إعادة بناء وجه امرأة اسكتلندية من العصور الوسطى

منوعات

إعادة بناء وجوه امرأة وكاهن وأسقف من العصور الوسطى

3 تشرين الأول 2022 12:38

عُثر في عام 1957 على ثلاثة هياكل عظمية في سرداب من العصور الوسطى في اسكتلندا، لكن لم يُعرف عنهم إلا القليل إلى أن استثمر باحثون علومَ وتكنولوجيا الطب الشرعي في التعرف على وجوههم أخيراً باستخدام إعادة بناء الوجه ثلاثية الأبعاد لإحيائهم رقمياً.

مشروع كولد كيس ويتهورن

يُطلق على المشروع اسم "كولد كيس ويتهورن" [Cold Case Whithorn]، وهو جزء من مبادرة قادتها مؤسسة "ويت هورن ترست" [The Whithorn Trust] الخيرية في دير ويتهورن في إسكتلندا، وهو أحد أقدم المجتمعات المسيحية في إسكتلندا والموقع الذي عثر فيه على الهياكل العظمية. ويهدف المشروع إلى "الكشف عن رؤى حول أنماط الحياة الناس في الماضي البعيد لإسكتلندا والوجبات الغذائية التي كانوا يتناولوها"، وفقاً لما ذكرته "بي بي سي نيوز".

واستخدم كريس رين، عالم الأنثروبولوجيا المقيم في اسكتلندا، مزيجاً من التقنيات العملية لإعادة بناء ثلاث جماجم - امرأة شابة وكاهن والأسقف والتر، الذي أصبح أسقف المجتمع في عام 1209، وفقاً إلى المتاحف الوطنية في إسكتلندا. وكانت الخطوة الأولى هي إجراء مسح ثلاثي الأبعاد لكل جمجمة.

استخدام الذكاء الاصطناعي

وقال رين: "لم أُرِد أن تبدو هذه الوجوه وكأنها منحوتة رقمية، لذلك نحتُّ العضلات بالشمع، ثم أجريت لها مسحاً ضوئياً ثلاثي الأبعاد بالطريقة التي مسحت بها الجمجمة ضوئياً، وجعلتها تبدو كشخص من خلال إضافة مواد فوتوغرافية، وهي عملية اختيار صور لعدة أشخاص مختلفين تشبه النموذج ثلاثي الأبعاد ثم إسقاطها على الجمجمة".

وكانت النتائج ثلاث بُنىً ثلاثية الأبعاد رائعة وواقعية للمتوفى. واستخدم رين الذكاء الاصطناعي لإحيائهم، فجعلهم يتحركون ويطرفون بأعينهم ويبتسمون كما لو كانوا على قيد الحياة اليوم.

وأضاف رين: "كان العمل على الجماجم مثيراً حقاً لأن أحدها، وهو الكاهن ذو الشفة المشقوقة والحنك المتصدع، هو أكثر جمجمة غير متناسقة عملت عليها قطّ. والأخرى، وهي الشابة، هي أكثر جمجمة تناسقاً عملت عليها قط".

وقالت جوليا موير وات، مديرة التطوير في مؤسسة "ويت هورن ترست" لبي بي سي نيوز: "فرصة رؤية وتخيل أننا نستطيع سماع هؤلاء الأشخاص الثلاثة منذ قرون عديدة هي طريقة رائعة تساعدنا على فهم تاريخنا وأسلافنا. ويصعب دائماً تخيل كيف كانت الحياة في العصور الوسطى حقاً، وعمليات إعادة بناء الوجوه هذه طريقة رائعة لمعرفة من كان هؤلاء الأشخاص من ماضينا حقاً، في حياتهم اليومية وآمالهم ومعتقداتهم".

بي بي سي نيوز