الدم الذهبي معطي عام لكن ندرته خطر يتهدد بحامله

علوم

الدم الذهبي: أقل من خمسين إنساناً في العالم لديهم زمرة الدم النادرة جداً هذه

23 أيلول 2022 16:32

يندر بين زمر الدم زمرةٌ وصلت من الندرة أن أقل من خمسين شخصاً في العالم يحملونها، تُعرف علمياً باسم "ريزوس نول" (Rhesus null)، ويشار إليها في أحيان كثيرة باسم "الدم الذهبي" نظراً لندرته الشديدة - وقيمته في نظر الآخرين.

التعرف على زمر الدم الرئيسية

ولفهم سبب ندرة هذه الزمرة وثمنها الباهظ، علينا أن نتعلم بعض الأمور عن زمر الدم، فلا بد أنك سمعت عن زمر الدم الأربع الرئيسية: A وB وAB وO. وتُحدد زمرة الدم من خلال وجود المستضادين A وB التي تثير استجابة مناعية إذا نقلت خلايا الدم الحمراء إلى شخص آخر متوافق، فزمرة الدم A تحتوي على مستضدات A، وزمرة الدم B تحتوي على مستضدات B، وزمرة الدم AB تحتوي على كليهما، وزمرة الدم O لا تحتوي على أي منهما.

وعلاوة على مستضادي A وB، توجد بروتينات أخرى موجودة في خلايا الدم الحمراء تسمى عامل الريزوس (Rh)، والتي يحدد وجودها أو غيابها إذا كانت زمرة الدم إيجابية (+) أم سلبية (-). وعلى وجود 61 مستضداً لزمرة الدم (مستضدات الريزوس)، يشير الفصل بين السلبي والإيجابي إلى غياب أو وجود مستضد ريزوس نوع D.

ولا يستطيع المرء التبرع بدمه لأي شخص إلا إن كان لديه مستضدات دم متوافقة. لذلك، بإمكان حاملي زمرة الدم السلبية (Rh−) التبرع بالدم لكل من حاملي زمرة الدم السلبية والإيجابية لأن زمرة الدم السلبية لا تحتوي مستضد D. وأما حاملو زمرة الدم الإيجابية لا يستطيعون التبرع لحاملي زمرة الدم السلبية. ويعد عامل الريزوس الإيجابي أكثر شيوعاً من عامل الريزوس السلبي، على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين المجموعات السكانية المختلفة.

ولا تحتوي زمرة الدم O سلبي على أي من المستضدات المذكورة هنا، لذلك لن يؤدي إلى استجابة مناعية من أي شخص يعطى له وتعد معطياً عاماً. وما ذكرنا لا يتعدى كونه أساسيات في نقل الدم، إذ إن الأمر أعقد بكثير من ذلك، فهناك مئات المستضدات، ولكل منها دور تؤديه.

جدول توافق زمر الدم

الدم الذهبي أندر زمرة دم

باختصار، يفتقر الدم الذهبي إلى أي مستضدات ريزوس. وحاملو زمرة الدم هذه يملكون أو لا يملكون طفرات في الجينات لبناء هذه البروتينات، لذا فهم يفتقرون إلى كل بروتين منها.

حددت أول حالة للدم الذهبي في عام 1961 لدى امرأة أسترالية من السكان الأصليين. ورصد العشرات من الحالات الفردية منذ ذلك الحين، ويقدر العلماء أن نحو 1 من كل 6 ملايين شخص يحمل هذه الزمرة. لكن لا أحد يعرف العدد الفعلي على وجه اليقين، إذ لم تكتشف إلا 43 حالة مؤكدة.

تظهر زمرة الدم الذهبي عندما يكون هناك طفرة في جين RHCE الموروث من كل والد، وهي ظاهرة نادرة تُعرف باسم الميراث الصبغي الجسدي المتنحي، أي عندما يرث الشخص نسختين من الجين المتحور، واحدة من كل والد.

ويعد الدم الذهبي معطياً عاماً لأي شخص لديه أنواع دم نادرة داخل نظام الريزوس، نظراً لأنه يفتقر إلى أي من المستضدات التي قد تثير جهاز المناعة. وهذا يعني أن لديه إمكانات هائلة في عمليات نقل الدم.

واستُخدم في الأبحاث الطبية الحيوية، مثل تطوير الأدوية القائمة على الغلوبولين المناعي المستخدمة للوقاية من داء الريزوس، وهو مرض تهاجم فيه الأجسام المضادة في دم المرأة الحامل خلايا دم طفلها.

لكن وجود الدم الذهبي قد يسبب بعض المشكلات الحقيقية، فإذا احتاج حامل للدم الذهبي إلى نقل دم، فقد يكون من الصعب للغاية تحديد متبرع متوافق مع دمه، أي يحمل دماً ذهبياً أيضاً. إذ إن أي دم آخر غير متوافق لأنه سيحتوي على مجموعة من مستضدات الريزوس.

كما أنه يرتبط ببعض المضاعفات الصحية، فخلايا الدم الحمراء التي تفتقر إلى بروتينات الريزوس لديها تشوهات هيكلية قد تسبب تمزقها أو "تسرب" محتواها بسهولة.

iflscience