد هياكل عظمية".

وخلص نيرليش إلى أن "دراسة الجثث المحنطة للإنسان قد تكشف عن معدل إصابات أعلى بكثير، وخاصة الإصابات المتعمدة، مقارنة بدراسة الهياكل العظمية. وقد نجري تحقيقاً مماثلاً على عشرات المومياوات في أمريكا الجنوبية".

Frontiers In Medicine