ما الذي يحفز الشعور بالوحدة في مرحلة الشيخوخة

علوم

أسباب الشعور بالوحدة في مرحلة الشيخوخة

15 تشرين الثاني 2022 18:19

بدأ العديد من قادة العالم في دق ناقوس الخطر بشأن الزيادة الواضحة في الشعور بالوحدة بين مختلف الفئات العمرية لتحويلها إلى قضية رئيسية للصحة العامة، فحتى ما قبل جائحة كورونا التاجي المستجد، كانت بريطانيا عام 2018 أول دولة تطلق مسمى "وزير الوحدة" للتعامل مع مشكلة الوحدة التي يعاني منها الملايين من البريطانيين في ذلك الوقت، لتليها بعد ذلك اليابان في عام 2021.

الشعور بالوحدة في مرحلة الشيخوخة

أظهرت العديد من الدراسات السابقة أن الوحدة هي أكثر بكثير من مجرد شعور أو احساس شخصي، حيث أنها يمكن أن تترك الكثير من الآثار السلبية على الصحة العامة للإنسان، كونها ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف والزهايمر وأمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من الأمراض المميتة، حتى أن بعض العلماء قد زعموا بأن آثارها يمكن مقارنتها بآثار كل من التدخين والسمنة على الصحة.

سبب الشعور بالوحدة في مرحلة الشيخوخة

سلط فريق من الباحثين بجامعة كينجز كوليدج في لندن الضوء على السبب الذي يحفز الشعور بالوحدة في مرحلة الشيخوخة وما يمكن القيام به حيال هذا الأمر.

حيث قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة سامية أختر خان، طالبة الدراسات العليا في كلية الخدمات الصحي وأبحاث السكان في الجامعة:" تنجم الوحدة عن التناقضات الموجودة في العلاقات الاجتماعية المتوقعة والفعلية".

مضيفة:" إن المشكلة التي قمنا بتحديدها في الدراسة الحالية، هي أننا لم نفكر في السابق بماذا يتوقع الناس من علاقاتهم الاجتماعية، الأمر الذي جعلنا نركز عليه بالدرجة الأولى لتحديد التوقعات ومقارنتها بها، لكننا لا نزال نجهل ما هي تلك التوقعات وكيف تتغير عبر الثقافات المختلفة وعلى المدى العمري للإنسان".

وفقا لأختر خان وزملائها المشاركين في الدراسة، قد يكون لدى كبار السن بعض توقعات العلاقات الاجتماعية التي تم تجاهلها إلى حد كبير في السابق.

فعلى سبيل المثال، إنهم يريدون أن يتم احترامهم ويتوقعون من الناس أن يستمعوا إليهم ويهتموا بتجاربهم ويتعلموا من أخطائهم، بجانب تقدير ما مرو به من خبرات خلال حياتهم الطويلة التي تغلبوا خلالها على العقبات العديدة التي واجهتهم ليصلوا إلى ما هم عليه اليوم.

كما انهم يريدون أيضا المساهمة في رد الجميل للآخرين وللمجتمع، وذلك من خلال نقل العادات والتقاليد والمهارات التي اكتسبوها في حياتهم للأجيال الجديدة، سواء أكان ذلك من خلال التدريس أو التوجيه أو تقديم الرعاية أو المشاركة في الأعمال التطوعية وغيرها من الأنشطة المفيدة الأخرى.

وبالتالي، فإن إيجاد طرق تساهم في تحقيق هذه التوقعات الاجتماعية لدى كبار السن في مرحلة الشيخوخة، يمكنه أن يقطع شوطا كبيرا على طريق مكافحة الشعور بالوحدة خلال السنوات اللاحقة.

 لكن لسوء الحظ، إن المقاييس المنتظمة لقياس الشعور بالوحدة لم تبالي لهذه المسألة على الإطلاق، الأمر الذي يمكن أن يرجع في الغالب إلى احتساب أعمال ومساهمات كبار السن ضمن المفقودين في المؤشرات الاقتصادية النموذجية.

يبدو أن هناك حاجة للمزيد من البحث لتوضيح السبب وما الذي يحفز الشعور بالوحدة لدى البشر في مختلف المراحل العمرية التي يمرون بها خلال حياتهم، وذلك في سبيل علاج ما أطلق عليه بعض الباحثين "جائحة الوحدة" الحالية التي تواجهها البشرية.


المصدر: earth