تظهر الكلاب ذكائها عندما تستجيب لمالكها الذي ينادي عليها، وتستطيع التعرف على الأسماء، إلا أن قدرتها على العد كانت شيئاً غير متوقعٍ على الإطلاق.
ومع ذلك، وفقاً لدراسةٍ جديدةٍ من جامعة إيموري في أتلانتا، يمكن للكلاب عد ومعرفة عدد قطع الطعام التي توضع في أطباقها على الأقل.
وفي دراسة نشرت في مجلة Biology Letters، استخدم عالم الأعصاب بجامعة إيموري، 11 كلباً من مجموعة متنوعة من السلالات المختلفة للتأكد من وجود قدرةٍ على العد لديها.
وباستخدام تقنيات مسح الدماغ الرائدة التي تم إنشاؤها للكلاب، تم تثبيت موضوعات اختبار الكلاب على مصفوفةٍ ضوئية تُظهر أرقاماً رمادية على خلفية بيضاء، حيث يتم تغيير هذه الأرقام كل 300 مللي ثانية.
وكلما تغيرت هذه الأرقام، كان المسح الدماغي يعبر عن النشاط في القشرة الجدارية الدماغية لدى الكلاب، وهي منطقةٌ مماثلة في الدماغ البشري والتي تسمح للبشر بأن يكون لديهم فهمٌ وإحساسٌ بتغير الأرقام.
وبدورها أوضحت لورين أوليت طالبة الدكتوراه أحد مؤلفي الدراسة: "لقد ذهبنا مباشرةً إلى المصدر لنلاحظ آلية عمل أدمغة الكلاب والتغيرات الحاصلة هناك، لنستطيع فهم ما تفعله الخلايا العصبية الخاصة بها عندما تشاهد التغير المستمر في الأرقام، وقد سمح لنا ذلك بتجاوز نقاط الضعف في الدراسات السلوكية السابقة للكلاب وبعض الحيوانات الأخرى. وفي المجموع اجتاز 11 كلبٍ الاختبار بألوان متباينة.
وقال بيرنز في مقابلةٍ صحفية بالجامعة: "لا يوضح عملنا أن الكلاب تستخدم جزءاً معيناً من دماغهم لمعالجة أعداد الأشياء كما يفعل البشر فحسب، بل يدل على أنهم لا يحتاجون إلى التدريب للقيام بذلك أيضاً".
وأضاف: "إن الآثار المترتبة على هذه الدراسة مهمةٌ للغاية بالنسبة للتطور، على الرغم من أن البشر والكلاب لديهم فارقٌ يفوق يصل إلى أكثر من 80 مليون عام من التطور بينهما. فنتائجنا تقدم بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن معرفة الأعداد والقدرة على العد هي آليةٌ عصبية مشتركة".
وفيما يتعلق بالرياضيات الأكثر تعقيداً، فهذا شيءٌ يفوق قدرة الكلاب، حيث يمكن للبشر أن يعتمدوا على قشرة الفص الجبهي للقيام بالرياضيات المعقدة مثل الجبر، وهو شيءٌ لا تستطيع الكلاب فعله.
أما بالنسبة للقدرات العددية لباقي الحيوانات الأليفة، كالقطط مثلا، فإن الباحثين ما زالوا محتارين في الأمر.