علوم

اكتشاف زمرة دم نادرة جديدة قد ينقذ حياة حديثي الولادة في المستقبل

6 تشرين الأول 2022 08:03

قدمت الخسارة المفجعة لطفلين حديثي الولادة أفكاراً مهمة لمجموعة نادرة من زمر الدم رُصدت لأول مرة لدى البشر منذ 40 عاماً. وأمل الباحثون أن تمنع الدراسة الجديدة حدوث مثل هذه المأساة في المستقبل من خلال كشف الهوية الجزيئية لزمرة الدم الجديدة نسبياً المعروفة باسم نظام Er.

وتبعاً لآش توي، عالم الأحياء الخلوي بجامعة بريستول: "يوضح هذا العمل أن خلايا الدم الحمراء البسيطة لا تزال قادرة على إبهارنا حتى بعد كل الأبحاث التي أجريت عليها حتى الآن".

ويصف تصنيف الدم وجود وغياب مجموعات من البروتينات والسكريات التي تغلف أسطح خلايا الدم الحمراء. وعلى الرغم من أنها قد تخدم أغراضاً مختلفة، إلا أن أجسامنا تستخدم عموماً مستضدات سطح الخلية كعلامات تعريف يمكن بواسطتها فصل خلايا الجسم عن الخلايا الغازية التي يحتمل أن يكونوا مؤذية.

ونحن أكثر دراية بنظامي زمر الدم ABO وعامل الريزوس (أي الزمر السلبية والإيجابية)، ويرجع الفضل في ذلك إلى أهميتها الأساسية في مطابقة عمليات نقل الدم. ولكن لدينا في الواقع العديد من أنظمة زمر الدم المختلفة التي تعتمد على مجموعة واسعة من مستضدات سطح الخلية ومتغيراتها.

وعُرفت معظم المجموعات الرئيسية في أوائل القرن العشرين، ولم تكتشف الزمرة الجديدة، المسماة Er، إلا في عام 1982، ما شكل أساساً لمجموعة دم جديدة وسمت بالرقم 44. وبعد ست سنوات، حُددت نسخة منها باسم Erb. واستُخدم الكود Er3 لوصف غياب Era وErb.

وفي حين أنه كان من الواضح منذ عقود أن هذه المستضدات لخلايا الدم موجودة، لم يُعرف سوى القليل جداً عن تأثيرها من الناحية السريرية.

وعندما تظهر خلية دم بمستضد لم يصنفه جسمنا على أنه مستضد خاص بنا، ينشط جهاز المناعة لدينا، ويرسل أجساماً مضادة للإبلاغ عن الخلايا الحاملة للمستضد المشتبه به لتدميرها. وفي بعض الحالات، قد يتسبب عدم التوافق بين زمرة دم الجنين وزمرة دم الأم في حدوث مشكلات إذا أصبح الجهاز المناعي للأم حساساً تجاه المستضدات الغريبة. وبإمكان الأجسام المضادة المتولدة استجابة لذلك أن تمر عبر المشيمة، ما يؤدي إلى انحلال دم الجنين.

لحسن الحظ، هناك عدة طرق للوقاية من انحلال الدم لدى حديثي الولادة وحتى علاجه هذه الأيام، بما في ذلك حقن الأمهات الحوامل وعمليات نقل الدم للرضع.

لكن للأسف، فيما يتعلق إحدى الحالات المذكورة في الدراسة، فشل نقل الدم بعد الولادة القيصرية في إنقاذ حياة الرضيع، ما يشير إلى أن الأطباء والباحثين غفلوا عن أمر ما.

قالت نيكول ثورنتون، أخصائية الأمصال من دائرة الدم وزرع الدم التابعة للخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة: "إننا نعمل على حالات نادرة. ويبدأ الأمر بمريض يعاني من مشكلة نحاول حلها".

جين PIEZO1

وظهرت تلميحات عن هذه الأجسام المضادة النادرة على مر السنين، لكن ندرتها جعلت فهمنا لها بعيد المنال حتى الآن. لذا حللت ثورنتون وزملاؤها، بقيادة أخصائية الأمصال فانجا كرماتك كرو، دم 13 مريضاً لديهم المستضدات المشتبه بها. وحددوا خمسة اختلافات في مستضدات Er: المتغيرات المعروفة Era وErb وEr3 واثنان جديدان Er4 وEr5.

ومن خلال تسلسل الرموز الجينية للمرضى، تمكنت كرو وفريقها من تحديد الجين الذي يرمز لبروتينات سطح الخلية. وما يثير الدهشة أنه كان جيناً مألوفاً ب في العلوم الطبية، وهو PIEZO1.

ويوضح توي أن "بروتينات PIEZO هي بروتينات حسية ميكانيكية تستخدمها الخلية الحمراء للاستشعار عند عصرها".

ويرتبط الجين بالعديد من الأمراض المعروفة، إذ تموت الفئران التي لا تفتقر إلى هذا الجين قبل الولادة، وعند حذف هذا الجين من خلايا الدم الحمراء من الفئران تعاني من فرط سوائل البدن وتمسي خلايا دمها هشة.

وأكد الفريق النتائج التي توصلوا إليها عن طريق حذف بروتين PIEZO1 في خط خلوي من مولدات الكرية الحمراء، ثم إجراء اختبار على المستضدات. وتأكدوا من أن PIEZO1 مطلوب لإضافة مستضد Er إلى سطح الخلية الحمراء.

ونظراً لأنهم وجدوا نسبة انتشار عالية لمتغير Er5 لدى السكان الأفارقة، اشتبه الباحثون في أن هذا البديل قد ينقل نوعاً من الميزة ضد الملاريا، مثل بعض أنواع الدم النادرة الأخرى الموجودة هناك.

ويوضح توي: "يتواجد البروتين عند بضع مئات من النسخ فقط في غشاء كل خلية. وهذه الدراسة تسلط الضوء حقاً على الاستضداد المحتمل للبروتينات التي يُعبّر عنها بشكل ضعيف جداً، كما يسلط الضوء على أهميتها في طب نقل الدم".

مجلة بلود