خريطة غوف قد تثبت وجود أرض كانترر غويلد التي ورد ذكرها في الأساطير الويلزية (مصدر الصورة: ويكيبيديا)

منوعات

خريطة من العصور الوسطى لبريطانيا قد تكشف عن أدلة على وجود جزيرتين مفقودتين ذكرتا في الأساطير الويلزية

11 أيلول 2022 09:57

توصلت دراسة جديدة إلى أن خريطة "غوف" الباهتة لبريطانيا التي تعود للقرون الوسطى قد تكشف عن أدلة على جزر "ضائعة منذ زمن طويل" ذكرت في الأساطير الويلزية بالتفصيل.

اكتشف الباحثون الجزر "المفقودة" بعد تحليل خريطة "غوف" [Gough map] التي يبلغ عمرها 650 عاماً، والموجودة الآن في مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد. وتُظهر الخريطة في المنطقة المعروفة الآن باسم خليج كارديغان، في ويلز، جزيرتين لم تعودا موجودتين، تبعاً لما كتبه الباحثان المشاركان سيمون هاسليت وديفيز ويليس في دراسة نُشرت في عدد حزيران (يونيو) من مجلة Atlantic Geoscience.

الخريطة قد تكون دليلاً على أرض كانترر غويلد الأسطورية

ويحتمل أن تكون الجزيرتان وجدتا في القرن الرابع عشر، عندما رسمت الخريطة، ومثلتا بقايا أرض أكبر بكثير تُعرف في الميثولوجيا الويلزية باسم كانترر غويلود "Cantre'r Gwaelod" (أو Maes Gwyddno). وكتب الباحثون في الدراسة أن المحيط ابتلع هذه الأرض في النهاية بفعل التعرية على مدى قرون، وفقاً للأساطير.

وفي حين يظن بعض الباحثين أن خريطة Gough قد تكون دليلاً قوياً على وجود هاتين الجزيرتين الأسطوريتين، لا يتفق الجميع مع نتائج الفريق.

وتبعاً للأساطير الويلزية، كان يحكم أرض كانترر غويلود الغارقة حاكم اسمه غويلود قبل أن يبتلعها المحيط.

وقال الأستاذ سيمون هاسليت من جامعة سوانسي في ويلز والأستاذ ديفيز ويليس من جامعة أوكسفورد في الورقة البحثية: "في التقاليد والعادات الحديثة [منذ قرون قليلة خلت]، قُدّم غويلود على أنه حاكم كانترر غويلود، ونجم الفيضان عن إهمال حارس البوابة السكران".

دلائل أخرى على وجود الجزيرتين الأسطوريتين

وحقق الباحثان أيضاً في مصادر قديمة أخرى بحثاً عن إشارة إلى كانترر غويلود، ووجدا أن الكاتب القديم بطليموس (الذي عاش منذ العام 100 إلى العام 170 ميلادي في مصر الرومانية) كتب إحداثيات في كتابه "Geographia" تشير إلى أن ساحل خليج كارديغان كان أبعد مما هو موجود الآن باتجاه الغرب. ويشير وصف بطليموس في جوهره إلى أن ساحل ويلز تآكل بشكل كبير على مدى آلاف السنين.

وقال هاسليت في رسالة عبر البريد الإلكتروني لموقع لايف ساينس: "قدم بطليموس موقعاً إحداثياً يشير إلى أن مصب نهر استويث يقع أبعد غرباً مما هو عليه اليوم، وإذا كان هذا صحيحاً، فقد يتوقع المرء أن النهر قد تدفق عبر أرض تقع إلى الغرب من الخط الساحلي الحالي".

ولاحظ الفريق أيضاً أن تآكل الخط الساحلي لخليج كارديغان مستمر اليوم، إذ أصبحت رواسب الشاطئ ناعمة بدرجة كافية تمكن المحيط من ابتلاعها تدريجياً.

وأشار الراهب البريطاني جيلداس في القرن السادس الميلادي إلى البحر القاسي في خطبته باللاتينية بعنوان "في الخراب وغزو بريطانيا". وصف جيلداس في هذه العظة كيف حوصر الناس الذين يعيشون بالقرب من خليج كارديغان بين بحر هائج وقوة غازية.

وكتب جيلداس، واصفاً محنة الذين علقوا وسط الصراع: "يدفعنا البرابرة نحو البحر، ويلفظنا البحر مجدداً نحو البرابرة، وما بقي أمامنا إلا طريقان نحو الموت، فإما نذبح وإما نغرق". وقال هاسليت وويليس إن هذه الكتابة قد تسجل زمناً أدت فيه كارثة طبيعية، مثل موج عارم أو تسونامي، إلى تفاقم مشكلة التعرية، وتسببت في غمر مساحة كبيرة من الأرض فجأة.

والبحث جار، ويمكن العثور على مزيد من الأدلة على وجود هذه الأرض المفقودة في المستقبل. وقال هاسليت: "نخطط لإجراء مسوحات جغرافية على طول الساحل الحالي لخليج كارديغان لمعرفة مدى إمكانية جمع مزيد من الأدلة على تغير الخط الساحلي بعد العصر الجليدي".

لايف ساينس