ممارسة ألعاب الفيديو تزيد خطر إصابة الطفل باضطراب في ضربات القلب

علوم

ألعاب الفيديو وعلاقتها باضطراب ضربات القلب لدى الأطفال

12 تشرين الأول 2022 16:57

أفاد تقرير جديد بأن ممارسة ألعاب الفيديو قد تعرض بعض الأطفال لاضطراب في ضربات القلب يهدد حياتهم بالخطر، مع أنها نشاط يؤديه الطفل وهو جالس.

ألعاب الفيديو قد تودي بحياة بعض الأطفال

جمع باحثون في أستراليا تقارير عن 22 طفل ومراهق عانوا من اضطرابات في ضربات القلب أثناء ممارسة ألعاب الفيديو، ووجدوا أن كثيراً منهم أصيب بالإغماء فجأة، وبعضهم أصيب بسكتة قلبية، وهي حالة خطيرة قد تؤدي للوفاة إن لم يسعف المريض مباشرة، إذ لقي أربعة مراهقين منهم حتفهم.

وأكد خبراء على أن مدى شيوع مثل هذه الحوادث لا يزال غير واضح. ولكن عانى معظم هؤلاء الأطفال من أمراض قلب كامنة، شخصت في بعض الأحيان، ولم تشخص في أحيان أخرى حتى وقوع حادثة أثناء اللعب.

ولفتت الباحثة كلير لولي، أخصائية أمراض القلب عند الأطفال في مجموعة مستشفيات سيدني للأطفال إلى ضرورة "فحص أي طفل أغمي عليه أو تدهورت صحته أو أصابته وعكة صحية على يد طبيب العائلة، والذي يقرر بدوره الحاجة لإجراء مزيد من التحاليل الطبية أم عدمها".

وأكدت أن "حالات الإغماء ليست كلها خطرة، حتى إن معظمها غير خطير، ولكن بعضها خطير، لذا من الضرورة بمكان اكتشاف حالات الخطر المحدقة بالأطفال. وبمجرد أن يكتشف الأطباء حالة اضطراب في ضربات قلب طفل أو مراهق، ينجح العلاج الطبي في الحفاظ على سلامتهم".

وشدد دانيال سوهينكي، أخصائي القلب في كلية جورجيا للطب بجامعة أوغوستا، على أن يقظة وحذر الوالدين أمر أساسي، إذ قال في افتتاحية شارك في كتابتها ونُشرت في عدد 11 تشرين الأول (أكتوبر) من مجلة "Heart Rhythm": "إذا ظهرت أي أعراض توحي بوجود اضطرابات في القلب، فقم بفحصها".

وأوضح أيضاً فكرة أخرى تتمثل في أن ألعاب الفيديو لم تعد مجرد هواية، بل تطورت في السنوات العشرين الماضية لتمسي "رياضة". ويتنافس لاعبون وفرق في "رياضات إلكترونية" ترعاها مؤسسات وتبثها عبر الإنترنت أو على شبكة ESPN الرياضية وقنوات أخرى، وتقدم جوائز نقدية ضخمة للفائز في بعض الأحيان.

ألعاب الفيديو تؤثر في مستوى الأدرينالين

وفي الوقت نفسه، وضعت 175 كلية وجامعة أمريكية برامج رياضية إلكترونية، وفقاً لما ذكرته الجمعية الوطنية للرياضات الإلكترونية الجماعية.

ورأى سوهينكي أن من المنطقي فحص المشاركين في الرياضات الإلكترونية الجامعية لاكتشاف إمكانية وجود أعراض كامنة لاضطرابات في القلب كما هو حال الطلاب الرياضيين العاديين.

وأضاف: "إن فعاليات الرياضات الإلكترونية هذه شبيهة بالفعاليات الرياضية التقليدية في كثير من النواحي".

لم تكن الظروف المحيطة بالحالات الواردة في تقرير د. لولي واضحة دائماً، حتى إذا لو ظهر أحدها في منافسة ما. لكن وُجدت حالات كان فيها الإجهاد البدني و / أو العاطفي بمثابة محفز.

وأشار سوهينكي إلى أن أحد الأطفال عانى من عدم انتظام في ضربات القلب بعد القفز احتفالاً بالفوز، في حين أصيب طفل آخر باضطراب في ضربات القلب إثر شجار دار بينه وبين أخيه على قبضة التحكم.

وقال إن ألعاب الفيديو قد تؤثر في مستوى الأدرينالين الذي يؤثر بدوره في نظام القلب والأوعية الدموية بالطريقة التي يؤثر فيها المجهود البدني على مستوى الأدرينالين، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، حتى لو لم يقفز اللاعب فرحاً أو يتشاجر مع أحد.

وجمع فريق لولي في تقريرهم تقاريرَ دولية عن أطفال أو مراهقين عانوا من حالات مثبتة أو مشتبه بها لعدم انتظام في ضربات القلب أثناء ممارسة ألعاب الفيديو.

وفي حالات كثيرة يصاب الطفل بخفقان في القلب وقد يغمى عليه أو يصاب بدوار وغثيان. وأصيب العديد من الأطفال بسكتة قلبية، حيث تتوقف ضربات القلب ويتوقف ضخ الدم إلى باقي أعضاء الجسم. وقد تقتل المرء في غضون دقائق إن لم يتلق الإسعافات اللازمة.

وللأسف، توفي أربعة طفل من الأطفال الـ 22، أما فيما يخص معظم الأطفال المتبقين، كان السبب اضطراباً كامناً في القلب. والسبب الأكثر شيوعاً هو حالة تسمى تسرع القلب البطيني الكاتيكولاميني متعدد الأشكال، وهو اضطراب وراثي قد يسبب تسارعاً في ضربات القلب بشكل غير طبيعي عند ممارسة التمارين الرياضية أو التوتر العاطفي.

وعانى العديد من الأطفال الآخرين من متلازمة فترة QT الطويلة الخلقية، وهي اضطراب وراثي آخر يؤثر في النشاط الكهربي للقلب.

وفي بعض الحالات، عُلم إصابة الأطفال بمشاكل في القلب قبل وقوع حادثة ألعاب الفيديو. وكثير منها كان غير ملحوظ.

هل يعني ذلك الامتناع عن ممارسة ألعاب الفيديو؟ ليس بالضرورة، إذ يبدو أن الحالات الـ 22 الموضحة في الدراسة الأسترالية نادرة جداً.

وفي هذا قالت لولي: "على أننا لا نعلم بدقة عدد الأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو [مع أننا نظن أن عددهم كبير جداً]، من الصعب تقدير مدى انتشار هذه الظاهرة بدقة، لكنها تبدو نادرة".

ولا يزال الخطر المطبق لاضطرابات ضربات القلب الناجمة عن ممارسة ألعاب الفيديو غير معروف، وليس من الواضح إن كانت هذه الألعاب تنطوي على مخاطر أكبر أو أقل لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب غير المشخصة مقارنة بالأنشطة الأخرى.

وأوصى سوهينكي بأن يتعاون الأهل مع طبيب طفلهم للتأكد من التعامل مع حالة قلبه على الوجه الأمثل، إما عن طريق الأدوية أو عن طريق الأجهزة المزروعة في القلب لتنظيم ضرباته. وبعد القيام بذلك يمكنهم مناقشة خطورة ممارسة ألعاب الفيديو وفوائدها.

نيوز ماكس