تطبيقات اكتشاف الرجفان الأذيني قادرة على إعطاء تشخيصات أدق عند استعمال التعلم الآلي وخوارزميات أفضل

علوم

ما مدى فعالية تطبيقات اكتشاف الرجفان الأذيني في الساعات الذكية؟

12 تشرين الأول 2022 09:14

قد تؤدي مراقبة صحة القلب لمدة طويلة لدى المرضى واستخدام الأجهزة الإلكترونية القلبية الوعائية القابلة للزرع إلى زيادة اكتشاف الرجفان الأذيني، لكن قدرة هذه الأجهزة محدودة، ويشمل ذلك عمر البطارية القصير ونقص البيانات والمعلومات المباشرة. وهنا يطفو إلى السطح التساؤل التالي: هل تستطيع أدوات الهواتف الذكية الجديدة التي تسجل تخطيط القلب وتشخص الحالة آلياً أن تتجاوز هذه الحدود وتتيح تشخيصاً في الوقت المناسب؟

وجدت دراسة في المجلة الكندية لأمراض القلب - وهي أكبر دراسة حتى الآن - أن استخدام هذه الأجهزة يمثل تحدياً أمام المرضى الذين لديهم تخطيط قلب غير طبيعي. ويقول الباحثون إن استعمال التعلم الآلي وخوارزميات أفضل قد يساعدان هذه الأدوات في توفير تشخيصات أكثر دقة.

وأوضح الباحث الرئيسي مارك ستريك، دكتوراه في الطب في معهد LIRYC بمستشفى جامعة بوردو في فرنسا، أن "الدراسات السابقة أثبتت دقة ساعة آبل في تشخيص الرجفان الأذيني لدى عدد محدود من المرضى الذين تتشابه ملفاتهم السريرية". وأضاف: "اختبرنا دقة تطبيق تخطيط القلب في ساعة آبل في اكتشاف الرجفان الأذيني لدى المرضى الذين يعانون من مجموعة متنوعة من الشذوذات في تخطيط القلب".

وشملت الدراسة 734 مريضاً على التوالي في المستشفى. وخضع كل مريض لاثني عشر تخطيط قلب، تبعه على الفور تسجيل لمدة 30 ثانية على ساعة آبل. وصنفت عمليات الكشف عن الرجفان الأذيني الآلية في الساعة الذكية على الشكل الآتي: "لا توجد علامات على رجفان أذيني" أو "رجفان أذيني" أو "القراءة غير حاسمة". وعُرضت تسجيلات الساعة الذكية على أخصائي فيزيولوجيا كهربائية.

ووجد الأخصائي أن تخطيط القلب في الساعة الذكية فشل في إنتاج تشخيص تلقائي لدى واحد من كل خمسة مرضى تقريباً. وكان خطر الاكتشاف الإيجابي الكاذب للرجفان الأذيني أعلى لدى المرضى الذين يعانون من تقلصات سابقة لأوانها في الأذين والبطين، وخلل في العقدة الجيبية، وإحصار أذيني بطيني من الدرجة الثانية أو الثالثة. أما المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني، كان خطر الاكتشاف السلبي الكاذب للرجفان الأذيني أعلى لدى المرضى الذين يعانون من تشوهات في التوصيل البطيني (تأخير التوصيل بين البطينين) أو التواتر الذي يتحكم فيه جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع.

واتفق أخصائيو فيزيولوجيا القلب الكهربية بدرجة كبيرة في التمييز بين الرجفان الأذيني والرجفان غير الأذيني. وحدد تطبيق الهاتف الذكي بشكل صحيح 78٪ من المرضى الذين أصابهم رجفان أذيني و81٪ ممن لم يصابوا. وحدد أخصائيو الفيزيولوجيا الكهربية 97٪ من المرضى الذين أصابهم رجفان أذيني و89٪ ممن لم يصابوا.

وكان المرضى الذين يعانون من تقلصات بطينية سابقة لأوانها أكثر عرضة بثلاث مرات لتشخيص الرجفان الأذيني الإيجابي الكاذب في تطبيق الساعة الذكية، وكان تحديد المرضى الذين يعانون من عدم انتظام دقات القلب الأذيني والرفرفة الأذينية ضعيفاً للغاية.

وأشار د. ستريك إلى أن "هذه الملاحظات ليست مفاجئة، لأن خوارزميات الكشف الآلي للساعات الذكية لا تعتمد إلا على تغيرات الدورة الدموية"، موضحاً أن التقلصات البطينية السابقة لأوانها تسبب دورات قصيرة وطويلة، ما يزيد من تغيرات الدورة.

وأضاف: "من الناحية المثالية، بإمكان الخوارزمية أن تميز بصورة أفضل بين التقلصات البطينية السابقة لأوانها والرجفان الأذيني. وأي خوارزمية تقتصر على تحليل تغيرات الدورة ستكون دقتها ضعيفة في اكتشاف عدم انتظام دقات القلب الأذيني والرفرفة الأذينية. وقد تزيد أساليب التعلم الآلي من دقة الكشف عن الرجفان الأذيني في الساعة الذكية لدى هؤلاء المرضى".

وأكد د. ستريك أنه "مع الاستخدام المتزايد للساعات الذكية في الطب، من المهم معرفة الحالات الطبية وشذوذات مخطط القلب التي قد تؤثر في اكتشاف الرجفان الأذيني بواسطة الساعة الذكية وتغيرها بغية تحسين رعاية مرضانا. واكتشاف الساعة الذكية للرجفان الأذيني ينطوي على إمكانات كبيرة، ولكنه يمثل تحدياً أكبر لدى المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية موجودة مسبقاً".

مديكال إكسبرس