اختبار فعالية دواء حصوات المرارة في الوقاية من متحورات فيروس كورونا

علوم

دواء حصوات المرارة يساعد في الوقاية من متغيرات فيروس كورونا الجديدة

5 كانون الأول 2022 20:10

توصل الباحثون إلى أن أحد الأدوية المرخص استخدامه لعلاج حصوات المرارة وأمراض الكبد يمكنه أن يثبت مستقبلات ACE2 في الخلايا، والتي يعتمد عليها فيروس كورونا التاجي المستجد للارتباط بالبروتين البشري أثناء الإصابة بالمرض.

دواء يستهدف نقطة اختراق فيروس كورونا لأجسامنا

حيث يمكن لهذا الدواء أن يستهدف نقطة اختراق هذا الفيروس لأجسادنا خاصة في ظل ظهور العديد من المتغيرات والمتحورات الفيروسية الجديد خاصة وأن اللقاحات والعلاجات المتوفرة حاليا تستهدف الفيروس نفسه والذي أثبت قدرته على التطور والتهرب من المناعة بالفعل.

دواء لتنظيم نشاط مستقبلات ACE2 في الخلايا البشرية

كان الدكتور فوتيس سامبازويوتيس من جامعة كامبريدج وزملائه يدرسون الظروف التي تؤثر على القنوات الصفراوية في الجسم، عندما عثروا على جزئي يسمى FXR يقوم بتنظيم نشاط مستقبلات ACE2 في الخلايا البشرية، والذي يعتمد عليه فيروس كورونا التاجي المستجد للدخول إلى الخلايا البشرية الصحية لإصابتها وبالتالي إصابتها بالمرض.

دواء حصوات المرارة لتنظيم مستقبلات ACE2 في الخلايا البشرية

وفي المقابل، وجدوا أن دواء يدعى "أورسوديوكسيكوليك أسيد" أو "UDCA"، الذي تم اعتماده من قبل الهيئات الصحية لعلاج حصوات المرارة وأمراض الكبد في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، ينظم عملية تأثير FXR وبالتالي يمكنه تثبيط مستقبلات ACE2 التي يقوم بتنظيمها.


اختبار فعالية دواء حصوات المرارة في الوقاية من متحورات كورونا

لاختبار امكانات هذا الدواء على الوقاية من متغيرات فيروس كورونا التاجي المستجد، قام الباحثين بإعطاء تسعة فئران هامستر مخبرية هذا الدواء بجرعة مماثلة لتلك التي تعطى للبشر، في حين تم اعطاء ستة فئران هامستر أخرى محلولا ملحيا بدلا من الدواء لمدة أسبوع، قبل أن يتم وضعها جميعها في قفص به فئران مصابة بفيروس كورونا من نوع المتحور "دلتا".

بعد مرور أربعة أيام، قام الفريق بقتل الفئران باستخدام تقنيات "القتل الرحيم"، ليقوموا بعدها بتحليل عينات الرئة الخاصة بها بحثا عن المادة الوراثية لفيروس كورونا التاجي المستجد، حيث وجدوا أن ثلث فئران الهامستر التي تم علاجها بدواء UDCA قد أصيبت بفيروس كورونا فقط، مقارنة بباقي الفئران التي أعطيت المحلول وأصيبت جميعها بالمرض.

تجدر الإشارة إلى أنه قد كان لدى جميع الفئران المستخدمة في الدراسة حرية الوصول إلى الطعام والشراب، لكن الباحثين لاحظوا أن الفئران التي حصلت على المحلول الملحي قد فقدت ما يقرب من 9% من وزنها خلال الأربعة أيام الأولى من إصابتها بفيروس كورونا التاجي المستجد. في حين أن المجموعة الأولى التي حصلت على دواء UDCA قد اكتسبت بعض الوزن خلال نفس الفترة، ما يشير إلى أن هذا الدواء قد قلل من شدة الإصابة بالمرض ووفر الوقاية اللازمة لبعض الفئران منه بشكل فعال.

يقول الدكتور سامبازويوتيس: "لن يمنع هذا الدواء أي فيروس من الوصول إلى الخلايا البشرية، إلا أنه يمكن أن يمنع من مدى قوتها في التأثير عليها أو تكاثرها بداخلها وبالتالي التقليل من أعراض الإصابة بها".

بعد ذلك، قام الباحثين باختبار دواء UDCA على رئتين بشريتين موجودتين في المختبر، واللتين تم الحصول عليهما من أحد متبرعي الأعضاء لكنهما لم يكونا مناسبين للزراعة وبقيتا تعملان عبر جهاز التنفس الاصطناعي، حيث تم حقن إحدى الرئتين بالدواء بينما تم حقن الرئة الأخرى بالمحلول الملحي.

ليجد الباحثين أنه بعد ستة ساعات فقط، انخفضت مستويات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في الرئة المعالجة إلى النصف تقريبا، في حين حدث تغير طفيف للغاية في الرئة الأخرى، ما يوضح أن هذا الدواء يمكن أن يكون مفيدا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة المكتسبة والذين لا يعانون منه أيضا، بجانب أولئك الذين أظهروا استجابة مناعية قليلة بعد تلقيهم تطعيما ضد فيروس كورونا التاجي المستجد.


New Scientist